أنتوني ديباولا ترجمة: خالد قاسم
تحتاجُ شركة أرامكو السعودية عدة أشهر لتسترد الإنتاج في محطة بقيق العملاقة، ما يبقي الضغط على أسعار النفط واستمرار صدى العواقب الجيوسياسيَّة لأسوأ هجوم على الإمدادات العالميَّة.
ارتفع سعر النفط على خلفية إمكانية وقوع نزاعات إقليميَّة أخرى، إضافة الى صدمة العرض. السؤال المطروح الآن هو مدى سرعة السعوديَّة بالتعافي من الضربة المدمرة التي عطلت نصف إنتاجها، أو 5 بالمئة تقريباً من الإنتاج العالمي. وأبلغ مسؤولون سعوديون دبلوماسياً أجنبياً رفيع المستوى أنهم يواجهون تعطيلاً "حاداً" يمتد لأسابيع وأشهر.
ذكرت وزارة الخارجيَّة السعوديَّة أنَّ الهجوم خفض إنتاج النفط بنسبة 50 بالمئة، أما أرامكو فلا تزال تُجري تقييماً لحالة المحطة وحجم الترميمات، وتعتقد أنَّ أقل من نصف طاقة المحطة يمكن استعادتها بسرعة كما قال أشخاص مطلعون على الموضوع طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب سريَّة المعلومات
تقول أمريتا سين، كبيرة محللي النفط لدى إينرجي أسبكتس المحدودة: "الضرر في منشأة بقيق أكثر شدَّة مما كان متوقعاً. لا نزال نعتقد أنَّ نصف 5،7 ملايين برميل يومياً من الإنتاج المعطل يمكن إعادتها بسرعة، لكنَّ الاستئناف الكامل للعمل قد يحتاج أسابيع أو ربما أشهراً".
تعدُّ خسارة بقيق، التي تعالج 5،7 ملايين برميل نفط يومياً أو نصف إنتاج السعودية تقريباً، إشارة الى أسوأ تعطيل مفاجئ للسوق النفطيَّة. وتنوي أرامكو تشغيل الحقول البحرية الخاملة كجزء من إسناد الطاقة الاحتياطية لتحل مكان بعض الطاقة المفقودة.
وجهزت الشركة زبائنها باستخدام المخزونات، مع أنها طلبت من بعضهم قبول درجات مختلفة من النفط الخام. تمتلك السعودية مخزونات محلية كافية لتغطي 26 يوماً من الصادرات وفقاً لشركة الاستشارات رايستاد إينرجي.
تحتاج أبراج تركيز بقيق، لفصل المكونات الغازية عن النفط الخام، الوقت الأطول للترميم كما يقول فيليب كورنيل مستشار التخطيط السابق لأرامكو، "يحتاجون أسابيع أو أشهراً للحصول على الأجزاء التخصصيَّة". ويبدو أنَّ 5 من مجموع 18 برج تركيز خرجت عن الخدمة".
إضافة الى الخسارة الفورية للمعروض، فقد أثار الهجوم شبح الرد الأميركي ضد إيران المتهمة بتنفيذ الضربة. وبينما ادعى الحوثيون في اليمن مسؤولية الهجوم من خلال سرب يضم 10 طائرات مسيرة، لكنَّ عدة مسؤولين أميركيين قالوا إنهم يمتلكون أدلة حقيقيَّة على مسؤوليَّة إيران المباشرة.
وعد الرئيس دونالد ترامب بمساعدة حلفاء بلاده بعد الهجوم على السعودية، لكنه قال إنَّ بلاده لم تعد تعتمد مباشرة على نفط وغاز الشرق الأوسط ولديها ناقلات نفطية قليلة هناك.
تنتج السعودية 10 بالمئة من إنتاج النفط العالمي، وتعرضت للحصار هذا العام عبر استهدافها جواً وبحراً وبراً بسبب تزايد التوترات مع إيران. وذكر الحوثيون أنَّ منشآت النفط السعودية ستبقى من بين أهدافهم.
يقول إد مورس المدير في بنك سيتي غروب الأميركي: "لا يهم إذا كانت السعودية بحاجة لخمسة أيام أو أطول بكثير لعودة النفط الى الإنتاج هناك، لكن إحدى الحقائق المنطقيَّة من هذه الهجمات على البنية التحتية السعودية هي ضعفها أمام الهجوم، والسوق مستمرة بسوء تسعير النفط".
تمتلك دول أوبك الأخرى طاقة محدودة لتعويض المعروض المفقود لدى السعودية، وخول ترامب إطلاق النفط من الاحتياطي الأميركي الستراتيجي، أما وكالة الطاقة الدولية فقالت إنها تراقب الوضع.
من جهته قال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو إنَّ من السابق لأوانه إلغاء خفض الانتاج المطبق من المنظمة وحلفائها. وحتى اذا قررت أوبك زيادة الانتاج فهي قادرة على اضافة 900 ألف برميل يومياً فقط للسوق وهو جزءٌ صغيرٌ من خسارة السعودية وفقاً لبيانات وكالة الطاقة الدولية.
موقع بلومبيرغ