روحاني: نسعى الى ايصال رسالة سلام الى العالم
قضايا عربية ودولية
2019/09/25
+A
-A
عواصم / وكالات
حمّلت الدول الأوروبية الكبرى (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) في بيان مشترك لها إيران مسؤولية الهجوم على منشآت تابعة لشركة «أرامكو» السعودية، في وقت وصل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى مدينة نيويورك الأميركية، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، معلنا أنه يحمل رسالة سلام بينما يشهد الشرق الأوسط وضعا حساسا. وأعرب روحاني، في تصريح صحفي عن أمله في أن يستطيع نقل رسالة الشعب الإيراني إلى المجتمع الدولي خلال هذه الزيارة.
وقال روحاني: «نأمل، في ظل الظروف الحساسة التي تعيشها منطقتنا، في إيصال رسالة شعوبها إلى العالم، وهي رسالة السلام والاستقرار وإنهاء أي تدخل في الخليج والشرق الأوسط».
وبين الرئيس الإيراني أن زيارته إلى نيويورك ستستغرق 4 أيام، مؤكدا أنه سيلقي كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وسيجري لقاءات مع نظرائه وكبار المسؤولين لدول العالم. وانطلقت أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة الأممية يوم امس الثلاثاء، تزامنا مع توتر كبير في منطقة الخليج بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها، خاصة السعودية وإسرائيل، من جهة أخرى.
اتهام رسمي
في المقابل حملت بريطانيا وألمانيا وفرنسا في بيان مشترك لها إيران مسؤولية الهجوم على منشآت تابعة لشركة «أرامكو» السعودية.
وجاء في البيان الصادر في أعقاب لقاء للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون «من الواضح» أن إيران مسؤولة عن استهداف «أرامكو». ودعت الدول الثلاث إيران لمناقشة برنامجيها النووي والصاروخي، إضافة إلى المسائل الأمنية في المنطقة. وقال البيان بهذا الخصوص: «حان الوقت لتقبل إيران بإطار طويل الأمد للتفاوض حول برنامجها النووي، إضافة إلى القضايا الأمنية الإقليمية، التي تشمل برامجها للصواريخ».
وأضافت الدول الثلاث: «نحن ملتزمون بمواصلة جهودنا الدبلوماسية لتهيئة الظروف وتسهيل الحوار مع جميع الشركاء المعنيين بتخفيض التوترات في الشرق الأوسط». وكانت الولايات المتحدة قد ألمحت إلى أنها تعد إيران مسؤولة عن الهجمات التي استهدفت منشآت «أرامكو» في 14 ايلول الجاري، لكنها أعلنت أنها تريد انتظار نتائج التحقيق السعودي في الهجوم.
ورفضت إيران كل الاتهامات الموجهة إليها بهذا الخصوص. في معرض نفيه للاتهامات بمسؤولية بلاده، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، «إن بلاده لو خططت ونفذت فعلا هذا الهجوم لكان ذلك كارثة على السعودية» حسب تعبيره.
وتابع ظريف في هذا السياق قائلا: إن إيران لو كانت المسؤولة عن التخطيط وتنفيذ الهجوم على أرامكو لما تمكنت السعودية من إعادة وإصلاح شيء من منشآتها النفطية. وكان رئيس الدبلوماسية الإيرانية قد قال في قت سابق: إن الحوثيين تمكنوا من ضرب المنشآت النفطية في السعودية بعد أن زادوا بأنفسهم من مدى صواريخهم. بدوره انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال لقائه نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، البيان البريطاني الألماني الفرنسي، الذي يدعم واشنطن في تحميل طهران مسؤولية الهجوم على أرامكو السعودية. واعتبر روحاني أن الاتهامات الواردة في البيان المشترك البريطاني الألماني الفرنسي لا أساس لها من الصحة.
وأكد روحاني لماكرون ضرورة أن تحافظ الدول المتبقية في الاتفاق النووي، بما فيها فرنسا، على الاتفاق بعد الانسحاب الأميركي منه.
