ما ان بدأت زيارة الوفد الكبير الذي ترأسه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الى الصين حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع اعلامية مختلفة النوايا حول اسباب توجه هذا العدد من الوزراء والمحافظين ومسؤولين من مختلف القطاعات الى الصين، بينما ابرزت تلك المواقع جداول باسماء المسؤولين لتبدأ حملة غيرمسبوقة بعضها الكثير سلبي حول تلك الزيارة، كان الهدف منها واضحا وهو تسقيط الاهداف التي تحاول حكومة عبد المهدي الوصول لها وانجازها من خلال هذه الزيارة ، عبد المهدي الذي ما أن تسلم مهام منصبه حتى بدأت جولاته المكوكية باتجاهات مختلفة للانفتاح على العالم للبدء بمرحلة جديدة قوامها التوسع في المشاريع لنهضة العراق واعادة بنائه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحتى عسكريا وصولا الى اعادة دوره الرائد في محيطه العربي والاقليمي والعالمي باعتباره مركزاوملكا لجهات العالم حسبما تؤكده كتب التاريخ وصولا الى حاضرنا الآن .
صمتت الان مواقع التواصل وتلك التي تصطاد بالماء العكر من الاصوات التي تحاول اعلان الفشل لاي تحرك عربي و اقليمي او عالمي لحكومة العراق ، بل ان هذه الزيارة بالذات اخذت نصيبها من الشائعات وصولا الى بث خبر كاذب بان رياحا كادت تسقط طائرة الوفد وهو يتوجه لزيارة احد اهم الجسور في الصين ..
نحن هنا لسنا بصدد تكرار الشائعات او ما تداولته تلك المواقع، لكننا نحاول ان نقول النجاح لن يغطى بغربال الشائعة او الخبر الكاذب او محاولة التسقيط السياسيي لبعض الجهات منها خارجي واخر داخلي، لكننا بصدد عرض اهم ما انجزه الوفد الرفيع والكبير في توقيع اهم ثماني اتفاقات ستنقل العراق من مرحلة الى مرحلة اخرى ستبهر المتابعين وتثلج صدر ابناء العراق المنتظرين لاي تغيير لبلادهم
فقد وقعت الحكومتان العراقية والصينية في بكين في نهاية الزيارة وبعد جولة اجتماعات ومباحثات امدها خمسة ايام ، ثماني اتفاقات ومذكرات تفاهم بحضور وإشراف عبدالمهدي ورئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ . وفي مقدمة الاتفاقات ومذكرات التفاهم الموقعة ، اتفاق تنفيذ آليات الاتفاقية الاطارية بين وزارة المالية والوكالة الصينية لضمان الائتمان (ساينه شور ) ،واتفاق التعاون الاقتصادي والفني ، ومذكرة تفاهم بين وزارة المالية العراقية ووزارة التجارة الصينية بشأن التعاون لاعادة الاعمار بعد الحرب في العراق ، ومذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات والمكتب الصيني للملاحة الجوية في الاقمار الصناعية ،ومذكرة تفاهم امني بين وزارة الداخلية العراقية والامن العام في الصين،ومذكرة تفاهم بين وزارتي الخارجية العراقية والصينية بشأن الاراضي المخصصة للبعثتين الدبلوماسيتين ،ومذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي ومكتب الإعلام في مجلس الدولة لإنشاء المكتبة الصينية في جامعة بغداد ،ومذكرة تفاهم البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي .
وقبل ان يحزم الوفد حقائبه للعودة الى بغداد اكد لهم الصينيون بانهم عازمون على التعاون مع العراقيين بعد خروجهم وانتصارهم على الارهاب وان دورهم التاريخي الذي يعرفه القاصي والداني سيعود بشكل اكبر، اذ ان المفاوضات التي قادها العراق هناك في الصين اثبتت ان لهذه البلاد رجالا يحمونه ويخافون على مستقبله وانهم سيطرقون كل الابواب وستفتح لهم لاعادة الحياة الى كل مرفق تراجع بفعل الحروب لعقود طويلة .
وقبل ان تبدأ الشركات الصينية عملها عبر الاتفاقات التي وقعت هناك في اقصى الارض نقول ان الشائعة لن توقف عجلة الحياة وان محاولة سحب الهمة الى الوراء لن تجدي نفعا اذا كانت العزيمة قوية ، فأمض ياعبد المهدي بوفودك قلوا او كثروا المهم ان تكون اصابعكم على زناد القلم لتوقيع مستقبل جديد لاجيال قادمة في وطن
امن .