آثار الديوانية تعاني الاندثار

العراق 2019/08/20
...

الديوانية / عباس رضا الموسوي
 
 
تحتوي محافظة الديوانية على نحو 500 موقع اثري مكتشف يعود الى عصور مختلفة من ابرزها (مملكة نيبور) الواقعة في قضاء عفك ومدينة (مرد) التأريخية في ناحية السنية وغيرها من مدن تاريخية ومعالم تعد من كنوز العراق، غير ان هذه المواقع المتناثرة في عرض الصحراء ومشارف الاهوار وضفاف الانهر مازالت جاثية على هياكلها المتآكلة تنتظر الذي يأخذ بركامها العتيق فيعيدها الى ما كانت عليه قبل قرون بعيدة لتكون الرافد الاقتصادي والوجه السياحي للبلد.
يقول مدير مركز الذاكرة الموسوعية في محافظة الديوانية علي نجم عبود السقا لـ»الصباح» :ان العديد من المواقع الاثرية في الديوانية التي تعود الى ازمنة بعيدة بحاجة الى احياء معالمها لتغدو مواقع سياحية قادرة على استقطاب السياح العرب والاجانب خصوصا انها معالم ذات قيمة تاريخية كبيرة.
واوضح ان من ابرز المواقع التاريخية مدينة (مرد) الواقعة في ناحية السنية وهي من المدن الطينية المذكورة في الكتابات المسمارية وكانت حلقة الوصل بين مدينة (كيش) شمالا ومدينة (نيبور) جنوبا، مشيرا الى اهمية مدينة (نيبور) لانها المركز الديني لدى العراقيين القدماء فهي مقر الاله (انليل) باعتقادهم وقد اكتسبت مكانتها الكبيرة منذ القرن الثالث قبل الميلاد ومازالت اطلال معبدها ( اي- كور) موجودة حتى يومنا هذا. ولفت السقا الى وجود مواقع اخرى لها قيمتها التاريخية الكبيرة وبالامكان الافادة منها في مجال السياحة مثل قلعة (ذرب) وقصر (الملك غازي) واثار (شعيب) وقلعة (الكايم) وغيرها من مواقع تعود الى ازمنة وعصور مختلفة لا تحتاج سوى القليل من الاهتمام وتسليط الضوء اعلاميا عليها.
ويضيف السقا ان مركز الذاكرة الموسوعية تبنى مبادرة ضم البيوت القديمة الى التراث من خلال شرائها من اصحابها الذين يعمدون الى هدمها واعادة بنائها بالطراز الحديث خصوصا ان العديد من البيوت الديوانية المعروفة بقدمها وعراقة اسرها تحولت الى مشاريع تجارية لجني المال.واشار الى ان المركز مازال يقيم الندوات التوعوية لحث اصحاب هذه المنازل على اهمية ضمها الى تراث المدينة على الرغم من الصعوبات خصوصا عدم اكتراث الجهات المعنية بدعم مثل هذه المبادرات القيمة التي تهدف الى المحافظة على تراثنا من الضياع. 
بدوره، قال عضو اللجنة الشعبية لحماية الاثار والتراث في العراق جميل غركان الموسوي: ان اللجنة الشعبية لحماية الاثار ومن خلال لقاءاتها مع الشخصيات الاجتماعية المؤثرة اتخذت قرارات بخصوص حماية الاثار من ابرزها حث القبائل القريبة من المواقع الاثرية بمهمة حمايتها وقد لاقت هذه الدعوة اقبالا منقطع النظير من زعامات القبائل خصوصا ان البعض من هذه المواقع تقع جغرافيا ضمن اراضي القبيلة.
واكد ان اخر جولة قام بها اعضاء اللجنة شملت اغلب المواقع الاثرية بما فيها مدينة (نيبور) وقصر (الملك غازي) وتحقق لقاء مع شخصيات اجتماعية قادرة على توفير ما امكن من حماية للمواقع الاثرية من بينهم زعيم قبيلة الاكرع الشيخ محمد الشعلان، داعيا الجهات ذات العلاقة تفعيل موضوع اشراك المجتمع بحماية اثاره وتراثه من الضياع والنهب من خلال تعريفه باهميتها ومكانتها التاريخية ودورها المستقبلي اقتصاديا وثقافيا وحضاريا.. وتحدث عن نية اللجنة اقامة تكريم يشمل شخصيات بارزة في حماية الاثار والتراث لتسليط الضوء على جهدهم وعرفانا بدورهم.