إجماعٌ على التوجهِ نحو الاستثمارِ في الطاقةِ الشمسية

اقتصادية 2019/08/26
...

بغداد / حسين ثغب 
تناولت ورشة عمل اقتصادية واقع الاستثمار في الطاقة الشمسية ودعم قطاع الكهرباء في البلاد ، عبر تفعيل دور القطاصع الخاص والافادة من التجارب الاقليمية والدولية في هذا المجال. الورشة التي نظمت بالتعاون بين منتدى بغداد الاقتصادي ومنظمة” JiZ “الالمانية بحضور رسمي تمثل بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، الى جانب القطاع الخاص، ركزت على اهمية تهيئة البيئة المثالية للعمل بميدان الاستثمار في مفصل الطاقة الشمسية، الذي يعد اولى خطوات التوجه صوب توليد الطاقةالكهربائية عبر مفصل الطاقة النظيفة.
 البرفيسور العراقي المغترب د. ربوار عمر قال: ان “الورشة تبحث في كيفية الافادة من الطاقة الشمسية وجعلها تسهم في تطوير واقع الكهرباء، باعتماد التكنولوجيا المتطورة، لافتا الى اهمية وجود تشريع ينظم العمل في هذا المفصل، من خلال تشجيع الاستثمارات المتخصصة التي يتطلب وجودها بيئة
 عمل مالية. 
 
إيجابيات بيئية
رئيس منتدى بغداد الاقتصادي فارس آل سلمان قال: “يشرفنا ،ان يحتضن منتدى بغداد الاقتصادي بالتعاون مع منظمة جي آي زد الالمانية، ورشة العمل المتخصصة بموضوع الطاقة الشمسية، وتمثل باكورة التعاون بين الطرفين، بهدف التعريف بمزايا هذه التقنية وتشجيع القطاع الخاص العراقي لتبنيها لما توفره من ايجابيات بيئية، فضلا عن توفيرها لفرص عمل واعدة، اي ان الهدف هو تنمية وعي وفهم وإدراك الجمهور والشباب على وجه الخصوص، باهمية الطاقة النظيفة والمتجددة من ناحية تأثيرها في البيئة والتنمية
 المستدامة” .
ونبه الى انه “في منطقة الشرق الاوسط تتصارع عقيدتان لانتاج الطاقة، الاولى باستخدام الطاقة النووية، والثانية باستخدام  الطاقة النظيفة والمتجددة و بالاخص الطاقة الشمسية، حيث بدأت دول المنطقة بسباق محموم في انتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة النووية، فايران، السعودية، الامارات، الكويت، تركيا، الاردن، ومصر هرعت لانشاء محطات نووية، بعض هذه الدول كالامارات ومصر شرعت بذات الوقت بانشاء محطات كهرباء كبرى باستخدام الطاقة
 الشمسية”.
 
المحطات النووية
وتابع والسؤال هنا : اين العراق من هاتين العقيدتين؟ فهل نسير على خطى دول الجوار واقليم الشرق الاوسط، ام نسير على خطى اوروبا؟ اي نبدأ من حيث انتهت اوروبا في احلال الطاقة النظيفة بدلا من محطات الطاقة المعتمدة على الوقود الاحفوري والمحطات النووية، واقصد هنا بالذات التجربة الالمانية”، اتمنى من المحاضرين ان يوصلوا الجمهور الكريم الى قناعات راسخة بجدوى هذه التقنية، اذ ان السادة الحضور هم الشعب وهم اصحاب الثروة الحقيقيون وهم من يقرر اين تكمن المصلحة العامة وما هو الاتجاه . لذا اتمنى ان تخرج هذه الورشة بتوصيات علمية بناءة بغية اقتراحها على الحكومة ومجلس النواب، لاسيما ان بيننا نواب الشعب الشباب اعضاء لجنة الطاقة النيابية الذين ابدوا اهتماما رائعا بحضور الورشة، وهو الامر الذي يبشر بالخير والنماء لمستقبل الوطن العزيز، وسنستغل وجودهم لتقريب وجهات النظر بين الشعب والحكومة في ما يخص صياغة عقيدة وطنية في انتاج الطاقة
 الكهربائية”.
ودعا آل سلمان وزارة الكهرباء الى التعاون لوضع ستراتيجية تطوير الطاقة الكهربائية، وتساءل: هل نذهب كليا مع الطاقة الشمسية ونحن ملزمون باتفاقية نادي باريس للمناخ؟، ثم تساءل :لماذا نبقى، وان هذا ملف مهم  ولا بد ان نحسم ادارته لانه ملف أمن قومي “.
 
