باسم عبد الحميد حمودي
للنذور في كربلاء هالة خاصة مبنية على وقائع وبراهين متداولة ومعروفة شعبيا ونحن نستعين هنا بالفصل الخاص الذي عقده الاستاذ الباحث علي الفتال في كتابه( التواصل في تراثنا الشعبي –كربلاء نموذجا) تحت عنوان(في النذور والقرابين) لنتحدث عن النذر كشعيرة دينية شعبية وتمثلاتها المعروفة. يقول الفتال : إن شعبنا ليس هو الوحيد في عقد النذور والقرابين,وهو دقيق بما يقول ,ذلك لأن الانسان عبر التاريخ بحاجة الى القوى الأسمى والأقوى التي تنجده في شدته وتساعده في محنته ,ولكل شعب طقوسه وتاريخه النذري. ويشير الفتال بداية الى المعتقد الشعبي بشارات الامام العباس بن علي عليهما السلام,متمثلة بقدرة ألأمام على أعطاء المراد في النذر وانزال العقاب بمن يستحق.
يتجه الناس الى المرقد المقدس لطلب الحاجات من الامام الشهيد كشفاء المرضى وايجاد السارق وقضاء حاجة ملحة وهو لذلك ينذرون نذورهم التي يفون بها عند تحققها,ومن أنواع النذورهنا :
الذبائح
يقتاد المنذر الذبيحة المنذورة الى صحن الأمام (ويتركها في الصحن ليأتي أحد خدم الروضة فيأخذها بوصفه واسطة لنقلها,أو يذبحها عند باب الصحن ويوزع لحمها على الفقراء,أو يذبحها في داره ويوزع لحمها على الجيران والأقارب والمعارف أو يجعل منها طعاما يدعو اليه الناس فيأكلون ويطلبون هم بدورهم المراد) والفتال يشير هنا الى موضوع التضحية بالحيوان عبر التاريخ الأنساني.
تسليب الطفل
ويتم ذلك من قبل المرأة التي ولد لها طفل بعد صعوبة انجاب فتشتري له ذهبا على قدر طاقها وتزين الطفل به وتأخذه الى الصحن الشريف,وهناك تخلع ذهب ولدها وتطوف به الضريح ثم تعطيه الى خادم الضريح باعتباره قام بسلبها بعد الأتفاق معه على أرجاعه أحيانا وفق مبلغ معلوم أو تترك الذهب فائزة بولدها المنذور
الواهلية
والواهلية مجموعة حلوى وكرزات,تأتي بها الناذرة التي حصلت على مرادها الى الصحن العباسي الشريف وتنثرها على رؤوس الناس وهي تزغرد وتنشد( واهلية ..واهلية..قبة العباس بيضة ومبنية)
خبز العباس
وهو نذر يوزع في كل مدينة وقرية في العراق ويتكون من رغيف خبز يوضع فيه الكراث (مع الجبن احيانا ) ويوزع على الجيران ايذانا بالوفاء بنذر نذرته أم البيت ولا تختص به مدينة محددة
شاي العباس
وهو نذر عام لايخص كربلاء وحدها بل يختص به الامام الشهيد عليه السلام الذي باسمه دعت الناذرة قريباتها وجاراتها الى حفل منزلي يوزع في الشاي والكعك وكل من تنال حصتها من الجالسات تنذر للعباس عليه السلام نذرها الخاص
قراية العباس
طقس ديني خاص ترتدي فيه النساء المدعوات السواد وتقوم الملاية الناعية بقراءة مقتل الحسين عليه السلام أو جزء منها وتأتي المرأة الناذرة بـ(قندون) من السكر-(وهو مستطيل خاص من السكر له شكل مخروطي ) أو سكر مكعبات يقرأ عليه أو تقرأ عليه الملاية حديث الكساء وهو ينفخ على الآنية بين حين وآخر خاشعا,ثم توزع المحتويات على الجالسات لطلب المراد
رسائل الى الامام العباس
يقوم طالب الحاجة بكتابة رسالة الى الأمام الشهيد تستعطفه في أمر ويرجوه أن يتوسل له الخالق الأعظم لتحقيق طموحه ويقابله نذر معلوم,ثم توضع الرسالة في شباك الأمام عليه السلام من انواع الضراعات والممارسات النذرية الاعتقادية موضوعة الحلف بالعباس لمن أتهم بالقتل أو السرقة أمام الناس التاهمين واقارب المتهمين ومن حلف فلا أثم عليه بعد هذا, ولهذه الممارسة طقس
نذري مهيب .
نذر طبيخ الحسين(ع)
اشهر أطعمة عاشوراء هي التمن والقيمة التي توزع في المواكب الحسينية.ويقوم الرجال بتقليب محتويات القدور الضخمة طيلة الليل حتى تستوي الاطعمة التي توزع طيلة مراسيم عاشوراء.
وهناك من الاسر من تنذر هذا الطعام في يوم معلوم من الايام الاربعين في جميع مدن وقرى العراق وفي كريلاء ذاتها ,ويشارك الاسرة جيران وأصدقاء يسهمون ماليا وسنويا في شراء البقوليات واللحوم التي تعد للطعام باعتبارها عادة لاتنقطع تبركا بالسلالة النبوية الكريمة وطلبا لنذر أو تحقيقا له