عبد الأمير خليل مراد
{1}
خَلِّنِي في مَرْكَبي أَشْدُو
وَأَخْتَطُّ الفُتُوحْ
وَأَهُزُّ الريشَةَ البَيْضَاءَ في بَهْوِ احْتِضَاري
فَأنا في مَرْفَأ الستينَ أَبْكِي
وَأَنُوحْ
خَلِّنِي قِيْثارةً فِي عُرْسِ طَاغٍ
يَتَهَجَّى مَوْتَنَا بَيْنَ الأَعَالي
وَالسُّفُوحْ
هَذهِ الأَثْمَارُ مِنْ سُؤْلي
تَدَلَّتْ
وَبِكَفِّي لا أَرَى إلاّ القُرُوحْ
ذَبَحُوني قَبْلَ أنْ يَأْتِي
قِيَامِي
وَانْطَفَتْ في بُرْجِ أَحْلامِي
الصُّرُوحْ
عَجَبًا كَمْ أَصْطَفي تِرْبي بِوَعْدٍ ....?
وَهْوَ عَنْ بَابِي يُوَلِّي
وَيَرُوحْ
{ 2 }
آهٍ ... يا مَمْلكةَ الأَشْعارْ
يا قِنْدِيلاً يُوْقَدُ مِنْ لَحْمي
وربيعًا يَتْبَعُ ظِلّي
مِنْ كُوفانَ إلى بابلَ ...
ويُرَوّي رُوِحِيَ من ظَمَأ
الأسْفَارْ
آهٍ ...يا هذا العالَمُ
يا وجعًا أبَديًّا يَأْكُلُ أيّامي
وَيُدَحْرجُ أَشْبَاحي في شِقْشِقَةِ
الِمنْشارْ
خَلِّيْني أَصْهَلُ في كَفَني
وأُتَمْتِمُ قبلَ بُلُوغِ الحُلْقُومِ ... متى?
ومَزَامِيري بَعضُ شَقَاءْ
تَتَرقْرَقُ في شَفَتي
أسرارًا وخَطَايَا
وأَنَا مَا بَيْنَهما مُرْتَبِكٌ
وَخَواتِيْمِي ذُعْرٌ وَنَحِيبٌ
تَتَهَجَّدُ في صَوْمَعَةِ الخُلّاسِ
نَهارًا
وَتُجَرْجِرُ أهْدَابِي بَينَ ضُلُوعِ
النَّارْ ...
آهٍ ....يا مَمْلكةَ الأشعارْ
{3»
أًنا رجلٌ يَسْعَى منْ أَقْصَى
المَعْمُورةِ
والجُوْدِيُّ يُجَاهِدُ كَيْ تَكْتَمِلَ الصُّوْرةَ
وَحَمامةُ نُوْحٍ تَحْفُرُ باسمِ الله سُمُوَّ
الأطيانْ
بِشْرٌ وجِيادٌ وخَلائِقُ شَتّى
والبَلَمُ الكَوْنِيُّ حياةٌ ومواتٌ بينَ المَشْعرِ
والجُدْرانْ
هذا لُطْفُكَ يا رَبّي
أَنْ مِيْدي يا أَرْضي وابْتَلِعِي
عَزْفَ التَّنُّورِ قُبَيْلَ صُيَاحِ الدِّيْكِ
وَحَشْرجَةِ الأَبْدانْ
{4}
قَذَفَتْني اللُّجَّةُ بَينَ الهَمَلايا
وأَراجِيحِ الثَّقَلَينْ
وَأرتْنِي يُوْسفَ وزُليخا كَفَّينِ
بِكَفَّينْ
وقَمِيصَ المِحْنَة يا ربي مَقْدُوداً
مِنْ أينَ .... وأينْ ... وأين ?
وبِمِصْرَ طَوَتْنِي بُرْقُعَ نارٍ
وَسَقَتْني في سَبَأِ أرحمَ
كأسينْ
{5}
في بيتِ الله رأيتُ الصَرْصَارْ
يَتَمَشّى لا يَعْبَأُ بالمُوْفِين من
الزوارْ
في بيتِ الله وعلى كُرْسِيِّ خَطيب
الأمّةِ
يَتَسَلَّقُ هذا الكائنُ باستهتارْ
ويُضَاحِكُ وَجْهَ القِدِّيسِ الأَعْمى
ونِعَالِ الشُّرْطِيِّ المِهْذَارْ
في بيتِ اللهِ يَقولُ المُفْتي :
وكُلُوا منهُ مَريئًا
هذا مبعوثٌ سامٍ من ربٍ غفّارْ
{6}
أَنْبِئْني يا سقراطُ عن المَقْتُولينَ بِسُمِّ
الدّقَائِقِ السِّرّيةِ في هزائِمِ الزّنْجِ والبُلْقانْ
أَنْبِئني يا همنغواي عن الغَرْقى في أَقْبِيةِ البَحْرِ المَلآنِ
بِالأَحَاجي والألغازْ
أَنْبِئْني يا غسان كنفاني عن المَغْدُورينَ
في المُدُنِ اللامَرْئِيّةْ
أَنْبِئْني يا بوشكين عن الرائِحينَ حَتْفَ أُنُوفِهم قُبَيْلَ
انْبِلاجِ غُبَار المُحَاكَمَةْ
أَنْبِئْني يا بدرُ عن الصَّرْعى بِسِلاحِ الخَدِيْعةِ والنُّكْرانْ
أَنْبِئْني يا طاغورُ كيفَ أرْتَشِفُ الأَناشِيْدَ
الصُّوفيةَ، وأَمُوتُ في صَوْمَعَةِ النِّسْيانْ
أَنْبِئْني يا هرمسُ متى أقْطُفُ ثَمرةَ الشَّهْوةِ
وأَلْتَقِطُ حَبَّةَ النَّدَامةِ
أَنْبِئْني يا غاندي وجيفارا وكاسترو ويا أبا عمّار متى أرى
الحريةَ الحمراءَ تَتَبَرَّجُ في ساحاتِ الإعْدامْ
وَتَتَفَجَّرُ في ضَمَائِرِنا
كأزاهيرِ النِّيْلِ والفُرَاتْ
أَنْبِؤوني يا طُغَاةَ العالَمِ ومُرِيْديهِ كيفَ أنامُ وأَصْحُو
وأرى بَنَادِقَنا غَافِيةً في مَشَاجِبِها
بِلا رَصَاصَةٍ أَوْ زِنَادٍ أَهْوَجْ