الحلول المنطقية
عضو لجنة الطاقة النيابية امجد العقابي قال: ان “الورشة تحمل عنوانا مهما، حيث نتواجد لبحث تحديات قطاع الطاقة، وتبادل الخبرات وطرح الحلول المنطقية، في ظل ارتفاع معدلات الاستهلاك ومحدودية مصادر تامين الطاقة التقليدية وهذا يحتم علينا التوجه صوب الطاقة
 المتجددة”. 
ولفت الى انه “في هذا الجانب لابد من التوجه صوب المشروعات الجديدة وتنوع انشاء مشاريع الطاقة واعطاء طرق جديدة للمستثمرين”، لافتا الى ان “وزارة الكهرباء انفقت مبالغ كبيرة، ولم تصل الى مستوى الطموح في توفير الطاقة بشكل متواصل”، مؤكدا “ضرورة العمل الجماعي لدعم التوجه صوب الطاقة المتجددة، مناشدا وزارة الكهرباء بان تكون جادة في دعم هذه
 الافكار”. 
عن منظمة jiz ادلين ديفر قالت: ان “المنظمة ركزت في برنامج عملها على الادارة والطاقة الشمسية،  والعمل على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في ميدان الطاقة الشمسية، كونها توفر الكهرباء وفرص العمل لشريحة الشباب،  لذلك نعمل على تنظيم ورشات عمل متخصصة بالثقافات في هذا المجال تنهض
 بالطاقة المتجددة.
 
الاهتمام العالمي
مستشار وزارة النفط د. فلاح العامري وقف عند اهم التحديات التي تواجه انواع الطاقة في المرحلة الانتقالية وتمثلت بالتغيرات الحاصلة في قطاع النفط، التذبذب المستمر في امدادات العرض والطلب للنفط الخام، والجغرافية السياسية، والقوانين والتشريعات البيئية، وكذلك التغيرات الحاصلة في قطاع الغاز، انخفاض اسعار الغاز بسبب زيادة انتاجه والتنافس بين الدول المنتجة، عدم استقرار اسواق انتاج الغاز نتيجة لجغرافية السياسة، الاهتمام العالمي بتقليص نسبة حرق الغاز المصاحب للنفط الخام، والتغيرات الحاصلة في قطاع التصفية، تحديات بيئية واقتصادية تواجه قطاع التصفية تتمثل بضرورة تخفيض محتوى الكبريت وغيره من المواد الضارة في البنزين والديزل وزيت الوقود، فضلا عن التغيرات البيئية حيث تمثل القيود البيئية في العالم وخاصة في الدول المتقدمة تحدياً كبيراً لصناعة تكرير النفط نظراً لمعارضتها اقامة مصافي جديدة وتم إغلاق الكثير من المصافي بسبب الخوف من التلوث البيئي بالإضافة الى الانبعاثات
 الكاربونية. 
 
مشاريع كبيرة
اكد العامري ان واقع الطاقة الشمسية يحتاج الى تنظيم وتطوير نشاط الطاقة المتجددة ويجب ان تقوم الجهات المعنية في الحكومة وبالتحديد وزارة التخطيط باصدار اجازة مزاولة المهنة للقطاع الخاص وخاصة قطاع الطاقة الشمسية، وانشاء مشاريع كبيرة من الطاقة الشمسية بطريقة Thermal لانتاج الكهرباء، كما لابد من اختيار التقنية المناسبة لاجواء العراق وبيئته بموجب منهجية مجموعة البنك الدولي واصدار ارشادات لتطبيق هذه المنهجية، وكذلك تقسم هذه الارشادات الى قسمين Top roof solar energy projects   للمناطق السكنية والتجارية والثانية للمشاريع الضخمة كبيرة الانتاج Mega projects for mass production، ويجب أن يعمل العراق على ان يكون مغطى بـ RISE Platform  لمشاريع استثمار الطاقة ويقوم العراق بتحقيق 3 شروط  هي ايصال الكهرباء لكل مواطني البلد وتحقيق كفاءة
 الطاقة.
 
شركة متخصصة
من دائرة الاستثمارات اخلاص كامل اكدت ان “الوزارة جادة في دعم التوجهات التي يمكن ان تنهض بقطاع الكهرباء من خلال تسخير امكاناتها التصنيعية لدعم النهوض بانتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، وان الوزارة لديها شركة متخصصة في هذا الجانب “. 
يذكر ان العراق ادخل تقانات توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية منذ العام ١٩٨٠ ولكن تراجعت لسوء الادارة والابتعاد عن العالم لعقود من الزمن . 
ممثل وزارة الكهرباء احمد كاظم هليل قال: ان “الوزارة أولت موضوع الطاقة الشمسية اهتماما واضحا، ونعمل على قانون ينظم العمل بهذا المفصل، كما تبنت الوزارة مشاريع فعلية في هذا المجال منها تحويل انارة الطرق بالاعتماد على الطاقة الشمسية”، داعيا الجميع الى التعاون في هذا المفصل من اجل النهوض بموضوع الطاقة
 المتجددة».
 