وصرحت الرئاسة الإيرانية بعد اللقاء أن ماكرون أكد ضرورة التعاون مع إيران كدولة مؤثرة في المنطقة، وعلى تعزيز العلاقات بين طهران وباريس.
وأضافت أن الرئيسين بحثا الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة والمبادرة الإيرانية لإحلال السلام والأمن في مياه الخليج ومضيق هرمز.
بدوره أعرب وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، عن رفضه لما جاء في البيان الثلاثي، الذي طالب طهران بالموافقة على محادثات جديدة مع القوى العالمية بشأن برامجها النووية والصاروخية وقضايا الأمن الإقليمي، وقال: «لن يكون هناك أي اتفاق جديد من دون الالتزام بالاتفاق النووي»، الذي تم توقيعه بين طهران ومجموعة الدول الكبرى «5+1» عام 2015.
ورأى ظريف في حوار مع شبكة تلفزيون «CBS” الأميركية أن السعودية لم تقدم أي أدلة على تورط إيران في الهجوم الذي استهدف موقعين لإنتاج وتكرير النفط في مناطقها الشرقية.
وكان الحوثيون أعلنوا أنهم استهدفوا الموقعين الحيويين التابعين لشركة أرامكو بـ 10 طائرات مسيرة، الأمر الذي ألحق بهما أضرارا فادحة، وقلص إنتاج المملكة النفطي لأكثر من النصف.
مساعٍ للوساطة
في الوقت نفسه رفض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساعي الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للوساطة بين الولايات المتحدة وإيران في النزاع القائم بين واشنطن وطهران.
وقال ترامب للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة : «نحن لا نحتاج إلى وسيط..هو (ماكرون) صديقي لكننا لا نبحث عن أي وسطاء». وأوضح الرئيس الأميركي أن جدول أعماله لا يشمل الاجتماع بالرئيس الإيراني، حسن روحاني، هذا الأسبوع، لكنه لم يستبعد الاجتماع به في نيويورك.
وبهذا الشأن أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، استعداد بلاده لعودة الولايات المتحدة إلى مشاورات سداسية بشأن الملف النووي، لكنه جدد عدم استعداد طهران للقاء ثنائي مع الأميركيين.
وخلال إفطار عمل أقيم للصحفيين قبيل افتتاح أعمال الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال ظريف: «لم نتسلم طلب لقاء (من الولايات المتحدة) هذه المرة، كما أننا أشرنا بوضوح إلى أن هذا الطلب بحد ذاته لن يفيد بشيء». وتابع: «هناك شروط معينة يجب تنفيذها وحينها سيكون ممكنا لقاء ضمن صيغة 5+1 (الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وألمانيا)، على أي مستوى، لكن ليس بصورة لقاء ثنائي».
مقترح جونسون
في المقابل رحب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بمقترح رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، لإبرام صفقة جديدة مع إيران بدل الاتفاق النووي الحالي. وقال ترامب، في تصريح أدلى به، خلال لقاء عقده في نيويورك مع رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، تعليقا على إعلان جونسون: «لهذا السبب هو فاز في الانتخابات، لهذا السبب هو من سيحقق النجاح في بريطانيا». وأضاف ترامب: «بوريس صديق قريب بالنسبة لي، وهو ذكي جدا، ويريد إبرام صفقة جديدة لأن الاتفاق القديم قريب من الانقضاء».
وصرح رئيس الوزراء البريطاني، في وقت سابق، في نيويورك، بأنه حان الوقت لإبرام صفقة جديدة مع إيران بدل الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يمر بأزمة عميقة إثر انسحاب الولايات المتحدة منه في 8 آيار 2018. في الوقت نفسه أعلن المبعوث الأميركي للشأن الإيراني، برايان هوك، أن الولايات المتحدة تسعى إلى حوض مفاوضات شاملة مع إيران، تشمل الملف الصاروخي وفي كلمة ألقاها في مقر منظمة «المجتمع الآسيوي» غير الحكومية في نيويورك، قال هوك: «الولايات المتحدة تريد حوارا شاملة مع إيران يشمل الصفقة النووية والبرنامج الصاروخي».
