سيطر تقرير الوظائف الأميركي على المشهد في ساحة الأسواق العالمية بتعاملات نهاية الاسبوع، إضافة للإفصاح عن عدد من البيانات الاقتصادية الخاصة بالأداء الصناعي مع تطورات إيجابية في الشأن التجاري. وتضمن تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة العديد من الأرقام بالإضافة لإشارات حول قوة سوق العمل ما يقلل الضغوط على الفيدرالي لخفض الفائدة.
زيادة الوظائف
أظهرت البيانات الحكومية أن سوق العمل الأميركي شهد إضافة 128 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي وهو ما يتجاوز التوقعات البالغة 90 ألف وظيفة.
وفي علامة إيجابية، تم تعديل قراءة شهري آب وأيلول بالرفع بنحو 95 ألف وظيفة في المجمل من بينهم 44 ألف وظيفة فقط في الشهر الأخير.
كما أن معدل البطالة في الولايات المتحدة ارتفع من 3.5 إلى 3.6 بالمئة خلال تشرين الأول لكنه مع ذلك لا يزال قرب أدنى مستوياته في 50 عاماً.
وبالنظر إلى أجور العاملين، فشهدت زيادة خلال الشهر المنصرم لكنها جاءت بوتيرة تقل عن تقديرات المحللين وذلك على أساس شهري لكنها نمت بوتيرة ثابتة على أساس سنوي.
وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأداء الولايات المتحدة بعد تقرير الوظائف معتبراً أن الاقتصاد كان سيضيف 303 آلاف وظيفة مع استبعاد أثر المراجعات وإضرابات جنرال موتورز.
ويدعم تقرير الوظائف إشارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن وقف عمليات خفض معدلات الفائدة والتي تضمنها بيان السياسة النقدية الأخير بعد الخفض الثالث في الفائدة.
بيانات وأرقام
صاحبَ إصدار تقرير الوظائف إعلان بيانات اقتصادية أخرى تتعلق بالنشاط الصناعي في مختلف دول العالم بالإضافة لأرقام الإنفاق على البناء الأميركي.
وأظهرت بيانات معهد الإمدادات الأميركي "آي.إس.إن" أن النشاط الصناعي في الولايات المتحدة ارتفع في الشهر الماضي بأقل من المتوقع لكنه مع ذلك داخل نطاق الانكماش.
كما أن نشاط المصانع في اليابان انكمش لأدنى مستوى في 3 سنوات خلال الشهر الماضي مع ضعف الاقتصاد، لكن وزير المالية في البلاد لا يجد ضرورة لتبني إجراءات تحفيزية.
لكن في المقابل سجل النشاط الصناعي في المملكة المتحدة أفضل أداء شهري بـ6 أشهر، كما جاء أداء القطاع الصناعي في الصين هو الأعلى منذ شباط 2017.
وبالنسبة للإنفاق على البناء في الولايات المتحدة، فارتفع بوتيرة تتجاوز التوقعات في شهر أيلول الماضي مع زيادة الإنشاءات العامة.
وبالنظر إلى أرقام مبيعات التجزئة في هونغ كونغ، فسجلت أكبر وتيرة تراجع في 21 عاماً خلال أيلول الماضي وسط استمرار التظاهرات.
أداء الأسواق
ألقى تقرير الوظائف بظلاله على الأسواق كافة سواء تلك الخطرة أو الآمنة، لتكون هناك تحولات في أسواق الأسهم وكذلك العملات والذهب.
وصعدت مؤشرات الأسهم الأميركية بشكل ملحوظ في ختام جلسته ليغلق مؤشرا "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك" عند مستويات قياسية مع مكاسب تتجاوز 300 نقطة في المؤشر الصناعي "داو جونز".
وأنهت أسواق الأسهم اليابانية الجلسة داخل النطاق الأحمر كما أن البورصات الأوروبية سجلت صعوداً ملحوظاً.
وفي أعقاب بيانات التوظيف، تحول الدولار الأميركي للمكاسب قبل أن يعاود الهبوط مجدداً في وقت لاحق مع التطورات التجارية الإيجابية.
ومع الإشارات بشأن قوة سوق العمل، فإنَّ الذهب عمق خسائره قبل أن ينهي الجلسة على تراجع محدود نسبياً.
الشأن التجاري
على صعيد آخر، سادت حالة من التفاؤل التجاري بعدما صرحت الصين بأنها توصلت إلى اتفاق مع الجانب الأميركي حول النقاط الأساسية في التجارة مع الولايات المتحدة.
كما أنَّ البيت الأبيض كشف عن إحراز الممثلين التجاريين تقدماً في الأوضاع التجارية مع الإشارة لاستمرار المحادثات بين الولايات المتحدة والصين على مستوى
النواب.
ومن جهته، أعرب المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو عن أنَّ فرض تعريفات إضافية على السلع الصينيَّة لا يزال خياراً متاحاً مع تلميح ترامب إلى أنه سينظر في تلك الرسوم بناءً على مسار المرحلة الأولى من الصفقة التجارية التي يُجرى حالياً تحديد مكان توقيعها.