في كتابه “ مرض السكري.. الوقاية منه والطرق العلاجية الحديثة للسيطرة الشاملة عليه” الصادر حديثا ببغداد عن مطابع شبكة الاعلام العراقي ، يتناول الطبيب الاستشاري ( د. عبد الاميرعبدالله الاشبال ) في عشرة فصول من خلال الدرس والتحليل كل مايتعلق بالسكري الذي بلغ عدد المصابين به نحو أكثر من 430 مليون شخص بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية ، مشيرا الى مضاعفات المرض الخطيرة المتمثلة بالامراض القلبية الوعائية وغيرها الكثير من المشكلات الصحية التي يتسببها هذا المرض الذي يصفه المؤلف في مقدمة مطبوعه بأنه مرض نقص المناعة المكتسبة للقرن الواحد والعشرين ، مؤكدا اهمية الحاجة الحقيقية لايجاد ستراتيجيات مستمرة لصحة المجتمع من اجل خفض تكاليف السكري وتوفير الرعاية المثلى للمصابين به .
أنماط وأعراض
يبحث الفصل الاول في تعريف المرض وانماطه واعراضه وعلامات هذا الداء الناتج عن خلل في افراز الانسولين او خلل في فعله ، مبينا اسبابه الوراثية والبيئية ونسبة انتشاره كمشكلة عامة وشاملة تواجه العالم بشكل يتفاقم يوما بعد اخر بمعدلات عالية ولافتة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مستعرضا بالدقة والتحليل العوامل الفاعلة في منشأ المرض وتطوره اذ يعزوها الى النقص النسبي في افراز الانسولين والانخفاض التدريجي في كتلة خلايا بيتا ووظيفتها ، فضلا عن ضعف حساسية الكبد والعضلات والانسجة الدهنية لفعل الانسولين الى جانب الخلل الوظيفي في الهرمونات المعوية المعروفة
بالانكريتينات .
اختبارات وتشخيص
وتناول الفصل الثاني الاختبارات والفحوصات التشخيصية للمرض مشيرا الى ابرزها وهو اختبار مستوى كلوكوز الدم وطرقه وجهاز الاختبار الخاص بالمريض والوسائل التكنولوجية الحديثة للمراقبة المستمرة لاختبار الكلوكوز في الادرار الى جانب الفحوصات السريرية والمختبرية والتقييمية عند الزيارة الاولى للمريض ،واختبار الدم عن البروتينات المتحدة مع الكلوكوز، وكذلك التحري عن اجسام الكيتون في الدم والادرار ،مختتما الفصل بالمبادئ الاساسية لاختبارات اللياقة الصحية للسياقة والتوظيف او التأمين
الصحي .
اما الفصل الثالث فقد بحث في مرض السكري النمط الثاني الصامت او غير المشخص وخطورته على الانسان وبداياته البطيئة وتطوراته اللاحقة والتسمم بالكلوكوز والاحماض الدهنية ، كما تناول الاجهاد البدني وعلاقته بالسكري ومرض الكبد الدهني غير الكحولي وصلتها مع المرض والمتناظرة الايضية وامراض القلب والاوعية الدموية .
محاور ذات صلة
ويتعرض الباحث في الفصل الرابع الى اهمية العلاج الشامل في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم وعلاج الامراض المصاحبة له ، والتأكيد على ذلك واثر العلاج في تخفيف شدة الامراض وتخفيض تكاليف الرعاية الصحية ومنع المضاعفات كالبدانة واضطراب الدهون في الدم والمحافظة على معدلات النمو الطبيعي للاطفال ، مؤكدا ضرورة التثقيف الصحي ودعم افراد العائلة والاصدقاء وجميع شرائح المجتمع ، كما دعا الى تجنب الافكار والمعتقدات الخاطئة المؤثرة سلبا لمرض السكري النمط الثاني منها السكري الخفيف والوقتي والسكري المقضى عليه ، وعدم الالتزام بالطعام الصحي لكون المريض يتناول الادوية الخافضة للكلوكوز ،و الا يساء استخدام الانسولين والانتباه الى اهمية تجنب المضاعفات الجانبية كالسمنة ونوبات هبوط
الكلوكوز .
وشمل الفصل الخامس ثلاثة محاور رئيسة للعلاج الشامل وهي ، العلاج المركز لفرط كلوكزالدم وارتفاع الضغط واضطراب شحوم الدم ، وموضوعات وثيقة الصلة بالعلاج الدوائي وغير الدوائي او الحمية الغذائية وزيادة اللياقة البدنية والحركة والتمارين ومخاطر ومحاذيرالتمارين وكيفية التعامل معها ، وعناصر المكونات الغذائية وانواع الاطعمة والمشروبات ودورها في التغذية الصحية وعلاقة ذلك بمرض السكري والامراض القلبية الوعائية .
علاجات مختلفة
وابرز المحاور التي نوقشت في الفصل السادس العلاج المركز والعلاج بالادوية الفموية ومضادات كلوكوز الدم وحبوب السلفونيل يوريا والثايا زولي دنديون و مفرزات الانسولين قصيرة الفعل ودواء الاكزيندين وادوية اخرى
عديدة .
واستعرض المؤلف في الفصلين السابع والثامن موضوعات مهمة منها، متابعة احكام العلاج للسكري في النمط الثاني وعلاجه المركب من عدة ادوية والتأثيرات الجانبية للانسولين في هذا النمط من الداء ، كما تناول الباحث العلاج غير الدوائي والادوية الخافضة للدهون واشتمل الفصل التاسع على محاور لاتقل اهمية عن سواها من بينها ،مضاعفات السكري الحادة ،فضلاعن جوانب اخرى بالغة الاهمية للمصابين بهذا المرض لم يغفلها الباحث نظرا لقيمتها العلمية والعملية او النظرية
الاجرائية.
مضاعفات مزمنة
وسلط الباحث في الفصل الاخير الضوء على المضاعفات المزمنة للسكري منها ، اعتلال شبكية العين والكلية والتأثيرات السلبية على صحة الدماغ والحالة النفسية والعقلية وعلاقة الكآبة والقلق النفسي بالمرض والمسببات الاخرى على الجلد و المفاصل والعظام والرئتين ومضار التدخين ذات المساس المباشر
بالسكري.
ان هذه الموسوعة الطبية التي جاءت بواقع 400 صفحة يمكن ان تعد مرجعا علميا لذوي الاختصاص الى جانب اهميتها الارشادية لمريض السكري.
