اليوم .. وكالة الطاقة الذرية الدولية بضيافة طهران
قضايا عربية ودولية
2019/09/07
+A
-A
طهران / وكالات
في وقت اعلنت فيه طهران تخفيض التزامها بالاتفاق النووي "5 + 1" الدولي ، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن القائم بأعمال مديرها، كورنيل فيروتا، سيلتقي مسؤولين إيرانيين كبارا في طهران، اليوم الأحد. وأشار متحدث باسم الوكالة، إلى أن زيارة فيروتا ستتم في إطار "التفاعلات الجارية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران".يذكر أن الزيارة تتم قبل اجتماع تعقده الوكالة كل ثلاثة أشهر، وبعد صدور تقرير عن الوكالة نوه بأن تعاون إيران معها ليس مثاليا. وجاء في التقرير: "التفاعلات الجارية بين الوكالة وإيران.. تتطلب تعاونا كاملا ومستمرا من قبل إيران"، وأن "الوكالة تواصل جهودها لتحقيق هذا الهدف مع إيران".
وأكدت الخارجية أن وزيرها، محمد جواد ظريف، أبلغ رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فيديريكا موغيريني، بأن هذه الخطوة حق إيران بموجب الاتفاق النووي، وأنها تأتي ردا على الانتهاك الواسع والمتواصل للاتفاق النووي من 16 شهرا.
ويمر الاتفاق النووي بأزمة عميقة بعد انسحاب واشنطن منه في ايار العام 2018، وتباطؤ الدول الأوروبية، وفق إيران، في اتخاذ خطوات من شأنها تقليص خسائر طهران الاقتصادية الناجمة عن إعادة فرض العقوبات الأميركية عليها.
موقف أوروبي
في المقابل رفضت المفوضية الأوروبية الانتقادات الموجهة من قبل إيران للاتحاد الذي عجز برأي طهران، عن تعويض آثار الإنسحاب الأميركي من اتفاق 2015 المتعلق بالأنشطة النووية.
وأعربت مايا كوسيانيتش عن قلق الاتحاد العميق مما تقوم به إيران من تخفيض متدرج للاتفاق، اذ قالت "موقفنا واضح ومتماسك، فالتزامنا بالاتفاق المذكور يرتبط بمدى احترام إيران له".
وأطلقت المتحدثة نداء جديدا باسم الأوروبيين لإيران لحثها على الالتزام بجميع بنوده وعدم اتخاذ إجراءات مناقضة له.
وأشارت إلى وعي الاتحاد بالصعوبات التي تواجهها إيران دولة وشعبا في التعامل مع آثار العقوبات الأميركية الناتجة عن انسحاب واشنطن أحادي الجانب العام الماضي من الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن بروكسل والعواصم الأوروبية المعنية اتخذت عدة إجراءات لتسهيل استمرار التجارة مع طهران.
وأقرت كوسيانيتش بأن الآلية الخاصة، أو ما يُعرف بـ"إينستكس" قد استغرقت وقتا طويلا، معلنة عن إتمام أول مبادلة تجارية في إطارها، اذ صرحت بأن "الأمر يسير ببطء ولكننا نتقدم".
وكان الإيرانيون قد عبروا عن غضبهم من هذه الآلية التي لن تسمح لهم ببيع النفط بحرية وهو من المطالب الأساسية لهم للاستمرار في احترام الاتفاق.
موقف أميركي
في المقابل ذكر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة تسعى إلى تجاوز التوتر الحاد في العلاقات مع إيران عبر الدبلوماسية.
وقال بومبيو، خلال كلمة ألقاها في جامعة كانزاس: "الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنه سيكون سعيدا بلقاء القيادة الإيرانية. يمكن أن كلمة سعيد تمثل مبالغة لدرجة معينة، لكنه بالتأكيد مستعد للاجتماع معهم، لأننا في نهاية المطاف، نسعى إلى حل هذه القضية بواسطة الدبلوماسية.
لا لقاء مرتقب
في الوقت نفسه نفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة التقارير الإعلامية حول احتمال عقد لقاء بين الرئيسين الإيراني، حسن روحاني، والأميركي، دونالد ترامب، خلال أعمال الجمعية العامة الأممية.
ووصف المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، علي رضا ميريوسفي، التقرير الذي نشرته وكالة كيودو اليابانية نقلا عن مصدر في الحكومة الأميركية، بـ "النبأ المزيف".
وقال ميريوسفي: "ولم نتلق هذا الطلب ولا توجد إمكانية لعقد اجتماع بين الرئيسين في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة".
ومن المقرر أن يتحدث ترامب في اليوم الأول من دورة الجمعية، في 24 أيلول الحالي، بينما سيأتي خطاب روحاني في 25 من الشهر نفسه، بعد خطاب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي.