ودعا المبعوث الأميركي المجتمع الدولي إلى تشديد ضغوطه على السلطات الإيرانية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تواصل في فرض عقوبات على إيران بهدف تقويض قدرتها وذكر الدبلوماسي أن العقوبات الأميركية تفقد إيران قرابة 50 مليار دولار من عائداتها سنويا. مع ذلك، فقد جدد المبعوث الأميركي أن واشنطن لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران، بل تريد أن تغير طهران «سلوكه» حسب تعبيره.
حرب مغايرة
وبالرغم من تأكيدات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن مهمة الولايات المتحدة حاليا تجنب الحرب مع إيران إلا أنه وعلى ما يبدو لا يشمل الأمر توجيه «ضربات إلكترونية» لطهران.
ويكشف تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن أميركا تدرس سيناريوهات هجمات إلكترونية محتملة ضد إيران، لردع النظام الإيراني « حسب تعبيره
وتشير الصحيفة في تقريرها إلى أن المرحلة المقبلة ستشكل فترة اختبار لمعارك من نوع آخر لا يهم فيها عدد الجنود أو العتاد العسكري، إنما ستكون الغلبة فيها للمتسلحين بالتقنية التكنولوجية العالية.
وكانت الصحيفة قد كشفت في نهاية آب الماضي أن الولايات المتحدة شنت هجوما «سيبرانيا» على إيران قبل نحو ثلاثة أشهر واستطاعت تدمير معلومات مهمة كانت متوفرة لدى طهران.
ويرجح التقرير أن يذهب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخيار الهجمات الإلكترونية بينما لا يزال البنتاغون يدرس ما إذا كانت هذه الهجمات ستؤدي الغرض المطلوب منها ، إذ يتم بحث خيارات ضربة سيبرانية تتسبب في إيقاف منشآت نفطية إيرانية عن العمل.
ويؤكد التقرير أن الولايات المتحدة استخدمت الهجمات الإلكترونية ثلاث مرات على الأقل ضمن عمليات استهدفت وقف البرامج النووية والصاروخية الإيرانية، بينما قامت إيران أيضا بهجمات سيبرانية استهدفت أرامكو وبنوكا أميركية وحتى كازينوهات.
وتشبه الهجمات الإلكترونية «السيبرانية» إلى حد كبير العمليات السرية، إذ لا يعترف أي طرف بالقيام بها، وتتم من خلال تدمير أو حذف أو إعادة برمجة لبيانات ومعلومات تعطل عمل الطرف الأخر أو تجعله غير قادر على استخدام البيانات.
وكانت طهران اتهمت في عام 2010 في خضم أزمة برنامجها النووي، الولايات المتحدة وإسرائيل بمهاجمتها من خلال فيروس «ستوكسنت» الذي أصاب عدة آلاف من حواسيبها وأوقف عمل أجهزة طرد مركزي تستخدم في تخصيب اليورانيوم.
رد ايراني
في المقابل قال مسؤول عسكري إيراني إن الهجوم على إيران سيعود بالهزيمة على الأعداء، وذلك بعد أن تم اتهام بلاده بأنها وراء الهجوم على منشأتي نفط في السعودية.
وأكد المسؤول العسكري، أن «الأعداء الذين يحاولون مهاجمة إيران سيواجهون الهزيمة»، حسب وكالة «رويترز». وأشار رئيس أركان القوات المسلحة جنرال محمد باقري الى اننا: «قلنا للعدو مرارا إنه إذا وقع أي انتهاك بحق هذا البلد، فسيواجه مصير الطائرة المسيرة الأميركية والناقلة الإنجليزية».
وتابع: «ستكون نتيجة أي انتهاك بحق هذا البلد الأسر والهزيمة» على حد تعبيره.