هل أعلنت شرارة المواجهة ؟!

آراء 2019/09/06
...

محمد حسن الساعدي 
 
تناقلت وسائل الإعلام خبر القصف المكثف للطائرات الإسرائيلية على العاصمة السورية دمشق التي أسقطتها المضادات السورية ،كما عبرت هذه الوسائل عن المواجهة الوشيكة بين القوات الإيرانية المرابطة في سوريا ، التي تحركت نحو الحدود الإسرائيلية وبدأت هجوماً مضاداً رداً على عمليات القصف التي تقوم بها الطائرات في قصفها لمواقع الجيش السوري والقوات المتعاونة معه، حيث تأكد التقارير أن القصف أستهدف مواقع تواجد القوات الإيرانية إلى جانب مخازن الأسلحة وعتاد الجيش السوري،التي تشير بوضوح إلى بداية المواجهة”المسيطرعليها” بين الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وبين إيران التي تبدو أنها مواجهة من نوع جديد تفتقد فيها الولايات المتحدة إلى عنصر قوة المواجهة والسيطرة على
 الأرض .
من الواضح أن إسرائيل ماضية بإستراتيجيتها في المنطقة والمتعلقة باستهداف الوجود الإيراني في سوريا، بالرغم من التعزيزات الدفاعية السورية والرسائل الروسية المحذرة من تفاقم الوضع إلى حرب مفتوحة بين الأطراف في المنطقة.ونقلت صحيفة “ The Jerusalem Post “ الإسرائيلية كلام وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الذي أشار الى أن إسرائيل دخلت في مواجهة مفتوحة مع إيران في سوريا وهي مستعدة لتصعيد النزاع في حال عززت إيران من سيطرتها وحضورها في الأراضي
 السورية.
ووفقا لكاتس، فإن الهجوم الإسرائيلي الأخير جاء على أهداف ومنشآت تابعة لفيلق القدس الإيراني المتواجد في سوريا وهو بالتالي رسالة واضحة لإيران وقائد الحرس الثوري
 الإيراني .
العراق لن يكون بمنأى عن أي مواجهة محتملة في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران بل سيكون العراق هو احد أدوات القتال المهمة كما هي الآن ، التي بانت معالم هذه المواجهة في القصف المركز الذي تقوم به الطائرات المسيرة لمقرات الحشد الشعبي ، واستهداف القيادات المهمة
 كما حدث مؤخراً في استهداف احد القيادات الحشدية في القائم ، الأمر الذي يجعلنا أمام انعطافة مهمة في المواجهة بين محور المقاومة وبين
 الولايات المتحدة، والتي ربما سيكون العراق احد ساحات هذه المواجهة ، لذلك على العراق أن يكون حذراً في التعاطي الايجابي مع هكذا أحداث مهمة في المنطقة من خلال منع أي تجاوز على السيادة العراقية ، ومنع تحليق أي طيران غير مجاز من قبل الحكومة العراقية حصراً ، إلى جانب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية قوات الحشد الشعبي من أي ضربات محتملة تقوم بها الولايات المتحدة أو تل أبيب، وضمان حماية مقراتها من إي استهداف
 لاحق .
أعتقد أن الحرب القادمة لن تكون مجرد نزهة للقوات الأمريكية، كما صورها دونالد ترامپ، أو كما يستهين بها بنيامين نتنياهو، ولا كما تحاول طهران تصويرها والادعاء بأنهم سيلحقون أضراراً بليغة بالمصالح الأمريكية في المنطقة، ولا كما ادعى النظام الصدامي في حربه التي خسرهما والذي يعطي الانطباع وكأنه المنتصر فيهما الحرب ليست لعبة أطفال،
 ومن يبدأ بها لا يمكن أن يتنبأ متى تنتهي، والحرب غالباً ما تلد أخرى، ولكنها في كل الأحوال تترك اثاراً مدمرة ولسنوات طويلة لاحقة.