ترجمة: انيس الصفار
يعتزمُ خبير كبير في مجلس الأمن القومي للشؤون الأوكرانية أن يشهد أمام الكونغرس يوم الثلاثاء بأن المكالمة الهاتفية التي جرت بين “دونالد ترامب” والزعيم الأوكراني “فولوديمير زيلنسكي” في شهر تموز الماضي قد جعلته يطلق جرس إنذار داخلي بشأن وجود شبهة انحراف في السياسة الخارجية للولايات المتحدة مصدرها البيت الأبيض.
الشهادة المنتظرة التي سيدلي بها أمام محققي الكونغرس المقدم “الكساندر فندمان”، وهو ضابط عسكري سبق أن كُرِّمَ بوسام القلب البنفسجي إثر إصابته بجروح جرّاء انفجار قنبلة مزروعة على الطريق في العراق، قد يكون لها وقع ثقيل على تحقيقات العزل الجارية ضد ترامب.
نشرت شبكة “سي أن أن” شهادة فندمان الافتتاحية المزمعة التي قال فيها إنّه أحسَّ بوجود انحراف صادم في سياسة الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا، في وقت متأخر من يوم الاثنين كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقتطفات منها.
تشير المقتطفات إلى أنّ فندمان الذي قرر الإدلاء بشهادته رغم الأمر الذي وجّهه إليه البيت الأبيض بالتزام الصمت، على استعداد لتعزيز ما ورد في شهادة سابقة تدين إدارة ترامب بشنّ حملة ضغط على أوكرانيا للكشف عن تحقيق يتعلق بـ “جو بايدن” مقابل مساعدات عسكرية وزيارة محتملة للبيت الأبيض ايضاً.
جاء في تصريح فندمان، كما ورد في صحيفة نيويورك تايمز: “رأيت أنّ من غير المناسب مطالبة حكومة أجنبية بإجراء تحقيق في شأن يخص مواطناً أميركياً، وقد شعرت بالقلق من تداعيات ذلك على دعم الحكومة الأميركية لأوكرانيا. أدركت أن أوكرانيا، إذا ما واصلت التحقيق في شؤون بايدن وبوريسما، فإن الأمر قد يمكن تفسيره بأنه تلاعب من جانب الحزب، والنتيجة المترتبة على هذا بلا شك ستكون فقدان أوكرانيا دعم الحزبين لها الذي كانت تتمتع به حتى الآن”.
بوريسما هي شركة غاز يشغل “هانتر بايدن” نجل نائب الرئيس السابق مقعداً في مجلس إدارتها منذ خمس سنوات.
أنكر البيت الأبيض وجود مثل هذه المحاولة لتبادل الخدمات مع أوكرانيا، ولكن أمام تراكم الأدلة التي تثبت العكس بدأ المدافعون عن ترامب يحتجون بأن سلوك الرئيس لا يرقى إلى مستوى المطالبة بعزله.
يعتزم فندمان، وهو أميركي مهاجر من أصل أوكراني يشغل حالياً منصب مدير الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي، الإشارة في شهادته إلى أنه سبق أن أطلق إنذاراً داخلياً بشأن وجود شبهات تحوم حول سياسة الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا. وقد أوحى في بيانه الافتتاحي بأنه ربما يكون أحد المصادر التي اعتمد عليها تقرير المبلغين عن البيت الأبيض، وهو التقرير الذي أثار قضية فتح التحقيق بقصد العزل.
بخصوص مكالمة 25 تموز بين ترامب وزيلنسكي يعتزم فندمان القول: “هذا أمر من شأنه تقويض الأمن القومي للولايات المتحدة”. ثم يمضي تقرير صحيفة نيويورك تايمز فينسب إلى فندمان قوله: “إنني رجل وطني يملي علي واجبي المقدس وشرفي أن أتقدم للدفاع عن وطننا بغض النظر عن الحزب أو السياسة. لقد أوصلت مخاوف معينة راودتني إلى مسؤولي الأمن القومي داخلياً في ما بيننا انسجاماً مع خبرتي التي تمتد عقوداً وتدريبي المهني وشعوري بواجبي والتزامي بالعمل ضمن سلسلة الأوامر”.
تماشياً مع الشهادة السابقة التي أدلى بها مسؤولون حاليون وسابقون، كان من بينهم الدبلوماسي “وليام تايلر” وخبيرة الشؤون الروسية “فايونا هل”، ينوي فندمان أن يشهد بأنه يشعر بالقلق أيضاً من الدور الذي يلعبه “رودي جولياني”، وهو المحامي الشخصي للرئيس ترامب الذي كان يتلقى مبالغ مالية من جهات غير واضحة المعالم في أوكرانيا، في صياغة سياسة الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا.
يعتزم فندمان أيضاً تكذيب ما أفاد به سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي “غوردون سوندلاند”، الذي عاد إلى “كابيتول هل” يوم الاثنين الماضي مع فريق محاميه لأجل ما قيل إنه “مراجعة” شهادته التي أدلى بها قبل
أسبوعين.
أفادت التقارير بأن سوندلاند، وهو مسؤول فندق ومتبرع كبير لحملة ترامب ولكنه ليس دبلوماسياً، قد قلل في شهادته مع محققي قضية العزل من أهمية دوره في إفهام الأوكرانيين بما يطلبه ترامب منهم مقابل تقديم المساعدات العسكرية لهم.
كذلك أصيب فندمان بالصدمة، على حد تعبيره، إذ علم بوجود صلة بين تقديم المساعدات مقابل الحصول على خدمات سياسية، لذلك قرر الإدلاء بإفادته وقد واجه سوندلاند يوم تحدث الأخير في لقاء في البيت الأبيض عن “تكفل أوكرانيا بإجراء تحقيقات معينة لضمان إجراء لقاء مع الرئيس
الأميركي”.
توم مكارثي/عن صحيفة الغارديان