الآن وقد انتهت زيارة العمل الى الصين بوفد رفيع المستوى قوامه نصف الأجهزة التنفيذيَّة تقريباً بقيادة دولة رئيس الوزراء، وانطوت الزيارة على توقيع ثماني اتفاقيات ومذكرات تفاهم.
ما هي المؤشرات لنتائج هذه الزيارة؟
فقط للتذكير كنت قد دعوت في مقالي للأحد المنصرم والذي حمل عنوان (الصين خياراً أمثل للشراكة).
حسناً نعود لنتائج الزيارة فقد جاءت هذه الزيارة لتكون مادة دسمة استقطبت كتاب الرأي والاقتصاد وألفتُ الى مقال الزميل حسين التميمي كانت أحد أبرزها وهذه حالة صحيَّة لتقويم أداء الحكومة الاقتصادي.
أبرز المؤشرات التي دللت على نجاح مهمة الوفد العراقي الى الصين انها أفضت الى توقيع أربعة تعاقدات غاية في الأهمية، في مقدمتها قطاع الكهرباء وهذا بيت قصيدي (تذكيري بمقالي المنصرم).
وفي مقابل ذلك رشح عن زيارة العمل أيضاً توقيع أربع مذكرات تفاهم تأتي أهميتها بالدرجة الثانية لعدم جدواها، ذلك أنَّ عشرات مذكرات التفاهم بين الدول لا قيمة لها ومركونة في رفوف وارشيف الوزارات غير أنها لا تضر وقد تسهم أحياناً في تحقيق اتفاقات مستقبليَّة ليس إلا.
نعود لثمرة نجاح الوفد العراقي في تعاقداتها الأربعة التي يعول عليها فيما لو دعمت بإرادة موحدة من دون تدخلات وتقاطعات، إذ ستأتي ثمارها قريباً لقدرة الصين على سرعة التنفيذ ومتانته.
ففي اتفاقية قطاع الكهرباء - وهي الأهم مرحلياً - سيتلمسُ العراقيون جدوى الشراكة الصينيَّة، إذ سيسهم العقد الأول في نهوض العراق بسرعة وبجميع مشاريعه الأخرى.
ومع هذا النجاح نعتقد أنَّ الحاجة تقتضي توسيع التعاقدات في مجال الكهرباء، لأنها قليلة قياساً بحاجة البلد لها، ولأهميتها في حل أزمات القطاعات الإنتاجيَّة والخدميَّة ايضاً.
من الناحية الأخرى قرأنا في النتائج التوجه الجاد لإقامة وإنشاء المدن الصناعيَّة التي لها أهمية موازية ومكملة لقطاع الكهرباء لإنعاش الاقتصاد.
ولكنْ لدي تحفظٌ على طبيعة عرض الوزارة للمدن الصناعيَّة سأتناوله في مقال لاحق، فقط للتوضيح نقترحُ على الحكومة أنْ تولي الاهتمام عند توقيع التعاقد، لإنشاء مدينة صينيَّة حرة اقتصاديَّة في المنفذ البحري العراقي، لأهمية هذا المشروع مستقبلاً بإحياء مشروع الجسر العائم والميناء العميق، فكم هي كبيرة تجربة الصين في إنشاء هذه المرافق الحيويَّة والتي ستسهم في إرجاع الاقتصاد العراقي لاحتلال الصدارة بين الاقتصادات القويَّة، وسيكون بنية تحتيَّة متينة للتواصل مع مستقبل طريق الحرير والحزام الأخضر.
خلاصة القراءة إنَّ العراق مقبلٌ على نهضة اقتصاديَّة ترقى الى قيمته وقدراته وثرواته التي تحتاج الى إدارة رشيدة وصبورة وحكيمة لمواجهة التحديات.. نراقب لنرى مدى جدية التطبيق للاتفاقيات الرائعة.. وكما العادة متفائلون دائماً بأنَّ الانفراج آتٍ لا ريب.