عامٌ دراسيٌّ جديدٌ يجمعُ الطلبة بزيٍّ موحد

اسرة ومجتمع 2019/08/24
...

بغداد/ شذى الجنابي
شددت المدارس الحكوميَّة والأهلية على ضرورة ارتداء الزي المدرسي الموحد خلال هذا العام وفقاً للضوابط والتعليمات التي أعلنتها وزارة التربية، والالتزام بالنظام واحترام القوانين، كما نُشر على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمدارس، أو في الإعلانات الموجودة على جدرانها، بحيث تترك لإدارة المدرسة حرية اختيار ما يرغبون بارتدائه من التصاميم والألوان المقررة لنظامهم.
الموضة الحديثة
تقول مديرة مدرسة “الخندق الابتدائية المختلطة” وجدان عبد العزيز: “أنا مع الزي الموحد لأنه يعلم الطالب احترام التعليمات والقرارات، ونحن نقترب من انتهاء العطلة الصيفيَّة وبدء الدوام المدرسي، لذا قمنا بدعوة وتوجيه أسر طلبتنا خاصة البنات بارتداء الصدريَّة المحتشمة والخالية من الاكسسوارات والقميص الأبيض المدرسي، لكنَّ هذا لا يمنع من أنْ تخضع التصاميم الى الموضة الحديثة ولكن المهم أنْ يضع التجار المستوردون بعين الاعتبار البساطة وعدم التكلف بألوان محددة الأسود والرصاصي والأزرق بحيث نسمح للطالبات بحرية الاختيار ولا يشعرن بالملل، بشرط عدم التباهي لبعضهن بالمغالاة في شرائهن للملابس، ما يؤثر في نفسية الأخريات من ذوي الدخل المحدود”.
 
هوية المدرسة
من جهتها بينت مديرة مدرسة بابيلون الابتدائية الأهلية المختلطة إيمان عبد الرحمن أنَّ “الالتزام بالضوابط والأنظمة يعزز الشعور لدى الطالب بانتمائه للمؤسسة التعليميَّة، وعدم ذلك يعرضه للعقوبة، وقد حددنا موعد توزيعه قبل انطلاق العام الدراسي الجديد وبمقاسات مختلفة لجميع المراحل العمرية، وبألوان مماثلة للعام الماضي وفق مواصفات محددة تنسجمُ مع هوية مدرستنا وتراعي متطلبات التدخل في تصاميمها انسجاماً مع بيئتنا المحلية. وارتأينا تخصيص يومٍ حرٍ للطلبة في الملبس بشرط الالتزام باللون، خاصة في يوم يسمى (open day) وهذا يشجع التزامهم بالزي الموحد ويقلل المخالفات”.
 
وجهات نظر
هناك وجهات نظر مختلفة لأسر الطلبة حول تطبيق النظام، وهناك من رفض إجبار إبنائهم على ارتدائه. لكن معظم أولياء الأمور وافقوا على ضرورة التزام الطلبة بالزي المدرسي، إذ بينت (أم نادية) موظفة/ أرملة - لديها ثلاثة أبناء في مراحل دراسية مختلفة؛ بأنه يعطي دلالة على الالتزام وفرض النظام واحترام القوانين بين الطلبة، مضيفة: “كنت في أغلب الأحيان في حيرة من أمري باختيار ملابس أولادي، أما حالياً وبعد قرار وزارة التربية بتطبيق الزي فقد أصبح توفير الوقت والمال أقل من السابق ويمكن شراء الملابس المدرسية خلال العطلة الصيفيَّة وبمعدل قطعتين من القميص أو الصدرية بألوان محددة وهذا يزيل الفوارق بين الطلبة ويعطي شكلاً جميلاً، إذ إنَّ المدارس الحكوميَّة التي يدرس فيها أبنائي بعض طلبتها من الأسر الفقيرة والأيتام وإمكانياتهم ضعيفة غير قادرين على شراء الملابس، لذلك اتفقت عددٌ من الأمهات مع مديرة المدرسة على إقامة مبادرة خيريَّة بالتبرع بملابس أطفالنا بأحجامها المختلفة بدلاً من رميها أو إهمالها عند نجاحهم الى مرحلة صفيَّة جديدة، وبالتأكيد سوف تكبر ويتغير حجمها ونعمل على منحها الى الطلبة المذكورين”.
 
علامات أجنبيَّة
وتؤكد المعلمة (فاطمة ساجت) أنها ضد فكرة شراء الزي من المدرسة لأنَّ تصاميمها لا تساير الموضة الحديثة موضحة: “يرفض أولادي ارتداءه وبطبيعتهم لا يفضلون تكراره أكثر من مرة وخصوصاً إذا كان عادياً بغض النظر عن تكلفته المادية، أما القمصان بيضاء اللون فبمجرد ارتدائه لأسبوعٍ واحدٍ فسوف يتعرض للتلف، ما يضطرني لشراء عدد منه خلال العام الدراسي”.
أما بان القبطان (ربة بيت) فتقول: “أنا مع الزي الموحد كونه يتميز بالترتيب والتصميم الجميل ويبعد الطلبة عن التفاخر بملابسهم الخاصة والقطع التي تحمل علامات أجنبية مرفوضة اجتماعياً بحيث لا يفهم معناها أغلب الطلبة، من جهة أخرى يبعد عني الحيرة والمتاعب بالبحث عن الأزياء التي تناسبهم وإرضاء أذواقهم”.
 
تنشئة صحيحة
من جانبه يقول مدير عام تربية الكرخ الأولى الدكتور فلاح القيسي إنَّ “المدرسة مكان للعلم وتلقي المعرفة والتنشئة التربويَّة الصحيحة والتنافس على أساس القدرات والكفاءة لا في المظهر والملبس، وقضية توحيد الزي المدرسي تنمي لدى الطّالب مبدأ حب النظام والانضباط السلوكي والاستعداد النفسي بالتركيز على دراسته، وتميز الطلبة عن بقية المدارس الأخرى وهذا ما يزيد الألفة وإزالة الفوارق في اختلاف البيئة والطبقة الاجتماعية، وأيضاً تغييره حسب فصول السنة بشرط أنْ يكون محتشماً، وكذلك تخليص الأهل من إلحاح أولادهم في اختيار ملابسهم نتيجة تأثير من حولهم عليهم بدافع التقليد في داخل المدرسة أو خارجها”.
 
أذواق شخصيَّة
يعتقد الباحث الاجتماعي ولي خليل الخفاجي أنَّ “الطلبة الذين يرتدون الأزياء الموحدة يكون أداؤهم التعليمي جيداً ويتم تحسين نتائجهم العلمية والسلوكية، وبالتالي يصبح مظهرهم الخارجي جزءاً مهماً من هويتها وسمعتها، خلافاً لأقرانهم الذين يهتمون بملابسهم كثيراً، ما يتسبب في تشتيت ذهنهم وعدم تركيزهم في التعليم وبالتالي يسهم ذلك في تراجع أدائهم، وايضاً التزامهم به يوفر الكثير من الوقت بإمكانهم استغلاله في النوم أو الدراسة”.