ثقافتنا إلى أين ؟

آراء 2019/09/03
...

حسين الذكر
 
قالت الاثار وحكت الاثار وتم القبض على مهربي الاثار وتمت اعادة مائة قطعة من امريكا ومائتين من فرنسا وغيرها من بريطانيا .. ( وجيب ليل واخذ عتابه ) منذ 2003 حتى اليوم ندور بهلوسة الاثار المنهوبة .. حتى اصبحت اهم من التراث ومن الثقافة نفسها .. 
ففي خبر جديد لا يخرج عن ذات الاطار العام عبرت المستشارة البريطانية روزي تابر عن سعادتها بلقاء الدكتور عبد الامير الحمداني وزير الثقافة العراقي وبحثت معه تجديد الاتفاقات وتوسيع أطر التعاون كما تم التطرق الى استعادة اكثر من 150 قطعة أثرية .. والسؤال هنا من اوصل هذه القطع الى بريطانيا والجميع يعلم ان قوى الاحتلال والهيمنة لا تترك الاشياء المهمة لغيرها .. اذ انها لم تحط وتغزو وتقاتل من اجل عيون العراقيين .. 
فالمصالح الحيوية اولا واخيرا ..سياستنا ،مؤسساتنا، رياضتنا، ثقافتنا، كل شيء خرب بتدنٍ واضح ... اذ لم يتبق شيء الا وصودر بصورة مستهجنة او سرق بلصوصية مبسترة .. واذا ما تحدثنا عن الثقافة - ولا اقصد هنا وزير او وزارة  - اذ من المعيب تحميل اسم ما تبعات ما يجري من تدنِ اداء فردي وجماعي لعطاء مخرجات الفن العراقي الذي يشكل بمجموعه ملفنا الثقافي .. 
فبيئتنا الثقافية هرج ،وبنيتنا التحتية صفرية ،سينمائيا او مسرحيا او تمثيليا او غنائيا او رسميا ...  في ظل هيمنة واقع وسياسات حكومية لم تع معنى الثقافة ولا تعطي لرسالتها دورا بنهوض الامة .. فما الذي ننتظره سوى صبغ الجدار وتخدير الافكار عبر ثقافة الاركيلة والشيشة والحشيشة ، التي مظاهرها اتسعت واكتسحت بشكل واضح مؤجند .. وما خفي كان 
اعظم ..
كتب احدهم ايام الثمانينيات “ان عسكريا ( جوله ) أي مهمته نفاق وحرق  لدرجة اصبح الجندي يخشاه اكثر من نيران الحرب .. وكان (ن .ض) ويسمى عبد الله علما ان لا شيء فيه يدل على رحمة الله  قد تطوع هذا الانتهازي  بائع الضمير للايقاع بزملائه وكل من يخالفه” . 
ويضيف المتحدث انه دخل مرة فوجد بيدي كتابا عن الاهوار.. ولكونه اميا لا يجيد غير النفاق حدق بي ثم خرج .. فتوضأت وصليت ركعتين لله أن يخلصني من شر هذا المجرم .. فلم  تمض ساعات الا ومفرزة الامن  تعتقلني . في التحقيق كان ضابط الامن مهنيا جدا ، فقال :أين صور العملاء والهاربين التي 
عندك ؟ 
فقلت له : (سيدي عندي كتاب وليس صور ) فحينما طالع الكتاب ورآه تراثيا بحتا ارسل على النائب ضابط ( عبد الشيطان ) بصق بوجهه واطلق سراحي  .. بعد ايام صدر امر نقل ( ن .ض).. لكن المشكلة نقله كمشرف على دائرة ثقافية تعنى بالتراث في مقر الوزارة العسكرية .
الجميع يعلم ان من سرق الاثار العراقية - ان بقيت عندنا اثار بعد ان صادرها المحتلون خلال قرون خلت - هم ليس الشعب بل المختصون العارفون بقيمة هذه القطع في الاسواق العالمية .. كذا كان العراقيون يضحكون ملء اشداقهم وهم يشاهدون فيلما لبعض الدواعش يهدمون بالمعاول آثار الحضر في الموصل بعد احتلالها في 2014 ، بمشاهد صورية ما هي الا مجرد تغطية على عملية نقل اكبر بكثير مما عرض وبعقلية احتلالية مؤسساتية 
دولية.