انهارت شركة توماس كوك البريطانية بعد فشل مفاوضات اللحظة الأخيرة، التي هدفت إلى إنقاذ الشركة من الإفلاس.
وأمضت أقدم شركة سفر في العالم في مفاوضات مع المقرضين، في محاولة لتوفير التمويل الإضافي والتوصل لاتفاق، لكن من دون جدوى. كما طلبت الشركة مساعدة مالية من الحكومة البريطانية، وهو الحل الذي دعت إليه أيضاً منظمات عمالية ونقابات.
وكانت هيئة الطيران المدني البريطانية قد وضعت طائرات على أهبة الاستعداد، في حال إعلان إفلاس الشركة.
إعادة السياح
علمت بي بي سي أن هذه الطائرات يجري إرسالها الآن إلى عدة وجهات، لإعادة السياح البريطانيين منذ أمس الاثنين إذا لزم الأمر.
وتهدف عملية الطوارئ تلك إلى إعادة نحو 150 ألف بريطاني يقضون عطلاتهم بالخارج مع الشركة، ويمضي حاليا نحو 600 ألف عميل رحلات سياحية مع الشركة حول العالم، من بينهم نحو 150 ألف بريطاني.
وثارت تكهنات بشأن احتمال إنقاذ الحكومة للشركة، لكن وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، قال لبي بي سي إن الوزراء "لا يتدخلون بشكل ممنهج" حين تنهار الشركات، ما لم تكن هناك "مصلحة وطنية ستراتيجية قوية".
أسباب انهيار الشركة
تعد توماس كوك واحدة من كبريات شركات السياحة في العالم، فقد تأسست في العام 1841 ويبلغ حجم مبيعاتها السنوية الآن 9 مليارات جنيه إسترليني.
ويعمل في الشركة 22 ألف موظف، من بينهم 9 آلاف في بريطانيا، وتخدم 19 مليون عميل سنويا في 16 دولة حول العالم.
وتصاعدت الصعوبات المالية التي واجهتها الشركة على مدار العام الماضي، وفي تموز وضعت الشركة خطة عمل، تقول إنها تحتاج إلى 900 مليون جنيه إسترليني لإعادة تمويل أنشطتها.
وكان يفترض أن يأتي مبلغ الـ 900 مليون إسترليني من شركة فوسون الصينية أكبر مساهم في الشركة، ومجموعة الدائنين ومستثمرين آخرين.
وكلفت مجموعة المقرضين بعد ذلك مستشارين ماليين بإجراء تحقيق مستقل، وقالوا إن الشركة ستحتاج إلى مبلغ 200 مليون جنيه إسترليني إضافي، فضلا عن الـ900 مليون إسترليني المطلوبة بالفعل.
ونجحت توماس كوك في إيجاد داعم يوفر لها الـ200 مليون إسترليني، لكن بي بي سي علمت أن ذلك الداعم انسحب في وقت لاحق.
وقالت الشركة إن التحذيرات بشأن أرباحها تعود إلى مشاكل عدة، من بينها الاضطرابات السياسية في المقاصد السياحية، مثل تركيا، والموجة الحارة التي طال أمدها في الصيف الماضي، وتأخير العملاء لحجز رحلات إجازاتهم بسبب أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.