حسين الذكر
منذ بداية محرم الحرام تبث اغلب مواقع التواصل مواد حسينية لاسيما من قبل محبي اهل البيت وهم ليس فقط من الشيعة ، كما يعتقد او يروج البعض .. بل ان امة محمد كلها تحب اهل البيت ، الا ما شذ منها لصيغ سياسية او عصبية عمياء .. وقد دققت بعض الاخبار المتناقلة بهذا الشان فكانت جديرة بالاهتمام والتداول كجزء اساس من صلب الثقافية الاسلامية حَرِية التصحيح والاستيعاب .. وقد لفت نظري سؤال لدكتور مصري من اهل السنة والجماعة يقول متحيرا ويسأل مستبصرا : ( وجدت الامة الاسلامية بجميع مذاهبها تتفق على قول النبي الاكرم محمد ( ص) حسين مني وانا من حسين .. هذا الكلام منقوش منذ مئات السنين على عديد الجوامع والمزارات التي يؤمها ملايين المسلمين .. واذا فهمنا معنى ان الحسين هو جزء من رسول لله، فأرجو من يدلنا على معنى ان الرسول جزء من الحسين ) ...
ثم قلبت عددا من مواقع التواصل ... وقد شدني فيديو يشير الى اقامة المآتم وتربية الاطفال في عمق الادغال الافريقية وكذا في جبال اسيا وهم يبكون ويلطمون الحسين صغارا وكبارا .. نساء ورجالا .. اطفالا وشيوخا .. بحرارة وجدانية لا تفسر هذا الهيام الا بإعجاز رباني .. فها هي شمس الحسين تشرق من كل مكان بعد ما اقترف العصاة جرأة -على الله ورسوله - جريمة قتل إمام الأمة ومن معه من شباب وشيوخ واطفال وسبي نسائه وحرمه .. واختاروا لهم الصحراء مذبحا كي يغطوا على الجريمة ويضيعوا آثرها في ذلك العمق المعتم الاجرد الا من الجوارح والكواسر التي تنتظر الانقضاض على الاجساد الطاهرة .
في فيدو اخر شاهدت تقريبا عشرات التظاهرات في عواصم ودول اوربية واسيوية وافريقية وعربية وحتى امريكية هتفت فيها الجماهير ( يا حسين .. يا حسين ) بصوت واحد برغم اختلاف الزمان والمكان وتحت مراقبة وتدخل اجهزة الامن ورجال الشرطة احيانا .. وكان القضية الحسينية بدأت تتسع بخارطة الجسد العالمي كله وتغزو الثقافات وتستنهض همم الاحرار .. باعجاز سماوي جديد .. تصاعد فيه المد الحسيني كل عام اكثر فاكثر ...على عكس تيار السلطات القابضة على المال والسلاح والرقاب منذ الف وربعمائة سنة .. يطاردون الآلاف ويسجنون غيرهم ويعدم ويقتل البعض .. فيما القضية تسير باتجاه معاكس كلما زاد الضغط وسالت الدماء اتشح عاشوراء بسواد عالمي اسود.
هنا يبدو التفسير اوضح لو رجعنا لناعية الحسين يوم العاشر من المحرم وقبل ان يستشهد في تلك الصحراء الجرداء وذلك الحصار الخانق وهو يصيح : ( أما من ناصر ينصرنا ) .. في نداء سماوي لا يمكن ان يهجر الارض ابدا .. وقد دلت المشاهد الحسينية الاخذة بالتصاعد والمد الشعبي والرسمي على مصداق وتاكيد نبوءة السيدة الطاهرة زينب الكبرى بنت فاطمة الزهراء .. بعد ان اعلنت التحدي والانتصار الحسيني وهي بقمة العزاء والثكل على اخوتها وابنائها المقطعين في اوج الطغيان وعقر داره .. حينما قالت لقائد جمع القتلة ورأسهم .. ( كد كيدك .. واسعى سعيك .. والله لن تمحو ذكرنا .. ) .. يا للهول .. بعد كل تلك القرون وتزوير التاريخ واستخدام ابشع وسائل القتل والسجون تنكيلا بالحسينيين بكل مشارق الارض ومغاربها .. ما زال مد الحسين يملأ الافاق ويتسع بصورة اعجازية لا محال من امر الله فيها.