إثر اتصال هاتفي .. مستقبل ترامب على المحك
قضايا عربية ودولية
2019/11/02
+A
-A
واشنطن/ نافع الفرطوسي
استفاقت العاصمة اللبنانية أمس الأربعاء على هدوء حذر، غداة ليلة أمنية وسياسية عاصفة، سبقتها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي وصل إلى «طريق مسدود». وبينما بدأ المحتجون بفتح بعض الطرقات، أصدر الجيش اللبناني بيانا، طلب فيه من جميع المتظاهرين «المبادرة إلى فتح ما تبقى من طرق مغلقة لإعادة الحياة إلى طبيعتها».
مرحلة جديدة اطلقها مجلس النواب الأميركي تسرع من إجراءات التحقيق تمهيدا لعزل ترامب من منصبه، إذ صوت اعضاء مجلس النواب بالأغلبية على القيام بتحقيقات معلنة ومفتوحة، واستجواب الشهود أمام لجنة الاستخبارات بعد 5 أسابيع من جلسات الاستماع المغلقة بشأن الاتهامات الموجهة للرئيس بالضغط على أوكرانيا لإجراء تحقيق ضد منافسه المتوقع في الانتخابات الديمقراطي جو بايدن وابنه.
من جانبه جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس السبت هجماته على جهود خصومه الديمقراطيين لمساءلته تمهيدا لعزله، في أول تجمع انتخابي له منذ أن صوت مجلس النواب على بدء المرحلة العامة من التحقيق المتسارع، في الوقت الذي رفض فيه وزير الطاقة ريك بيري المثول أمام الكونغرس للإدلاء بإفادته في تحقيق
مساءلة ترامب.
وقال ترامب أمام جمهوره في تجمع حاشد في توبيلو بولاية ميسيسيبي: “لقد أخذ الجنون مأخذه من الحزب الديمقراطي “. وأضاف “ إنهم يحاولون قلب نتائج انتخابات 2016 في “هجوم على الديمقراطية نفسها”.موضحاً “الديموقراطيون ووسائل الإعلام والدولة العميقة يائسون لذلك يحاولون منعنا».
ويأتي هذا التجمع بعد تصويت مجلس النواب لبدء جلسات استماع علنية حول ما يقول الديمقراطيون إنه إساءة استخدام للسلطة من جانب ترامب في الضغط على أوكرانيا لإجراء تحقيقات هدفها صالحه السياسي الشخصي مما يعرض أمن البلاد للخطر.
وذكر ترامب في مقابلة مع صحيفة “واشنطن اكزامينر”،انه قام “ بمعاينة بعض الطرق غير التقليدية التي قد يستخدمها لمجابهة تحقيق المساءلة في الكزنغرس».
ووجد ترامب جمهورًا متعاطفًا في ولاية مسيسيبي ، حيث أظهر استطلاع أجرته مؤسسة Mason-Dixon مؤخرًا أن 56بالمئة من الناخبين يعارضون جهود الإقالة بينما وافق 54بالمئة على المهمة التي كان يقوم بها ترامب.
وقدرة الرئيس على التأثير في الناخبين ستكون حاسمة لأنه يحاول الحفاظ على ولاء المشرعين من الحزب الجمهوري بعد الكشف عن جهود اترامب لتشجيع أوكرانيا لاجراء تحقيقات ذات مضمون سياسي ضد منافسه المحتمل المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن.وقد يصبح ترامب أول رئيس أميركي يتم عزله ومن ثم يسعى إلى إعادة انتخابه لولاية ثانية.
ويتعين على الرئيس الحفاظ على قبضة قوية على الجمهوريين لمنع إبعاده من منصبه من قبل مجلس الشيوخ ، أو من قبل الناخبين، ويبدو انه لايزال يثير الحماس بين المؤيدين واليمينيين، ولديه جولتان أخريان من المقرر تنفيذهما في ليكسينغتون ( كنتاكي) ومونرو ( لويزيانا) خلال الاسبوع الجاري.
في المقابل صرحت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، بأنها تتوقع بدء جلسات الاستماع العلنية في قضية عزل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في شهر تشرين الثاني الجاري.
وقالت بيلوسي في تصريح لوكالة “بلومبرغ”، “أعتقد أن جلسات الاستماع العلنية ستكون خلال الشهر الجاري اذ أن أي قضية تدعو لعزل ترامب “يجب أن تكون قاطعة”، مشيرة إلى أن جلسات الاستماع إلى إفادات شهود العيان وراء الأبواب المغلقة ستستمر ما دامت “مثمرة”، ولا يوجد أي جدول محدد بهذا الخصوص.
وأضافت بيلوسي: “لم نتخذ أي قرارات بشأن ما إذا سيتم عزل الرئيس”، ولم تستبعد استمرار التحقيق حتى يدخل عام 2020، أي عام الانتخابات الرئاسية الجديدة.
