تحدثتُ في مقال سابق عن الانتظار السلبي، وكيف أن المواطن صار يُسمّي انتظاره الصامت صبراً، والفرق بين الصبر الذي باستطاعة المرء التمكّن منه، وبين الذي يكبّل المرء ويقيّده ليسجنه في خانة الانتظار . لنا الآن أن ننتظر بشيء من التفاؤل، وهو انتظار إيجابي دون أدنى شك، لاسيما بعد توجه وفد حكومي كبير إلى الصين، وهو الأمر الذي يجعلنا ننتظر ثمارا بحجم هذا الوفد وحجم الاهتمام الإعلامي الكبير به.
مرَّ عامٌ بتمامه وكماله على حكومة السيد عادل عبد المهدي، ووفقاً لهذا الزيارة وما نتأمّله منها، لنا أن نسميه عام التمهيد، ونرجوه كذلك، لاسيما أن التمهيد كان ايجابيا وناجحا جدا؛ فقد فتحت الحكومة أغلب الطرق المغلقة، وأختفت أغلب المظاهر المسلحة التي كانت من مستلزمات ودواعي الحرب؛ فصارت الناس تفكّر بالحياة المدنية وتتطلع للعمل والبناء. عام تهيئة المناخ الصالح للعمل وإعادة إعمار البلاد انتهى، ولعل زيارة الوفد العراقي للصين تعلن عن التقويم الرسمي لحياة جديدة، حياة توفير فرص للعاطلين عن العمل، وحياة توفير الخدمات، وحياة انتشال الواقع الخدمي والواقع الصحي والواقع التعليمي من التلكؤ، ومن تركات الخراب والفساد الإداري. ولكي نثبت للعالم بأننا جادون في الإقبال على الحياة علينا القضاء على كل الثغرات التي يتسلل منها أعداء الحياة، ومنها بعض الخروقات او التقصيرات الأمنية كما حدث في كربلاء قبل أيام. رسالة السلام التي استغرق وقت كتابتها عاما كاملا، يجب أن يصادق عليها الجميع ويلتزم ببنودها لكي تسعى إلينا الدول بشركاتها وقدراتها.
نحن الآن بانتظار الصين وثمار لقاء وفد حكومتنا مع المسؤولين فيها، واذا نضجت الثمار فسيجد آلاف المواطنين فرصا للعمل، وسنتمتع بشوارع تليق بالعراق وعاصمته، وننعم بكهرباء لا تدفع المواطن في الصيف للتفكير بأنه ذاهب ليقضي ساعات من الضجر والعمل غير الحيوي. خطوة كبيرة نتمنى ملامسة ثمارها قريبا بعد أن حركت في دواخلنا رغبة في الانتظار الإيجابي. ونتمنى أن تتبعها خطوات تعجّل بترجمة الحوارات التي جرت في الصين إلى واقع ملموس ومرئي ؛ ذلك لأنّ تحفيزا كبيرا وزخما معنويا وفرته هذه الزيارة؛ فالوفد الكبير المرافق للسيد رئيس الوزراء ضمّ كلّ المعنيين بهموم المواطنين واحتياجاتهم، فضلا عن همومهم وتفكيرهم في أن يعاد أعمار بلادهم، وانتشال البلاد من التأجيل الذي طال. نتمنى بعد أن انتهى عام التمهيد للعمل أن تبدأ لحظة الشروع بالعمل .. لنا أن نتمنى ومن الله
التوفيق.