مهرجانُ الدولة لمرضى السرطان

آراء 2019/08/31
...

د. حسين القاصد
منذ انهيار النظام الساقط حتى لحظة كتابة هذا المقال،  أقامت الدولة العراقية فعاليات ثقافية وفنية ومهرجانات كبيرة وكثيرة جدا ؛ منها ما هو ثابت ويقام كل عام مثل مهرجانات المربد الشعري وغيره من فعاليات اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة،  ومثلها مهرجانات السينما والمسرح ؛ اذا استثنينا تلك التي تقيمها بقية مؤسسات الدولة مثل مهرجانات المصالحة الوطنية والاحتفالات بانتصارات قواتنا المسلحة على الظلام الصحراوي المتمثل بداعش . ومما لاشك فيه أن كل ماذكرناه يستحق فلا أجمل من الاحتفال بالحياة واشاعة روح الابداع والأمل،  فضلا عن رسم صورة العراق المشرق التي أراد الظلاميون حجب
 ضوئها .
 لكن،  من مخلفات الحروب والاسلحة،   وبعض الاسباب الأخرى،  انتشر  المرض الخبيث بشكل مرعب،  لاسيما في البصرة الحبيبة ؛ وعلى مستوى الأدباء مازال اكثر من عشرين اديبا يذبلون بانتظار اي وعد يسبق موتهم وينقذهم منه،  أو يؤجله
 بعض الوقت .
أقامت المؤسسات الثقافية بعض فعالياتها برعاية شركات الاتصالات مثل شركة زين وشركة زين،  فضلا عن دعم بعض شركات التحويل المالي لبعض الفعاليات الثقافية،  مثل مهرجان يوم الشعر العالمي الذي أقيم قبل
 عامين . 
الآن،  ومع تفاقم هذا المرض اللعين،  وغياب الحلول والسبل لايقاف تهوره،  هل لنا أن نقيم اسبوعا ثقافيا واسعا،  يخصص ريعه لعلاج مرضى السرطان،  ولا بأس أن تتعاون جميع الوزارات على دعمه،  لا سيما وزارة الصحة،  التي يجب أن يكون لها الدور المحوري في جدولة الحالات المرضية وتبويبها والتكفل بتسهيل العلاج خارج العراق وفق الدعم الذي سيحصل عليه المهرجان والريع الوارد من حفلات النجوم العراقيين والعرب،  وبعض الميسورين الذين قد يتبرعون لعلاج المرضى في ايام الفعاليات
 الثقافية .
نريد من الإبداع العراقي أن يكون مثمرا انسانيا،  ولا أظن أن نجما عراقيا مثل نصير شمة وغيره سيتقاعس عن امسيات يخصص ريعها لعلاج هؤلاء الذين تنهشهم انياب هذا المرض
 اللعين .
نتمنى أن تبادر وزارة الثقافة بتنضيج هذا المقترح وتحويله إلى حقيقة،  ولا اظنه أمرا صعبا،  كما لا أظن أن هناك من يتردد ويتقاعس عن التعاون في انجاحه،  لكي نرسم البسمة على وجوه المئات من الناس الذين طغى الحزن والقلق على ملامحهم . هكذا تكون الثقافة لخدمة المجتمع والإنسانية،  ويكون بامكان كل مواطن الاطمئنان إلى روح التكافل التام بين شرائح المجتمع،  بطريقة مفرحة ومبهجة لا بطريقة المناشداتوالتبرعات غير المضمونة .. اكتب هذا وكلي أمل أن أرى من يستجيب او يسعى لتحقيقه،  وانتشال المرضى من سياط الانتظار والموت المؤجل.