ورفضت بيلوسي قول ترامب حول أن اتصاله الهاتفي مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الذي تسبب بفتح التحقيق، كان على أمثل وجه، قائلة إن “هذا غير صحيح على الإطلاق، ولا يمكن التصرف بهذه الطريقة».
وكان مجلس النواب الأمريكي قد صوت امس الاول الجمعة لصالح إطلاق المرحلة العلنية في قضية عزل الرئيس دونالد ترامب، وفي حال صوت مجلس النواب لصالح بنود الاتهام في القضية، سيتعين على مجلس الشيوخ المصادقة عليها بثلثي الأصوات حتى يعزل ترامب من منصبه. لكن احتمال هذا السيناريو يبدو قليلا، علما أن الحزب الجمهوري يمتلك الأغلبية في مجلس الشيوخ، ولم يؤيد أي نائب جمهوري قرار بدء المرحلة العلنية من التحقيق في مجلس النواب.
جلسات علنية
كشف الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي عن خطط لجعل التحقيق في قضية عزل الرئيس دونالد ترامب مفتوحا بما يتيح عقد جلسات استماع علنية يمكن أن يشارك فيها الرئيس ترامب شخصيا.
وقالت لجنة الأنظمة الداخلية في مجلس النواب إن القواعد الجديدة تمنح ترامب ومحاميه فرصتهم الأولى للاضطلاع بدور مباشر والمرافعة في القضية.
واقترح الديمقراطيون تشريعات جديدة للمراحل التالية من العملية تمنح الجمهوريين الحق في طلب شهود وإصدار مذكرات استدعاء.
وبعد ذلك تتولى لجنة الاستخبارات في مجلس النواب عملية تثبيت الأدلة من الشهادات والوثائق، مع قدرة الطرفين على استجواب الشهود في مكان عام.
أما المرحلة الثالثة فتشهد تقديم الأدلة ضد ترامب إلى اللجنة القضائية لتحديد الاتهامات التي سيتم توجيهها، قبل التصويت عليها في مجلس النواب.
وأضافت اللجنة أنه إذا استمر البيت الأبيض برفض الاستجابة لمذكرات الاستدعاء والإدلاء بالشهادات كما فعل حتى الآن، فقد يتم حرمانه من بعض الحقوق الموعودة في جلسات الاستماع.
وزير الطاقة
في السياق نفسه، قالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الأميركية، إن الوزير ريك بيري، سيرفض المثول أمام جلسة مغلقة للجان التحقيق الخاص بمساءلة الرئيس دونالد ترامب بمجلس النواب.
وأضافت المتحدثة شايلين هاينز في بيان إن “الوزير لن يشارك في تحقيق سري بالمجلس يتم فيه منع محامي الوزارة من الحضور».
وزادت “إن اللجنة لو كانت حريصة على إجراء عملية جادة وشفافة فهناك ترحيب بأن ترسل دعوة للوزير للمشاركة في جلسة علنية يحضرها محامي الوزارة ويمكن للشعب الأميركي مشاهدتها على الهواء».
وقال مسؤول يعمل في التحقيق المتعلق بمساءلة ترامب إنه تم استدعاء كل من وزير الطاقة ريك بيري، والقائم بأعمال مدير الميزانية بالبيت الأبيض راسيل فوتل، للإدلاء بأقوالهما الأسبوع المقبل في
التحقيق.
وأضاف المسؤول أنه طُلب من بيري وفوتيل المثول في جلسة مغلقة أمام لجان مجلس النواب التي تحقق في هذا الأمر. وأضاف إنه تم أيضا استدعاء كل من أولريش بريشبول مستشار وزارة الخارجية وديفيد هيل وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية بغية الإدلاء بشهادتهم ايضاً.
مقترح روسي
من جانب آخر تصوت الأمم المتحدة هذا الاسبوع على مشروع قرار اقترحته روسيا بشأن نقل عمل اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة المكلفة بنزع السلاح، من الولايات المتحدة إلى دولة أخرى.
وقال نائب الممثل الدائم لروسيا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أندريه بيلوؤسوف، إن الأماكن المقترحة لأن تكون بديلا لنيويورك لهذه المؤسسة هي فيينا وجنيف.
وأوضح أنه من المقرر أن يتم عرض هذا الاقتراح على التصويت منتصف الأسبوع المقبل.
وقررت روسيا تقديم اقتراح للمطالبة بنقل مقر هذه اللجنة من نيويورك إلى مكان آخر، بعد منع الولايات المتحدة 18 دبلوماسيا روسيا من المشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين التي افتتحت في ايلول
الماضي.
ومن بين الدبلوماسيين الروس الذين لم تمنحهم واشنطن تأشيرة دخول مسؤولون في شؤون نزع الأسلحة.