ناقش عدد من خبراء الاقتصاد والسياحة ومنظمة giz العالمية سبل تطوير الواقع السياحي، وجعله رافداً دائماً للموازنة العامة، بعد ان اشرت التقديرات بلوغ السياحة الوافدة حاجز الـ 5 ملايين سائح.
المختص بالشأن السياحي علي المخزومي قال: ان "الاهتمام بالواقع السياحي امر في غاية الأهمية، ويحقق منافع اقتصادية كبرى للبلاد".
لافتاً الى ان "العراق استقبل خلال العام الماضي 5 ملايين سائح ،80 بالمئة منهم قصدوا السياحة الدينية و15 بالمئة منهم اتجهوا صوب الآثار و5 بالمئة أعمال، بالمقابل اتجه قرابة الـ7 ملايين عراقي للسياحة الخارجية خلال العام 2017 وتركزت باتجاه تركيا ،إيران، لبنان ،مصر ،أذربيجان ودول آسيا بحسب منظمات متخصصة".
إدارة فاعلة
وأضاف المخزومي ان "تطوير واقع السياحة في البلاد يتطلب خلق بنى تحتية في جميع مناطق تواجد السياحة بأنواعها الآثارية والدينية والطبية والترفيهية، وهنا لابد من خطة للنهوض بالواقع السياحي، تتزامن مع وجود إدارة فاعلة لهذا القطاع الحيوي".
مشيراً الى ان "السياحة الداخلية بلغت مليوناً و250 الفاًفي الأهوار و٣٦ الفاً لمناطق أخرى".
مراكز استقبال
ولفت الى ان "البنى التحتية للقطاع السياحي
تتمثل بوجود شوارع معبدة وباصات سياحية وفنادق، فضلاً عن وجود كوادر
متخصصة بالشأن السياحي، وهذه جميعها تمثل عناصر جذب سياحي"، مشيراً الى
"ضرورة ان يتم إنشاء مراكز تستقبل السائح في المناطق السياحية على غرار ما متوفر في دول العالم".
وبين "أهمية تطوير واقع النظام الداخلي لرابطة السياحة والسفر والوقوف عند قانون هيئة السياحة رقم (14) لسنة 1994 بالشكل الذي يعزز واقع العمل ويجذب الاستثمارات الكبرى في هذا القطاع الحيوي".
بنى تحتية
وعرج المخزومي على تجربة باكستان في الميدان السياحي، حيث عملت على تنظيم مؤتمر عالمي، ثم دعت كبريات الشركات السياحية والقائمين عليها، ورجال الأعمال المختصين بالشأن السياحي، ونظمت جولات ميدانية لجميع الحضور الى المناطق السياحية، ثم عملت على خلق بنى تحتية جاذبة للسياح والاستثمارات، وصولاً الى صنع واقع سياحي متطور جاذب للملايين سنوياً ويحقق ايرادات عالية للموازنة".
ونبه الى ان "توظيف الدفع الالكتروني في اداء القطاع السياحي مهم، فضلاً عن الإفادة من زيادة الأعمال وإنشاء حاضنة أعمال متخصصة بهذا القطاع، كما ركز على ضرورة عمل مبادرة سياحية داعمة لهذا المفصل".
الجانب السياحي
اما مدير عام المجاميع السياحية في هيئة السياحة محمد العبيدي فقال: ان "العراق ما زال فقير في الجانب السياحي بسبب الظروف التي مر بها البلد منذ عقود".لافتاً الى ان "الفترة المقبلة ستشهد اهتماماً في هذا المفصل الاقتصادي المهم". وأكد ان "القطاع السياحي لابد ان يكون منفصلاً عن القطاع العام، وهنا يمكن الإفادة من التجارب العالمية في هذا الشأن المهم، لاسيما ان المورد السياحي يمتاز بالديمومة وهذا امر إيجابي للاقتصاد الوطني".
شراكات ثنائية
بدوره اكد عضو منتدى بغداد الاقتصادي غسان التميمي ان "العراق يمكن ان يكون قبلة سياحية مهمة في المنطقة، وهذا ينبع من امتلاك البلد لجميع أنواع السياحات وهذا ينفرد به البلد عن سواه من بلدان العالم، الأمر الذي يتطلب ان تكون لنا شراكات ثنائية مع الشركات السياحية العالمية المتخصصة، والعمل على التفويج المتبادل للسياح، وكذلك عمل حملات ترويجية للمواقع السياحية الآثارية التي تهم نسبة كبيرة من سكان العالم".
واقترح ان يتم إنشاء مراكز متخصصة لتأهيل الموارد البشرية المتخصصة بالشأن السياحي، لتكون قادرة على إدارة هذا المفصل المهم".