رضا المحمداوي
ستمضي بعيداً عن العيونْ
تبحثُ عن مَوْجةِ يقينٍ
في نهرِ القلقِ
وهو يمضي إلى البعيد ...
كيفَ ستمضي بعيداً
وأنتَ وحدَكَ
مع هذهِ المخاوفِ ...
... والهواجسِ ...
......... والظنونْ ؟
والريحُ العاويةُ
تمضي - هي الأخرى -
دونَ أن تدلَّكَ
على مفازاتِ الهروب
والشمسُ التي تبغي
تهربُ ...
تبحثُ عن ملجأ لها
من هذا الظلامْ
تُرى...
كيفَ ستكونُ الأحلامْ ؟
وأنتَ تمضي وحدَكَ
في الطريق إلى حقل السنابل
والمُشتهى صعبٌ
وليسَ للقلبِ من أغنية ٍ
في هذا الصباحْ
.....
..... هذا الصباح
إِمتلأتْ رئتاهُ بالدخان
إِمتلأتْ البيوتُ
إِمتلأَ المكانُ ...
.... بالسخامْ
في مرآةِ الخيبةِ والانكسار
أرى وجهي دونما حاجةٍ
للسؤال ...
فالملامحُ ذاويةٌ
والشفاهُ ذابّلةٌ
والعيون عمياء
أَعبرُ عَتَبَة داري
وأسألُ اللهَ
أنْ يأخذَني إِلى المَسّرة
فتنمو على كل خطوةٍ مني
جَمّرةٌ متقدةٌ
وتَشّبُ نارُ قلقٍ
لا يستكين
فيحترقُ الطريق
ولا يبقى سوى الدخان
تنعدمُ الرؤيةُ
وأنا بينهما أعمى
يُفتش ُ في الظلام ِ
عَن الظلامْ
فكيفَ ستولدُ أقمارٌ
لتدَّلني على ترف ِ الأماني ..
... والأغاني
وتغمَرني بالضياء
مَللتُ من دوّامةِ الحياة
وملّتْ أصابعي من البحث
في المواسم والفصول
عن خلايا توقفُ ما أشتهي
وتلجُمُ ما يركضُ في رأسي
من خيول
سأحملُ صخرتي الصّماء وحدي
وأمضي بعيداً ....
عن كل العيون ْ