في تحولات العادة الشعبية

ثقافة شعبية 2019/10/27
...

     باسم عبد الحميد حمودي
 
 قديما  وفي خمسينيات القرن الماضي كانت بغداد القديمة قليلة الاحياء البعيدة كانت تنحصر بين الكرخ والرصافة، الكرخ من الجعيفر الى نهاية كرادة مريم  والرصافة بين الكرادة والأعظمية وصولا الى الكاظمية.
ليس هذا محور حديثنا بل البحث داخل العقود الضيقة داخل المحلات  حيث كانت البيوت متجاورة تماما و(التيغة ) في السطح تجاور (تيغة ) الجيران، وفي الصيف يصعد الجميع على السطح  للنوم .
و(فولكلور  السطوح ) القديم ببغداد والمحافظات والاقضية المزدهرة وما يتبعها فولكلور خاص ،وأقصد بهذا عادات خاصة منها:
-كلة رب البيت
الشربة(التنكة ) الموضوعة على   التيغة-
-الاسرّة المكونة من الجريد
- الرقية الموضوعة على السطح للتبريد 
يتبع ذلك وقوف النسوة والفتيات خلسة عند الجدران الواطئة الفاصلة بين بيت وبيت للحديث والحوار بين الواقفات قبيل مجيء الرجال من المقهى والشباب من الشوارع، يتبع ذلك (الكحة ) الرسمية المفتعلة عند دخول الدار ايذانا بوصوله لينقطع حوار النسوة في السطوح وتبدأ مراسم تجهيز العشاء واصعاد ( الصواني ) الى السطح.
 كل ذلك زال واختفى  وصار حلما أن ينام الأنسان على السطح الأ من أحتمل حر الصيف ولا نقول برد الشتاء,وصار التلفاز بديلا للكثير من المجالس والمقاهي ...عدا من أعتاد ولم يغير عادته.
رقية السطح اختفت وكذلك الدورق الخزفي (الشربة –التنكة –المشربية).كما أن الجدران الفاصلة بين الجيران تعملقت وصارت مغلفة بالسمنت وذهبت أو شفت تلك الطباع الجميلة وعادات وتصرفات السطوح القديمة، وحلت الغرف  المزدحمة بألعاب الأنترنت بديلا، وصار الحوار بين الأسرة داخل سهرة الليل يتم عبر الشاشة الأصغر من التلفزيون.. شاشة الهاتف النقال ذي الكاميرات المتعددة، وصار العالم أكثر وحشة وشحوبا حيث طغت النوازع والأرادة الفردية على عادة حوار الأسرة الشامل، ولكل زمان عاداته.