في وقت أعلن فيه الجيش الإيراني أنه سيستهدف المصالح الأميركية أينما كانت في حال شن عدوان على إيران، ووسط تأكيداته أن “كل دولة تضع أرضها تحت تصرف أميركا للاعتداء علينا سنتعامل معها كعدو”، أكد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، أن الخلاف بين أميركا وإيران لم يبدأ منذ اقتحام سفارتها في طهران، بل منذ الانقلاب على حكومة رئيس الوزراء السابق محمد مصدق.
وأضاف خامنئي، امس الأحد، في كلمة له أمام آلاف الطلاب بمناسبة الذكرى الأربعين لاقتحام السفارة الأميركية في طهران: “أميركا لم تتغير مطلقا منذ أن نفى نظام الشاه الإمام الخميني في تشرين الثاني 1964 وحتى تشرين الثاني 2019”، وذلك حسب وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
وتابع: “أميركا التي لم تعرف حدودها لم تتغير، فقد باتت أضعف مما كانت عليه عام 1964 لكنها اليوم أكثر وقاحة وتوحشا” حسب
تعبيره.
وأكد خامنئي أن “أميركا تعادي الشعب الإيراني منذ عقود، واليوم تفرض العقوبات وتهدد وتسيء وتخلق لنا المشكلات”.
وأضاف: “أهم رد مقابل العداء الأميركي لإيران هو إغلاق الطريق عليها، أمام اختراقها السياسي مجددا داخل البلاد”.
واقتحم الإيرانيون السفارة الأميركية في طهران في الرابع من تشرين الثاني من عام 1979، عقب انتصار ثورتهم على الشاه محمد رضا بهلوي. وأدى الحادث إلى أزمة بين إيران وأميركا باتت تعرف بـ”أزمة الرهائن”.
تحذير دولي
في الوقت نفسه أعلن الجيش الإيراني أنه سيستهدف المصالح الأميركية أينما كانت في حال شن عدوان على إيران، وأكد أن “كل دولة تضع أرضها تحت تصرف أميركا للاعتداء علينا سنتعامل معها كعدو”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإيراني، أبو الفضل شكارجي، في حديث مع وكالة “فارس”، إن رد إيران سيشمل منطقة جغرافية واسعة في حال أي اعتداء.
وأكد شكارجي أن “إيران لن تكون البادئ بأي حرب لكن العدو سيكون في مواجهة رد ساحق يجعله يندم وسيشمل منطقة واسعة لا يمكن له تصورها في حال ارتكابه أي خطأ ستراتيجي تجاهنا”.
وأضاف المتحدث باسم الجيش أن بلاده سترد الصاع عشرة وسيرى العدو عمليا في أي حرب أدخل نفسه.
وقال شكارجي إن بلاده تمتلك “إرادة قوية لرد ساحق وسريع على أي اعتداء وسنتصرف بحزم للدفاع عن إيران”، مضيفا أن “قدرة إيران لا تحدها حدودها الجغرافية ولا تقتصر على داخل البلاد بل هي قوة إقليمية وسنستخدم جميع قدراتنا في أي حرب والعدو يدرك
ذلك”.
وأشار المتحدث إلى أن الدول التي كانت تشجع أميركا وبريطانيا وإسرائيل على شن حرب على إيران باتت تدرك اليوم أن أميركا وبريطانيا وإسرائيل غير قادرة على الحفاظ على نفسها والدفاع عن قواتها.
مبادرة روحاني
الى ذلك أكدت إيران، أن رئيسها حسن روحاني قد أرسل لقادة الدول الخليجية تفاصيل مبادرته للسلام، التي كشفت طهران سابقا عن أنها تهدف لتعزيز الثقة مع دول الخليج وضمان أمن الملاحة.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في بيان صحفي إن “الرئيس الإيراني أرسل خطابا لقادة دول مجلس التعاون الخليجي يحوي تفاصيل خطة هرمز للسلام، وطالبهم بالعمل معا لتنفيذها”.
وصرح موسوي بأن الخطوة “تعكس جدية إيران وأهمية دول المنطقة في ضمان الاستقرار والأمن بمنطقة الخليج”.
وكانت صحيفة “الجريدة” الكويتية، قد نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية، أن “إيران سلمت إلى مساعد وزير الخارجية الكويتية الرسائل الموقعة من الرئيس حسن روحاني إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، بسبب عدم وجود علاقات رسمية”، مؤكدا أن “طهران لم ترِد أن تسلمها عبر مكاتب رعاية المصالح”.
وأوضح المصدر، أن “إيران تابعت الأمر عبر الوسائط الدبلوماسية ووجدت ردة فعل إيجابية من دول المنطقة في هذا المجال، خصوصا من ناحية تأمين الملاحة في مضيق هرمز وإحلال السلام بالمنطقة وحلحلة الخلافات مع الجيران”.
وأشار إلى أن “هناك 4 مشاريع أخرى على طاولة هذه الدول، أولها اميركي، وثانيها روسي، والثالث أوروبي، فضلا عن المشروع العربي”، مؤكدا أن تلك المشاريع غير قابلة للتطبيق العملي على الأرض، لأنها ترصد مصالح بعض الدول من دون باقي المنطقة، وفقا للصحيفة.
واعتبر المصدر، أن “المشروع الإيراني يتضمن حل خلافات دول المنطقة عبر عقد مؤتمر قمة، يحتمل أن يكون في الكويت، ثم يتم التعاون بين دول الإقليم”، مؤكداً أن “لدى بعض الدول حساسية تجاه هذا المشروع، على أساس أنه يتضمن عدم تعاون أي دولة في المنطقة أمنيا أو عسكريا مع أي دولة أخرى تشكل تهديدا لباقي دول المنطقة”، لأن تلك الدول، وفقا للمصدر، مرتبطة بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وسيعني هذا المشروع تخليها عن علاقاتها الأمنية والعسكرية معها، وبالطبع فهذا مستبعد جدا، “ولكن يمكن التفاوض على صيغة لتخطي هذا البند في المفاوضات المستقبلية إذا ما
حصلت”. وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في عام 2016 بعد أن اقتحم محتجون مقر السفارة السعودية في طهران وأضرموا النيران فيها، وجاء ذلك في أعقاب إعدام رجل الدين السعودي باقر النمر.