الاستعداد لحرب الطائرات المسيرة

بانوراما 2019/10/13
...

بروك كروذرز  ترجمة: مي اسماعيل
 
تتحدث تقارير لمراكز بحوث مختلفة عن إن الهجوم على منشآت النفط السعودية "أرامكو" الذي وقع اواسط الشهر الماضي سيتسبب بزيادة كبيرة في تجهيز معدات وعتاد حماية أمن الاجواء والحدود؛ بحسب ما يراه تقرير نشرته مؤسسة "ماركت آي أج أس- IHS Markit" (وهي من المؤسسات العالمية المزودة للمعلومات ومقرها لندن، تم تشكيلها سنة 2016 بدمج مؤسستي "IHS Inc" و"Markit Ltd." - المترجمة). 
يؤكد التقرير أن الحاجة لمعرفة أماكن وجود الطائرات المسيرة "درون- drone" طيلة الوقت يفرض واقعا جديدا؛ وإذ يجب تتبع الطائرات المسيرة "البريئة"؛ فإن النوع "المهاجم" منها هو الذي يجب ايقافه. 
يقول "أوليفر فيليبو" المحلل ضمن مؤسسة "IHS Markit": "إن الهجوم بالطائرات المسيرة أمر أقل كلفة وأسهل تدبيرا نسبيا من الطائرات الاعتيادية؛ لكن الضرر الذي يحدثه يمكن أن يكون كبيرا، وإن نظام حماية الحدود الكفوء الذي يتجاهل الخطر المحتمل للطائرات ذات النوايا القتالية هو نظام يفتقر لأكثر من نصف كفاءته".  لقد كشف الهجوم الأخير على منشآت النفط السعودية "أرامكو" (وهي الأكبر هناك) مدى ضعف أي منشأة كبيرة وكونها هدفا مكشوفا أمام هجمات الطائرات المسيرة عن بُعد.
وتعتبر منشآت أرامكو التي تعرضت للهجوم جزءا من منطقة ليست محمية بشكل كافٍ من دفاعات القوات الجوية السعودية (كما أسلف موقع "فوكس نيوز" الأميركي)؛ كما أن نظام دفاع "باتريوت" الصاروخي الأميركي لا يوفر تغطية بمقدار 360 درجة (طبقا لنفس المصدر). 
 
تقنيات تواجه المتغيرات
يقول تقرير مؤسسة "IHS Markit" أن صواريخ كروز وطائرات مسيرة ايرانية اشتركتا معا بتنفيذ هجوم أرامكو، وأن هجمات معقدة التنفيذ بهذا الشكل ستقود الى ارتفاع كبير (يزيد على سبعمئة مليون دولار) في الطلب العالمي على معدات وعتاد حماية أمن الاجواء والحدود، ومن أمثلتها- أنظمة (C-UAS) الجوية  المضادة للطائرات. تتطلب أنظمة الأمن الحديثة نهجا متعدد المستويات، يتماشى مع تطور تقنيات الطائرات المسيرة؛ وفقا لمؤسسة "دي درون - Dedrone" التي تبني أنظمة دفاعية ضد هجمات تلك الطائرات. تقدم مؤسسة "دي درون" أنظمة تجمع معلومات المتحسسات وتستخدمها لتصنيف الطائرات المسيرة، ومعها واجهات استخدام "interface" تستند على شبكات الانترنت تُظهر التهديدات المحتملة ومسارات الطائرات وفق التوقيت الحقيقي، وتوثق الأدلة الجنائية؛ مثل: تسجيلات فيديوية وغيرها. 
بدأت شركات الأنظمة الدفاعية المتطورة الأخرى بالاعلان عن أنظمة مضادة للطائرات المسيرة؛ وأسست بعضها شراكات لتوفير نظام متكامل للكشف عن الطائرة وتحييدها مناسب للمؤسسات العسكرية والمدنية معا. يؤكد أحد مهندسي تلك الأنظمة انه رغم الاعلان عن أنظمة مضادة للطائرات المسيرة (تشمل الصواريخ والليزر وأجهزة الميكروويف عالية الطاقة؛ مازال على السلطات المختصة توفير أنظمة يمكنها اعتراض وايقاف الطائرات المسيرة في الأماكن التي لا يكون اسقاطها فيها آمنا. 
ويمضي تقرير "IHS Markit" ليؤكد ان أنظمة حماية الحدود يجب أن تستخدم كما متنوعا من التقنيات؛ منها- الحرارية والمتحسسات والرادارات الأرضية وتكنولوجيا للكشف عن الطائرات المسيرة. لكن التشريعات واللوائح تبقى أحد اهم التحديات التي تعترض مثل تلك البحوث، وتعيق نمو سوق أنظمة الحماية ضد الطائرات المسيرة.  
أخيرا، يقول "فيليبو" محلل مؤسسة "IHS Markit": "لا يجب أن ننسى أن صناعة نظم الأمن عبارة عن سوق تقود توجهاته الأحداث، وإن الأحداث الراهنة التي يشهدها العالم سيكون لها أثر هائل".