يعدُّ مستقبل العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمراً مثيراً للجدل بين أوساط المهنيين، إذ ينقسم الكثير من الناس حول ما قد يحمله المستقبل، خاصة عندما يتعلق بإدخال التقنيات الحديثة إلى بيئة العمل.
فكيف ستؤثر التقنيات الحديثة وفي الأخص تقنيات الذكاء الاصطناعي، على الوظائف؟ وما هي المهارات التي سيكون الطلب عليها أكثر؟ وكيف سيتأثر قطاع التوظيف بذلك؟.
وكشفت نتائج استبيان "مستقبل سوق العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" انه قد تكون هذه التغييرات مخيفة، لكن لا بدّ من حدوثها.
المهارات والمؤهلات
تفضل شركات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توظيف أشخاص ذوي مهارات شخصيَّة وتقنية جيدة، إذ تُظهر النتائج أنه بينما تعد المهارات الشخصية مثل إدارة الوقت (95 بالمئة) والعمل الجماعي (95 بالمئة) والتواصل (95 بالمئة) الأكثر أهمية اليوم. يعتقد أكثر من نصف المجيبين (51 بالمئة) أنَّ كلاً من المهارات التقنيَّة والشخصيَّة ستكون بالأهمية ذاتها بعد 10 سنوات من الآن، ومن ناحية أخرى يعتقد نحو 39 بالمئة أنَّ المهارات التقنيَّة ستصبح أكثر أهمية. وتركز الشركات في المنطقة على توظيف الكفاءات والاحتفاظ بها بشكل ستراتيجي، ووفقاً للمجيبين، ستظل مهارات إدارة الوقت (92 بالمئة) والعمل الجماعي (90 بالمئة) والتواصل (91 بالمئة) من أهم المهارات خلال السنوات الـ10 المقبلة، تليها مهارات الكمبيوتر (90 بالمئة) والتفكير الإبداعي (87 بالمئة) والمهارات المتعلقة بالوظيفة (86 بالمئة) وإدارة الأفراد (87 بالمئة) والقدرة على التكيف (86 بالمئة).
وخلال عملية التوظيف، تعدُّ الخبرة العمليَّة (87 بالمئة) وتصميم السيرة الذاتية (83 بالمئة) أهم العوامل في العثور على أشخاص مؤهلين، كما يلعبُ التخصصُ الأكاديمي والتنوع والملاءمة الثقافية دوراً رئيساً في قرارات التوظيف.
وقال المجيبون في الاستبيان إنَّ الخبرة العمليَّة (85 بالمئة) ستظل أهم عامل يؤثر في قرارات التوظيف خلال العشر سنوات المقبلة، وسيكون التخصص الأكاديمي في المرتبة الثانية (80 بالمئة)، يليه تصميم السيرة الذاتية (79 بالمئة).
مستقبل الوظائف
ستستخدم شركات المستقبل التكنولوجيا بشكل متزايد لتصميم منتجات وخدمات وتجارب استثنائيَّة كانت مستحيلة في السابق. ونظراً لدور التكنولوجيا في زيادة وتحسين فرص العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعتقدُ 85 بالمئة من المجيبين أنه من المحتمل أنْ يزداد الطلب على مهندسي البرمجيات خلال السنوات الـ10 المقبلة، إلى جانب ارتفاع الطلب على المدراء الإداريين ومدراء المشاريع ومسؤولي الأنظمة والمصممين.
مصير التوظيف
في ما يتعلق بجذب الكفاءات المناسبة والاحتفاظ بها، يوافق 93 بالمئة من خبراء التوظيف على أنَّ مواقع التوظيف عبر الإنترنت والمنصات المهنيَّة ستكون أدوات التوظيف الأكثر شعبيَّة خلال السنوات الـ10 المقبلة.
ومن المتوقع أنْ تتسارع وتيرة التغيير على نحو مستمر، إذ يعتقد 7 من كل 10 خبراء توظيف أنَّ تتغير عملية التوظيف خلال السنوات العشر المقبلة، ويوافق 87 بالمئة من المجيبين على أنَّ تسويق الشركة كأفضل مكان للعمل وتحسين سمعتها سيكون ضرورياً لجذب الكفاءات.
ومقارنة بالطرق التقليديَّة، يعلق خبراء التوظيف آمالاً كبيرة على الذكاء الاصطناعي في التوظيف، إذ يوافق 86 بالمئة من خبراء التوظيف على انخفاض وقت الرد على المرشّحين باستخدام أنظمة تتبع طلبات المتقدمين، ويشير 82 بالمئة منهم إلى أنَّ مستقبل التوظيف سيعتمدُ أكثر على الأتمتة والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.