خدمات تدريبية للنساء المعنفات

اسرة ومجتمع 2019/11/03
...

 
 
بغداد/سرور العلي
 
في شهر أيلول من العام 2018 كان على الثلاثينيّة أحلام محمد أن تلتحق مع طفليها الى مخيم الحاج علي جنوب الموصل، بعد مقتل زوجها على يد داعش، وانهيار منزلهما بالكامل، واجهت صعوبات كثيرة، ومنها صعوبة العيش في مخيم مكتظ بأناس آخرين، يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظروف مأساوية
، فكان لا بدَّ من كسر عزلة هؤلاء النساء، وإعادة بصيص الأمل الى أرواحهن الخاوية من خلال تعلّم حرف، ومهن لاستغلال أوقاتهن بأشياء مفيدة، وبدعم من منظمة المسلّة، وهي احدى منظمات المجتمع المدني، والتي تقدم خدمات وانشطة ترفيهية، وتدريبية للنساء من أجل تطوير المهارات، واكتساب خبرات جديدة عبر الدورات التدريبية، والتي تعد جزءا من خدمات المنظمة، وتختص بدعم وتمكين النساء، ومناهضة العنف القائم على النوع
 الاجتماعي.
تتحدث محمد عن البدايات:
“إنّ الفكرة بدأت بسبب العزلة التي نعيشها داخل المخيمات، وفقداننا لأبسط مقومات العيش، ورغبتنا بالترويج لأدوارنا في المجتمع، نحن لدينا مهارات وأحلام سلبت منا عنوة”
تنخرط السيدات في المشروع المكون من ورش تركز على الحرف اليدوية كالخياطة، وفنون التصميم، وفعاليات الرسم، دورة يافعات، ورشة تدريبية في تعليم الاسعافات الاولية، محاضرات توعوية ضد مخاطر الالغام بالتعاون مع منظمة MAG، محاضرات لاتقان اللغة العربية، دورة الفتيات بعد التخرّج، والتي 
تضمنت:
(ادارة الوقت، مشاكل ما بعد التخرج، الحلول، نصائح ما بعد التخرج)
كما أنّ هناك ورشا منع العنف من خلال التعليم، وتتضمن محاور عديدة ومنها:
(العيش بسلام، مهارات التفكير الناقد لدى الاطفال، احتياجات أولياء الأمور والطلاب)
هيفاء فؤاد الفتاة العشرينية، قالت بحماس أن هكذا ورش بإمكانها اعادة الثقة الى المرأة التي فقدتها، واخراجها من جحيم الدمار الذي حلَّ بها بتشردها وضياع 
حقوقها.
طاولة كبيرة تصطف عليها مستلزمات كالاقمشة، والحقن، واوعية لإجراء الاختبارات، والضمادات، إذ تتجمّع حولها السيدات وبناتهن لاتقان الحرفة التي يرغبن بها، وتبادل الخبرات 
حولها.
وتنفذ المنظمة غير الربحية عدة حملات، وجولات ميدانية مستمرة، وزيارة للنساء المعنفات من اجل توعية المجتمع ضد قضايا العنف، ويتم الاحتفال في نهاية كل شهر بتخرجهن، مع توزيع شهادات بين المشاركات، ولم ينسين السيدات ما عشنه قبل التهجير من لحظات سعيدة مع أسرهنَّ إذ يتخلل معظم هذه الجلسات حنين، وبكاء على ما فقدنه من ابناء وممتلكات.
وتتذكر سلوى الحيالي، السيدة الستينية بحسرة أبناءها قائلة:
“فقدت ثلاثة من أبنائي، أنا الآن جسد بلا روح، انتظر عودتهم، ولكن فقدت الأمل”
صمتت ثم استدركت باكية:
“لا أريد شيئاً سوى أن أراهم قبل موتي”.