دعم المركزي 
ممثل البنك المركزي العراقي د. ماجد الصوري اكد ان “ثقافة الطاقة المتجددة في العراق تعاني تراجعا كبيرا، وان المركزي مستعد لدعم هذه المشاريع، لاسيما حين تقدم بدراسة جدوى اقتصادية معمقة تحدد مدى الفائدة من هكذا مشاريع”، مشيرا الى “وجود تجارب عربية في ميدان الطاقة المتجددة يمكن الافادة منها، حيث تبنى القطاع العام في المملكة المغربية مشروعا يمكن وصفه بالناجح، نفذ بالتعاون مع القطاع الخاص”.
الأكاديمي د. تركي كحيوش من الجامعة المستنصرية تكلم عن مصادر الطاقة المتجددة بأنواعها، معرجا على الطاقة الشمسية التي تعد الانسب إلى العراق لوجود الشمس، ثم انتقل إلى الحديث عن التكاليف والكفاءة لألواح الطاقة الشمسية وكم من أشعة الشمس يتحول إلى كهرباء، والتحديات التي تواجه هذه العملية، مشيرا إلى “أهمية اعتماد هذا النوع من الطاقة في المناطق النائية والمنفعة التي تحققها لتلك المناطق».
 
شركة يابانية
بدوره معاون مدير عام شركة الزوراء فليح مزعل مزهر تحدث عن خلفية وجود الطاقة الشمسية في العراق، حيث دخلت من خلال شركة يابانية في العام ١٩٨١، وفي العام ١٩٨٦ أنشئت اول شركة لصناعة الطاقة الشمسية في العراق، ولكن بعد انقطاع العراق عن العالم بسبب السياسات السابقة خلق فجوة كبرى مع العالم في هذا المجال وتراجعت مسيرة تطوير الطاقة الشمسية إلى حدود دنيا”. 
وبين ان الحكومة حثت في اكثر من أعمام وجه إلى الوزارات على اعتماد الطاقة الشمسية ونصب خلايا ترفد الشبكة الوطنية، وذلك من خلال التنسيق مع
 وزارة الصناعة». 
 
الغطاء التأميني
مدير عام شركتي التامين العراقية والوطنية هيفاء شمعون عيسى قالت: ان “جهودنا في الشركتين يمكن أن تكون مكملة لمسيرة تطوير قطاع الطاقة الشمسية من خلال توفير الغطاء التاميني للمشاريع في هذا المفصل المهم، حيث يملك الاستعداد التام لتامين المحطات وكذلك القطاع الخاص والقروض التي تمنح لاصحاب المشاريع والتامين على الحياة وفق الاسعار العالمية”. 
مستشار منظمة jiz خالد الجسار تطرق إلى تجربتين اعتمدتا على الطاقة الشمسية مئة بالمئة ،الأولى مطار في جنوب الهند بحجم مطار بغداد  يستقبل يوميا ٧٠٠ طائرة، والأخرى مدينة كشمير التي تتميز أجواؤها بالبرودة وانخفاض كبير في درجات الحرارة وتعتمد الطاقة الشمسية في تغطية متطلبات
 المدينة. 
أما رئيس غرفة صناعة البصرة ماجد رشك عبدالله قال: “اسسنا بالتعاون مع منظمة jiz نادي الطاقة الشمسية للابتكار وجاءتنا العشرات من الابتكارات والاختراعات العلمية والعملية، والآن نحن قبلة لمن يحب الطاقة الشمسية وبدأنا نشتغل بشكل دؤوب في هذا الموضوع، حيث قريبا سيبدأ التطبيق العلمي للطاقة
 الشمسية.
 
شركة متخصصة
رئيس غرفة تجارة البصرة ماجد موزان اكد ان “الورشة اضافت شيئا جديدا الى الحضور وعكست مدى اهتمام الجميع في القطاعين العام والخاص بمفصل الطاقة الشمسية، وعلمنا ان لدينا شركة صناعية متخصصة في مجال الالواح الشمسية وتعد رائدة في المنطقة، وتملك القدرات التصنيعية وفق احدث التكنولوجيا تابعة لوزارة الصناعة، وهذا الامر يجب ان يصل الى جميع المسؤولين، ويعلمه المجتمع لأهميته ويحقق المنفعة للبلد، كما ان اهتمام منظمة jiz بهذا المفصل شجع الكثير على احياء الفكرة وتوجه لتبنيها بشكل مرحلي”.