علي لفتة سعيد
اقرأني
كيف تمشي الشوارع إلينا
نحن الجالسون على مصاطب خوفنا
أحدّق بالوجوه
وأدقّق بالهتافات
لا شيء في السؤال سوى السؤال
ولا شيء في الجواب سوى التيه
ولا شيء في الروح سوى قلب يخاف على الابناء
فينتبذ الوطن روحه بين راحتين من قلق
يا أيها التيه
لا تجعل القراءة بلا كتاب
فالعلم نشيد القادمين إلينا
حين يمرّ الضوء من أمامنا
ليعبر الى ضفة الجواب
يأتي إلينا العراق
فترقص الأماكن في خرائطها
وتستجيب للهتاف كي يكون رسول بلاد
لا شيء في المعابر غير ما هو موجودٌ في الحناجر
ولا شيء في الحناجر غير ما هو موجودٌ في صدور الآباء
ولا شيء في صدور الاباء غير ما موجودٌ في أدعية الأمهات
والسماء
تبكي قنابل المسيل للدموع
تلك التي اخترقت رأس شابة
ظلت معاندةً
ترسم للشباب صورة أخرى لنصب الحرية
أيها العابرون الى مدن الضغينة
أيها المارقون في الاحتقان
والمتمسّكون بتلابيب الصراخ الأجوف
اقرأوا وأنتم تشعلون الحرائق في الطرقات
إن الطائفية ماتت
وإن أجنحتها التي نبتت في نيسان 2003
احترقت بطيور أبابيل العراق في تشرين 2019
لا شيء في السماء غير سبيل
لا شيء في السبيل غير إيمان
لا شيء في الإيمان غير العراق
