واشنطن / وكالات
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنه من السابق لأوانه الحديث عن أي خطوات بعد استهداف منشآت نفطية سعودية، وأن اتخاذ أي قرار بهذا الشأن سيتطلب دورا سعوديا كبيرا.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، امس الثلاثاء: «لدينا خيارات كثيرة، لكنني لا أنظر في الخيارات الآن. نحن نريد أن نحدد بشكل مؤكد من قام بذلك، ونحن على اتصال مع السعودية ودول أخرى في المنطقة، ونبحث ذلك معا، وسنرى ماذا سيحدث».
وتابع: «هناك طرق لنعرف بالضبط من أين جاء (الهجوم)، ولدينا كل الوسائل ونحن ندرس كل شيء حاليا».
وأكد ترامب أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، سيتوجه إلى السعودية «في لحظة معينة لمناقشة ما يشعرون به، وهم سيصدرون بيانا قريبا. وهم يعرفون ما لا يعرفه معظم الناس بشأن من أين جاء (الهجوم) ومن قام بذلك. ونحن سنتمكن من الكشف عن ذلك.. ونحن نعرف كثيرا الآن».
قال الرئيس الأميركي تعليقا على استهداف المنشآت التابعة لشركة «أرامكو»: «هذا كان هجوما كبيرا وقد يتم الرد عليه بهجوم أكبر بعدة أضعاف من قبلنا، لكننا نريد أولا أن نتأكد بالضبط ممن قام بذلك».
وأضاف مخاطبا الصحفيين: «ستعرفون التفاصيل قريبا، لدينا حيثيات كل شيء وأنتم ستعرفون في الوقت المناسب، ولكن من السابق لأوانه أن نقول لكم الآن».
وأشار إلى أن زيادة أسعار النفط بنتيجة الهجوم لا تشكل مشكلة، لأن نسبة الزيادة ليست كبيرة ولدى الولايات المتحدة احتياطيات ستراتيجية من النفط.
وتابع: «أعتقد أنه من مسؤوليات السعودية أن تفكر في دفاعها بجدية»، مضيفا: «في حال كنا نساعدهم، فسيتطلب ذلك مشاركة مالية كبيرة منهم ودفع ثمن ذلك». وأوضح: «سيكون على السعوديين أن يلعبوا دورا كبيرا في حال قررنا أن نقوم بأي شيء، وهذا يشمل دفع الأموال، وهم يدركون ذلك تماما».
وأشار إلى أنه لم يعد السعوديين بحمايتهم، وقال: «سيتعين علينا أن نجلس معا ونقرر شيئا، وهم يريدون أن نحميهم، لكن الهجوم كان على السعودية وليس علينا، لكننا سنساعدهم طبعا، وهم حليف رائع وأنفقوا 400 مليار دولار على بلادنا خلال السنوات الأخيرة، وهذا يعني 1.5 مليون فرصة عمل، والآن هم يتعرضون لهجوم ونحن سنفكر في حل ما للأمر».
وأكد ترامب مجددا أنه لا يريد حربا مع إيران، وقال: «لا أريد حربا مع أحد، لدينا أقوى جيش في العالم وأنفقنا أكثر من 1.5 تريليون دولار على جيشنا خلال فترة قصيرة، ولم يقترب أحد من ذلك. ولدينا أفضل معدات وأفضل صواريخ
في العالم».
وتابع: «لكننا جاهزون أكثر من أي أحد. لكننا نود تفادي (الحرب) طبعا».
تحذير دولي
في السياق نفسه حذر أمين عام منظمة العفو الدولية كومي نايدو، من أن أي تدخل عسكري أميركي ردا على الهجوم ضد منشآت النفط السعودية لن يؤدي إلا إلى تفاقم المعاناة بالشرق الأوسط.
واعتبر نايدو امس الثلاثاء أن على العالم بدلا من ذلك مضاعفة الجهود لإنهاء العنف المدمر في اليمن.
وذكر نايدو في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» في واشنطن «نحتاج إلى وقف إراقة الدماء في الحال، وأي حديث عن تدخل عسكري في الوقت الحالي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع السيئ».
وقال نايدو «المستويات المروعة للعنف الذي يتعرض له الناس، كذلك قصف المستشفيات وتدمير البنية التحتية للمياه وما إلى ذلك، إنه أمر كان يجب فقط وقفه بالإرادة السياسية».
دعوة أممية
من جانب آخر وفي الشأن الايراني أعربت الأمم المتحدة عن شعورها بالقلق إزاء التوتر المتزايد حول البرنامج النووي الإيراني، ودعت الأطراف المعنية إلى حوار مستدام من أجل السلام
والاستقرار.
وجاء في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تلاها أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوري فيدوتوف، نائب الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: «أرحب بجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق بالتحقق من التزامات إيران، في إطار خطة العمل المشترك الشاملة. ومع ذلك، فإن التوتر المتزايد بشأن القضية النووية الإيرانية يثير قلقنا بشكل كبير. ويجب القول إن الحوار المستدام يعد ضروريا للسلام والاستقرار في المنطقة».
وبدأت أعمال الدورة الثالثة والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في فرع الأمم المتحدة في فيينا.
وسيناقش ممثلو أكثر من 170 دولة تطور صناعة الطاقة النووية وقضايا الأمن النووي، وكذلك نظام ضمانات عدم انتشار الأسلحة النووية والملفات النووية لكل من إيران وكوريا الشمالية، وسيستمر نشاط المؤتمر حتى 20 ايلول الجاري.
موقف ايراني
في المقابل قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن «طهران لن تدخل مطلقا في محادثات مع الولايات المتحدة .
وقال خامنئي «المسؤولون الإيرانيون لن يتحدثوا مطلقا مع أميركا... هذا جزء من سياستهم (أميركا) للضغط على إيران. سياسة الضغوط القصوى التي يتبعونها ستبوء بالفشل»، وذلك حسب وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».
واعتبر المرشد الإيراني أن «تكرار طرح التفاوض من قبل الأميركيين خدعة لفرض مطالبهم والبرهنة على تأثير الضغوط القصوى»، مؤكدا أن «سياسة الضغوط القصوى ليس لها أدنى قيمة وجميع المسؤولين الإيرانيين يعتقدون بعدم التفاوض
مع أميركا» .