ماذا نريد من الحكومة ؟

آراء 2019/09/02
...

د. حسين القاصد 
 
يختلف السياسيون في ما بينهم ، وتبدأ الانتقادات للأداء الحكومي بسبب الاختلاف السياسي ؛ لكن المواطن البسيط المبتلى ينتظر حتى هذه الخلافات لكي يحصل على شيء من استحقاقات المواطنة . 
نحن في بلد مازالت الديمقراطية فيه طفلة، ولا اظنها تتعدى هذا العمر فقد تصل الى شيخوختها وهي تتخبط بسلوك الطفولة غير البريء في اغلب احيانه . 
يظهر سياسي في احدى القنوات ويدافع عن الجهة التي استهدفت العراق بالقصف مؤخرا ، والغريب انه يدافع بشدة حتى تظنه سيطلب من العراق ان يعتذر من المعتدين عليه ، أو حتى يشكرهم على اعتدائهم !. 
محطات اعلام فضائية تتصيد في الهواء الطلق وتظهر كل ما هو سلبي في المناطق التي ليس فيها مسؤول من الجهة الممولة للقناة؛ واذا كان ذاك السياسي الذي يدافع عن المعتدي على العراق قد ظهر في قناة فضائية عراقية، واذا كان هذا البرنامج الذي يستهدف الاداء الحكومي بطريقة عرجاء ، شرط ألا يكون التقصير في مناطق تخضع لمسؤولية الجهة الممولة للقناة ؟
فمن يراقب هؤلاء ؟ ومن يردع من يتجاوز على كرامة بلد لغرض المنافع الشخصية او تلك المدفوعة الثمن ؟ . 
نريد من السلطتين التشريعية والتنفيذية قانونا يجرّم كل من يتخندق ضد الوطن حين يخوض الوطن تحديا مصيريا ، لأن اغلب الدماء التي سالت على تراب هذا الوطن سببها تصريحات مدفوعة الثمن، من هذا السياسي او ذاك ، تهدف الى بث الفرقة بين ابناء الشعب 
الواحد . 
لكن ، ألا نريد شيئا آخر من الحكومة ؟ اليس من حقنا ان ننعم بانقطاع مبرمج للكهرباء يجعلنا نعرف متى تنقطع لمدة ساعتين كي نتصرف ونرى ما نعمله خلال ساعتي غياب الكهرباء؟ لست حالما، ولا اتحدث عن مستحيل، ان انتظام القطع المبرمج لساعتين في اليوم يخفف من كاهل المواطن، ويغنيه عن جشع اصحاب المولدات؛ كما ان مدة ساعتين ليست مستحيلة اذا كانت وزارة الكهرباء جادة في عملها، فلقد حدثت الحرب في العراق وسورية، لكن برمجة الانقطاع الكهربائي في سورية وعدم انقطاعها ليلا على الاطلاق، جعلت الناس هناك في غنى تام عن المولدات وملوثاتها وجشع اصحابها . 
نعم، تحسن وضع المرور بعض الشيء بعد القرارات الاخيرة وفتح المزيد من الطرق المغلقة ؛ لكنّ أمرا من صميم حياة الناس صار متفاقما ، اعني عملية هدم المدارس التي بدأت منذ وقت ليس بالقصير، وعدم تعويضها بمدارس جديدة ، كما ان آثار واطلال تلك المدارس تحولت الى مكبات للنفايات ، او اماكن للتجاوز السكاني، حتى يكاد المواطن  ينسى اسم تلك المدرسة التي كان قبل اعوام يصطحب اطفاله اليها ؟ ترى لماذا الهدم ؟ واين التعويض ببنايات جديدة ؟ هذا بعض مما نريده من الحكومة وهو ليس بالمستحيل.