حسين ثغب
يتواجد العراق بقوة في ميدان النفط العالمي ويمثلُ وجهة مهمَّة لأسواق الخام، وهذا بفضل حجم الاحتياطي الكبير المؤكد والمتوقع وقد يجعله في صدارة البلدان النفطيَّة حول المعمورة.
ومن خلال التواصل مع الخبراء المختصين في هذا الشأن داخل وخارج البلاد، تكونت لدينا فكرة مهمَّة عن المطلوب في المرحلة الحالية بهذا القطاع الذي يمثل عصب الحياة وموردها الأول والأهم في العراق.
تطوير القطاع النفطي يمثلُ ضرورة حتميَّة في الوقت الراهن، وبالشكل الذي لا يجعل الحقول الكبرى المنتجة للنفط تدخل مرحلة الشيخوخة مبكراً، لأنَّ التركيز على الكميات المنتجة حصراً.
واقع الإنتاج النفطي بات بأمس الحاجة الى تطوير منافذ الإنتاج وتعددها لخلق مناورة في تسويق الكميات المصدرة الى الأسواق العالميَّة من حقول عدة أكبر مما هي عليه الآن، هذا يجعل البلاد قادرة على تأمين الكميات المطلوبة خارجياً وداخلياً في جميع الظروف.
فتطوير الحقول النفطيَّة لا بدَّ أنْ يتزامن مع خططٍ فعليَّة وعمليَّة تهدف الى خلق موارد بشريَّة عراقيَّة في المفصل الفني (الإنتاجي)، وهذا أمرٌ مهمٌ أنْ نملك خبرات عراقيَّة في الإدارة والإنتاج قادرة على إدارة جميع العمليات الميدانيَّة، وما لذلك من فوائد كبيرة للبلاد، حيث نكون في غنى عن عددٍ كبيرٍ من الخبراء الذين يتم استقدامهم للبلد مقابل تخصيصات مالية كبيرة، في وقت يمكن أنْ نطور خبرات لإدارة جميع العمليات.
هنا الأمر ضروري وحتمي بأنْ تشرع الشركات الأجنبيَّة العاملة في البلاد بتدريب الكفاءات المحليَّة في مراكز تدريب دوليَّة وبإشراف أفضل خبراء العالم، على أنْ يتزامن التدريب النظري مع العملي، ونبدأ رحلة فعليَّة لخلق خبرات فنيَّة قادرة على التعامل مع التكنولوجيا المتطورة التي يشهدها ميدان الصناعة النفطيَّة عالمياً.
المهام المطلوبة ليست بالمستحيلة أو المعقدة، بل تحتاجُ الى إرادة وطنيَّة تتجه للتعاون مع الشركات العالميَّة العاملة في العراق على أنْ تبدأ فعلاً في تدريب الكفاءات المحليَّة وإشراكها في دورات تخصصيَّة تكون مخرجاتها خبرات وطنيَّة قادرة على إدارة العمليَّة الإنتاجيَّة بالشكل الذي يحققُ منفعة كبيرة للبلد ويوسع فرص العمل داخل هذا الميدان.