ومن المتوقع أن يشارك في الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكثر من 100 رئيس، ونحو 80 من رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية، كما سيلقي الضيوف كلماتهم كجزء من المناقشة العامة في الفترة الممتدة من 24 إلى 30 أيلول الحالي.
تخفيض الالتزامات
كما بدأت إيران تشغيل أجهزة متطورة للطرد المركزي، والذي سيؤدي إنتاجها إلى زيادة مخزون اليورانيوم المخصب، حسب ما أعلن امس السبت الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي.
وقال كمالوندي في مؤتمر صحافي في طهران: إن المنظمة بدأت تشغيل عشرين جهازا من نوع "آي آر-4" وعشرين جهازا آخر من نوع "آي آر- 6"، بينما لا يسمح الاتفاق النووي الموقع في 2015، لإيران في هذه المرحلة بإنتاج اليورانيوم المخصب سوى بأجهزة للطرد المركزي من الجيل الأول (آي آر- 1).
ومن شأن هذه الأجهزة تسريع إنتاج اليورانيوم المخصب وزيادة مخزون البلاد الذي يتخطى منذ حزيران المستوى المحدد في الاتفاق (وهو 300 كغ) المبرم بين إيران ومجموعة الخمس (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا).
وأعلن كمالوندي أن طهران بدأت الجمعة المرحلة الثالثة من خفض التزاماتها بالاتفاق النووي الموقع مع القوى العظمى عام 2015.
وأضاف أن بلاده قررت رفع حدود البحث والتطوير في المجال النووي.
كما أوضح كمالوندي أن "تقليص إيران التزاماتها النووية جاء ردا على انتهاكات واشنطن للاتفاق".
وقال: "بعد الاتفاق النووي واجهنا نكث العهود الأميركية، وكانت ذروتها انسحاب واشنطن من هذا الاتفاق، لذلك قررنا إيجاد توازن في التعهدات حتى عودة الجانب الآخر إلى تعهداته"، مشيرا إلى أن إيران تسعى لإيجاد توازن بين حقوقها والتزامات الطرف المقابل في الاتفاق النووي.وأكد كمالوندي أنه لم يعد أمام إيران الآن أي تعهد بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم، "ونحن ماضون في طريقنا لتحقيق نسبة التخصيب التي نطمح إليها"، مؤكدا ضرورة أن يلبي تخصيب اليورانيوم احتياجات البلاد.
أمن منطقة الخليج
بدوره اعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن ضمان أمن منطقة الخليج رهن على تعاون دولها، مشيرا إلى أنها تمكنت من تنفيذ هذه المهمة على مدى قرون طويلة من دون الاعتماد على الآخرين.
وقال ظريف، في مؤتمر صحفي عقده عقب لقاء مع نظيرته الإندونيسية، رتنو مرسودي: "على مدى قرون، تم ضمان الأمن في الخليج من قبل دول المنطقة وحاليا أيضا لا يستتب الأمن فيها من دون تعاون هذه الدول".
وعلى خلفية حوادث متزايدة متعلقة بأمن ناقلات النفط في الخليج خلال الأشهر الأخيرة، أعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا عملهما على خطتين منفصلتين بشأن تأمين الملاحة في الخليج وخاصة مضيق هرمز.وأكدت الولايات المتحدة سابقا على لسان مبعوثها الخاص المعني بشؤون إيران، برايان كوك، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، الجنرال جوزيف دانفورد، أنها تعمل على إنشاء تحالف دولي لتأمين الخليج، الذي يعتبر ممرا حيويا لتصدير النفط عالميا، وسط زيادة التوتر في المنطقة عقب الهجمات الأخيرة على السفن وتصاعد الخلافات مع إيران.
بينما أعلن وزير الخارجية البريطاني السابق، جيرمي هانت، ضرورة اتخاذ عدد من الإجراءات لضمان أمن الملاحة في مضيق هرمز، بما في ذلك تشكيل بعثة أوروبية مشتركة تجري حاليا دول أوروبا مناقشات مكثفة بشأنها.
احتجاز سفينة
الى ذلك أفادت البحرية الإيرانية بتوقيف سفينة أجنبية في مياه الخليج بتهمة تهريب وقود، واحتجاز 12 بحارا من الجنسية الفلبينية.
ونقل التلفزيون الإيراني عن مصادر رسمية، أن البحرية الإيرانية أوقفت عند سواحلها سفينة تحمل 283 ألفاً و900 لتر من الوقود المهرب.
وأضافت أنه تم اعتقال من كان على متن السفينة، وهم 12 شخصا من الجنسية الفلبينية، ويتم التحقيق معهم لتقديمهم إلى القضاء.