طهران تحذر إسرائيل: سنرد الصاع بـ10

قضايا عربية ودولية 2019/09/21
...

عواصم/ وكالات
 
 
وجهت إيران أمس السبت؛ تحذيراً شديد اللهجة إلى إسرائيل من التدخل في الأزمة الحاصلة في الخليج، ولوحت طهران بأنها سترد الصاع بـ 10 إن ارتكبت تل أبيب خطأ العدوان عليها، وبينما نفى وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف رغبة بلاده بالحرب اتهم من أسماه بـ “الفريق ب” بارتكاب الاعتداء على مواقع شركة “أرامكو” لجر ترامب وواشنطن إلى حرب شاملة، يأتي ذلك في وقت كشفت فيه وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون” عن إرسال قوات إضافية جديدة إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات تحسباً لأي طارئ، بينما أعلنت حركة “أنصار الله” اليمنية “الحوثيون” مبادرة سلام تتضمن إيقاف استهداف الأراضي السعودية.
 

ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء عن القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، قوله: “لا تجرؤ إسرائيل على التواجد في مياه الخليج، وإذا ارتكبت أي حماقة فإن عمرها سيتقلص إلى أقل من 25 سنة”، وأضاف “أستبعد أن تكون لديها الجرأة على الحضور إلى الخليج وبحر عمان”.
وشدد موسوي، على أن “إيران جاهزة لأي مواجهة محتملة وأعدت نفسها لكافة السيناريوهات”، وتابع مهدداً: “سنرد الصاع بـ 10 في حال تعرضنا لأي هجوم، وزمن اضرب وأهرب قد ولى”، عادّاً ان “دخول الحرب قد يكون بيد العدو لكن الخروج منها سيكون بيد إيران”، وتابع: ان “أي طائرة نشعر بأنها سوف تشكل تهديداً لنا أو مصدر اعتداء وتريد أن تعبر من حدودنا فسوف نتعامل معها بشكل قاطع ونسقطها”.
قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، قال في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني: ان “إيران مستعدة لكافة السيناريوهات التي قد يفرضها العدو”، وأضاف، ان “إرادتنا لرد أي عدوان بكامل الجهوزية، وسوف نرد بصرامة وبكل قوة على أي اعتداء”، موضحاً “الضربة المحدودة لن تبقى محدودة، وسوف نرد على كل من تسول له نفسه العدوان علينا، وسندمره ولن نترك له أي نقطة سليمة”.
وسبق أن أعلنت إسرائيل، في تموز الماضي، على لسان وزير خارجيتها يسرائيل كاتز، أنها تستعد لتدخل عسكري محتمل في حال وقوع أي تصعيد بين الولايات المتحدة وإيران في منطقة الخليج، مشدداً على ضرورة التصدي لما وصفه بـ “التهديدات الإيرانية”.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على تشكيل تحالف دولي لتأمين منطقة الخليج في ظل الحوادث الأخيرة المتعلقة بناقلات النفط، وسط معارضة شديدة من قبل إيران، بينما قالت تقارير إعلامية إن هذا التحالف “من المفترض أن يضم إسرائيل”.
 
تصريحات سياسية
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي وصل إلى نيويورك أمس: “ليست إيران التي ترغب في القتال حتى آخر أميركي، بل يبدو أن (الفريق ب) هو من يرغب في قتال إيران حتى آخر أميركي”، وأضاف في تغريدة له على “تويتر”: “لا ترغب إيران في شن الحرب، لكننا سندافع دائما عن شعبنا وأمتنا”.
وقال ظريف في تغريدة سابقة: إن “اعتبار الولايات المتحدة وحلفائها أن (هجوم أرامكو) هو (عمل حربي) قد يهدف إلى خداع ترامب للدخول في حرب ضد طهران”، محذرا من “اندلاع حرب شاملة حال تعرض بلاده لضربة من الولايات المتحدة أو السعودية”، معتبرا أن “المملكة ستكون مضطرة للقتال حتى آخر جندي أميركي”، على حد تعبيره.
من جانب آخر، أعلن ظريف، أن الدول المشاركة في الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي ستعقد اجتماعا في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأوضح للصحفيين بعد وصوله إلى نيويورك، “سيكون لدينا اجتماع بشأن الاتفاق النووي على المستوى الوزاري يوم الأربعاء المقبل”.
وتجدر الإشارة إلى أن الدول المتبقية في إطار الصفقة النووية، بعد انسحاب الولايات المتحدة منها، في أيار 2018، هي روسيا والصين وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى إيران.
في السياق نفسه، أكد دبلوماسي إيراني رفيع المستوى أن “طهران لم تتخذ بعد قرارا حول المرحلة الرابعة من تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي”، مشيرا إلى أن “إجراءاتها سترتبط بتصرفات الأطراف الأخرى”.
 
