أمننا الغذائي

اقتصادية 2019/08/25
...

ياسر المتولي
 

كم نشعر بالسعادة حين يقترب العراق من تحقيق الاكتفاء الذاتي من احد اهم المحاصيل الستراتيجية التي تعد الاهم في تحقيق امننا
 الغذائي .
5ملايين طن من الحنطة ويزيد، هو الانتاج الفعلي لهذا العام رغم ما تعرضت له بعض المزارع من حوادث الحرائق الطبيعية وغيرها .
ماذا يعني هذا الرقم ؟
هذا الحجم من الانتاج المسوق رسمياً الى وزارة التجارة بحسب ما اعلنته وزارة الزراعة، لاول مرة في تاريخ البلد، هو انتاج يفوق الحاجة الفعلية وفقاً لتقديرات الجهات المعنية، ما يعني ان العراق قد وصل الى مرحلة الاكتفاء
 الذاتي .
اقتصادياً ندعو ومن هذا المنبر (جريدة الصباح)، وابناء الشعب الى ان نحافظ على مثل هذا الانجاز بكل سبل الدعم .
وفي الوقت الذي نحيي فيه جهود وزارتي الزراعة والتجارة في احتضان هذا الانتاج، ندعوهما الى عدم غلق الابواب بوجه المسوقين الجدد واستيعاب الكميات التي تردهم مهما بلغت حتى وان كان خارج طاقتهم الاستيعابية.
ذلك لان دعم المحاصيل الستراتيجية والتي لها مساس بالامن الغذائي للشعوب لها اولويات في كل دول العالم بهدف تشجيع الفلاحين على الاستمرار بزيادة الانتاج من جهة ولاستثمار فائضه في المقايضة مع دول الجوار بهدف تحسين ميزان التبادل التجاري من جهة أخرى.
الا تعتقدون معي اعزائي قراء ومتابعي جريدة الصباح ومقالاتي فيها ان مثل هكذا اخبار تريح النفس وترضي الضمير؟ قطعاً نعم .
حسناً فالمطلوب الان ان تسعى وزارة الزراعة وبدعم وزارة التجارة ان يصار الى دعم المزارعين لزيادة انتاج محاصيل اخرى تدخل في خانة الامن الغذائي او في دعم الموارد البديلة عن 
النفط .
لا ننسى ان العراق كان بلداً زراعياً قبل ان يكون نفطياً والان علينا التخطيط الجيد لتوسيع الرقع الزراعية للمحاصيل الاخرى وتوفير وسائل الدعم اللازمة لها بالاضافة الى الحاجة لبرامج الارشاد الزراعي مهمته تسويق التعليمات والارشادات للفلاحين بالخطط الزراعية وطرق الري الى جانب توفير المعلومات اللازمة لتنشيط القطاع الزراعي .
يبقى التفاؤل هاجسنا بان الخير آت لاريب وهذه هي تباشيره.. اكتفاء ذاتي بالقمح وبانتظار المحاصيل الاخرى،  لاننا ننتظر المزيد من السواعد السمر في هذا المنحى، والتوجه من قبل وزارتي الزراعة والتجارة بتوفير الدعم المتواصل.