مناورات عسكرية
إلى ذلك، أعلن الجيش الإيراني، إجراء مناورات بحرية مشتركة مع روسيا والصين قريبا في شمال المحيط الهندي، وبحر عمان.
ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية، عن مساعد الشؤون الدولية للأركان العامة للقوات المسلحة الإیرانیة العمید قدیر نظامي: “سنجري مناورات بحرية مشتركة مع روسيا والصين كقوتين رئيسيتين في شمال المحيط الهندي وبحر عمان قريبا”، وأضاف “ستؤخذ التقييمات والنتائج السياسية والعسكرية لهذه المناورات في الاعتبار وسوف توضع في الحسبان في التطورات الستراتيجية المستقبلية بين هذه البلدان”، لافتا الى أنه “ليس لدينا أي خطة للقيام بمناورات مع أحد في منطقة الخليج، لدينا فقط مناورات تجري كل سنتين مع الجانب العماني في مضيق هرمز والخليج”.
آثار العقوبات
من جانبه، صرح محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، أن فرض واشنطن عقوبات على البنك المركزي للمرة الثانية دليل على “فشلها في إيجاد سبل جديدة للضغط على إيران”، وأضاف، “لحسن الحظ تجاوزنا مرحلة الالتفاف على العقوبات إلى مرحلة عدم القدرة على حظر التجارة الخارجية”.
جاء ذلك تعليقا على العقوبات الأميركية الجديدة ضد البنك المركزي الإيراني، التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول الجمعة، وكانت واشنطن أدرجت في أيار 2018 محافظ البنك المركزي الايراني “شخصياً” على لائحتها السوداء.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، قال في تعليقه على العقوبات الأميركية الأخيرة ضد المؤسسات المالية الإيرانية انه يجب على واشنطن أن تفهم أن سياسة العقوبات فشلت.
وقال موسوي أمس السبت: “يجب على الأميركيين الاعتراف بأن سياسة العقوبات سياسة فاشلة، وان الاستخدام المفرط لهذه السياسة وتحويل الدولار إلى نوع من الأسلحة جعلا سمعة الولايات المتحدة واقتصادها في المجتمع الدولي في وضع خطير”، وأضاف أن “العقوبات الأميركية المعلنة مؤخرا لا يوجد فيها شيء جديد”، واصفا إياها بأنها “العقوبات القديمة في شكل جديد”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة لم تعد بعد الآن الدولة الاقتصادية الكبرى الوحيدة في العالم”، داعيا بلدان العالم للتفكير في النظام الاقتصادي التجاري الجديد الذي سينخفض فيه تأثير الأعمال الأميركية “العدوانية” في التنمية والتجارة الدولية الحرة إلى أدنى مستوى ممكن، على حد وصفه.
 
قوات أميركية
وبالتزامن مع هذه التطورات، قررت الولايات المتحدة إرسال قوات إضافية ومعدات عسكرية لتعزيز دفاعات السعودية الجوية والصاروخية بعد الهجمات على منشأتي نفط بالمملكة.
وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أمس السبت: “منعا لمزيد من التصعيد، طلبت السعودية مساعدة دولية لحماية البنية التحتية الحيوية للمملكة، كما طلبت الإمارات العربية المتحدة مساعدة أيضا”، وأوضح أنه استجابة لهذين الطلبين “وافق الرئيس ترامب على نشر قوات أميركية ستكون دفاعية بطبيعتها وتُركز بشكل أساسي على سلاح الجو والدفاع الصاروخي”.
وأضاف إسبر، ان “إرسال قوات أميركية جديدة إلى الشرق الأوسط يعد بمثابة خطوة أولى، للرد على ما أسماه بـ (العدوان الإيراني)”، لافتاً إلى أن “الغرض من المساعدات العسكرية الأميركية للسعودية هو إجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات”، على حد قوله.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جمع أمس الأول الجمعة، فريقه للأمن القومي مع وزير الخارجية، مايك بومبيو، ووزير الدفاع، للبحث في مختلف الخيارات، بما فيها الخيار العسكري ضد إيران.وصرح ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: ان “أسهل شيء يمكن أن أفعله هو أن أقول (نعم) امضوا قدما، دمروا 15 موقعا رئيسيا مختلفا في إيران، ولكني لا أتطلع لفعل هذا الشيء، حتى وإن كان ذلك بوسعي”، بحسب تعبيره.
 
رؤية سعودية
من جهته، اعتبر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أن الهجوم على المنشأتين الحيويتين لشركة “أرامكو” تصعيد خطير، معلنا أنه سيتم اتخاذ إجراءات مناسبة لضمان أمن المملكة.
وأفادت وكالة “واس” السعودية الرسمية بأن الملك سلمان أجرى، مكالمة هاتفية مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الذي أعرب عن إدانته الشديدة للهجوم الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو، من جهته، أكد العاهل السعودي، أن “المملكة وبعد استكمال التحقيق في الاعتداءات التي جرت على معملي أرامكو ستتخذ الإجراءات المناسبة التي تحفظ أمنها واستقرارها”.
وتعرضت السعودية، في 14 أيلول الحالي، لهجوم واسع استهدف منشأتين نفطيتين لشركة “أرامكو” العملاقة شرق البلاد، وهما مصفاة بقيق لتكرير النفط وحقل هجرة خريص، تبنته قوات جماعة “أنصار الله” الحوثية اليمنية التي قالت إن العملية نفذت بـ 10 طائرات مسيرة، بينما وجهت الرياض وواشنطن الاتهامات لطهران بتنفيذ الهجوم.
 
مبادرة يمنية
بدوره، أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، مهدي المشاط، إطلاق مبادرة لتحقيق السلام، تشمل وقف استهداف السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
وقال المشاط، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ5 لسيطرة الحوثيين على السلطة في صنعاء في 21 أيلول 2014: “أدعو جميع الفرقاء من مختلف أطراف الحرب إلى الانخراط الجاد في مفاوضات جادة وحقيقية تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أي طرف من الأطراف”.
وأعلن المشاط، في إطار مبادرته، “وقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف”، مضيفا: “ننتظر رد التحية بمثلها أو أحسن منها في إعلان مماثل بوقف كل أشكال الاستهداف والقصف الجوي لأراضينا اليمنية ونحتفظ لأنفسنا بحق الرد في حال عدم الاستجابة لهذه المبادرة”.وتابع: “نؤكد أن استمرار الحرب لن يكون في مصلحة أحد بل قد يفضي إلى تطورات خطيرة لا نريدها أن تحدث مع كوننا على يقين من أن ضررها الأكبر لن يكون علينا وإنما على دول العدوان بالدرجة الأولى وبشكل أساسي ومباشر”، بحسب تعبيره.واتهم رئيس المجلس السياسي اليمني، الطرف الحكومي الذي يتزعمه الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، بعدم تنفيذ التزاماتهما في إطار اتفاقات ستوكهولم، مشدداً على ضرورة الانتقال إلى “مفاوضات جادة”.
 
تقرير النبوءة
إلى ذلك، كشفت وسائل إعلام أميركية أمس السبت، عن أن مركز دراسات أميركيا حذر في تقرير نشر قبل شهر من هجمات “أرامكو” من خطر تعرض معمل بقيق النفطي التابع للشركة السعودية لهجوم من خارج المملكة.
وأشار مركز الدراسات الستراتيجية والدولية (CSIS)، ومقره في واشنطن، في تقرير مؤرخ بـ 5 آب الماضي، تحت عنوان (تهديد إيران للبنى التحتية الحرجة في السعودية: تداعيات التصعيد الأميركي-الإيراني)، إلى أن خطر استهداف المنشآت التابعة لـ “أرامكو” من قبل الجمهورية الإسلامية لا يزال ملموساً رغم إنفاق الشركة مبالغ هائلة على تأمين البنى التحتية الخاصة بها، ولفت التقرير إلى أن “هجوما محتملا قد ينفذ باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة (كما حصل في الواقع)، بالإضافة إلى عمليات (سيبرانية) بهدف تحييد مراكز القيادة والمطارات والمنظومات الدفاعية للجيش السعودي قبل تنفيذ الاعتداء.
وخلص التقرير إلى أن الهجوم على مصانع استقرار النفط الخام في المملكة كان سيشكل خطرا أكبر، مضيفا: “من بين هذه المصانع يعد معمل بقيق أكثر ضعفا، لكونه أكبر معمل لتكرير النفط ومصنع لاستقرار الخام على مستوى العالم يمر عبره يوميا أكثر من 7 ملايين برميل، وعلى الرغم من أن معمل بقيق كبير، تركز عمليات التكرير في بضعة أماكن محددة، بما في ذلك مستودعات وأجهزة خاصة بالتكرير والضغط، ما يرفع بشكل ملحوظ إمكانية أن تؤدي غارة محتملة إلى تعليق العمليات وتدميرها”، وفق التقرير الأميركي.