تركيا تشن حملة لاعتقال {الدواعش} على أراضيها

قضايا عربية ودولية 2019/11/05
...

اسطنبول / فراس سعدون
 
كثفت السلطات التركيَّة، منذ إعلان مقتل زعيم عصابات داعش الإرهابيَّة (أبو بكر البغدادي) الشهر الماضي، من شن حملات أمنيَّة غير مسبوقة ضد إرهابيي تلك العصابات في مختلف الولايات التركية، معلنة اعتقال عددٍ من أقارب (البغدادي)، وسط توجيه حكومة أنقرة رسائل لدول الاتحاد الأوروبي، بشكل خاص، تطالبها بتسلم مواطنيها الإرهابيين الموجودين في سجون داخل الأراضي التركية والأراضي السوريَّة الخاضعة لسيطرة القوات التركيَّة.

مئات الموقوفين في شهر
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية التركية بأنَّ شهر تشرين الأول الماضي شهد توقيف 410 عناصر يشتبه في علاقتهم بعصابات داعش، بأيدي قوات من الشرطة والدرك وحرس الحدود في ولايات متفرقة بينها العاصمة أنقرة واسطنبول.
وأوردت الوكالة أنَّ السلطات الأمنيَّة ضبطت بحوزة الموقوفين مستمسكات وأدلة تثبت ارتباطهم بالتنظيم الإرهابي، وأحالت الموقوفين إلى السلطات القضائيَّة للتحقيق معهم، وإصدار أحكام بالحبس ضد العشرات منهم، وترحيل آخرين 
إلى بلدانهم.
 
عددهم منذ مقتل البغدادي
وأظهرت أرقام الوكالة الرسميَّة تشديد أنقرة قبضتها على “داعش” وتضييق الخناق على إرهابييه، عقب مقتل البغدادي، وفي ظل تقارير كشفت عن هروب أعدادٍ من سجناء “داعش” في الشمال السوري مع شن تركيا عمليتها العسكريَّة هناك في 9 تشرين الأول الماضي ضد قوات سوريا الديموقراطية، وتسلل بعضهم إلى الأراضي التركيَّة، ومن تلك الأرقام:
- إلقاء القبض على رسميَّة عوّاد شقيقة البغدادي وزوجها وكنتها وأولادها الخمسة بأيدي قوة تركيَّة في حاوية مقطورة في منطقة اعزاز قرب محافظة إدلب السورية (4 تشرين الثاني).
- توقيف 7 إرهابيين بينهم مسؤول المعسكرات التدريبيَّة لتلك العصابات وتجنيد 500 – 700 عنصر سنوياً (أمير الزكاة) في عمليَّة واسعة شملت 5 ولايات في وقتٍ واحدٍ هي اسطنبول، وبورصا، وعثمانية، وغازي عنتاب، وكليس (3 تشرين الثاني).
- إعلان العمل على ترحيل مواطنتين هولنديتين من زوجات إرهابيي “داعش” جرى توقيفهما إثر دخولهما الأراضي التركيَّة من سوريا بطريقة غير شرعية (2 تشرين الثاني).
- نقل 11 مشتبهاً بانتمائهم لـ”داعش” إلى السلطات القضائيَّة بعد توقيفهم على أيدي قوة من مكافحة الإرهاب في ولاية سامسون (1 تشرين الثاني).
- توقيف 11 من عناصر “داعش” بينهم أحد المسؤولين عن خدمة البغدادي، واثنان من “الأمراء”، و3 نساء بأيدي قوة من مكافحة الإرهاب في ولاية جانقري (1 تشرين الثاني).
- إلقاء القبض على 100 شخص خلال 26 عمليَّة أمنيَّة ضد عصابات “داعش” الإرهابيَّة كانوا يخططون لاستهداف احتفالات ذكرى تأسيس الجمهورية التركية في 21 ولاية (30 تشرين الأول).
- اعتقال عنصرين يشتبه بانتمائهما لـ”داعش”، وضبط منظومة متفجرات لديهما، عبر عمليَّة نفذتها قوة من مكافحة الإرهاب في ولاية هطاي (30 تشرين الأول).
- توقيف 26 مشتبهاً بالانتماء لعصابات “داعش” بعمليَّة لقوة من مكافحة الإرهاب في ولاية بورصا (29 تشرين الأول).
- توقيف 32 مشتبهاً بالانتماء لـ”داعش” بعمليتين لقوات من مكافحة الإرهاب في العاصمة أنقرة وولاية سامسون (28 تشرين الأول).
 
حصيلة السنوات الماضية
ونقلت الوكالة التركيَّة عن مصادر أمنية القول إنَّ حصيلة الموقوفين في العمليات التركية لمكافحة “داعش”، منذ العام 2016، بلغت 13 ألفا و696 مشتبهاً به، مضيفة أنَّ 4517 منهم جرى حبسهم.
وذكرت الوكالة أنَّ السلطات التركيَّة، وبالتعاون مع أجهزة استخبارات دول أخرى، منعت 75 ألفاً و480 أجنبياً من دخول أراضيها، للاشتباه بنيتهم التوجه إلى مناطق سيطرة عصابات “داعش”. وأبعدت السلطات التركية الكثير من إرهابيي “داعش” الأجانب خارج تركيا.
 
رسائل تركيَّة لأوروبا
وجدد سليمان صويلو، وزير الداخلية التركي، تأكيد أنَّ تركيا سترسل عناصر “داعش” المحبوسين لديها إلى دولهم سواء أسقطت الجنسيَّة عنهم أم لا.
وقال، في تصريحات صحفيَّة الاثنين، إنَّ ما يقارب 1200 عنصر من “داعش” يقبعون في السجون التركية، متحدثاً عن إلقاء القبض على 287 عنصراً بينهم نساءٌ وأطفالٌ، في أعقاب العمليَّة العسكريَّة الأخيرة شمال سوريا.
ولفت صويلو إلى أنَّ وزارة الداخلية تعملُ على إحالة المقبوض عليهم إلى السلطات القضائيَّة لترسلهم إلى السجون، أو إلى مراكز الترحيل لإعادتهم إلى بلدانهم. وكان الوزير صرح، السبت الماضي، بأنَّ “تركيا ليست فندقاً لعناصر داعش من مواطني الدول الأخرى”، منتقداً لجوء الدول الأوروبيَّة، ومنها هولندا وبريطانيا، إلى تجريد الإرهابيين من جنسياتهم بهدف التملص من 
مسؤولية استردادهم. 
واتهم عمر جليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، يوم 24 تشرين الأول الماضي، الدول الأوروبية بالتهرب من مسؤولياتها بشأن استعادة مواطنيها المنضمين لـ”داعش” من سجون شمالي سوريا.
وقال جليك في مؤتمر صحفي “يتعين على كل دولة أنْ تأخذ مواطنيها من عناصر داعش، وإذا لم يأخذوهم، فهذا يعني أنها لا تخوض كفاحاً ضد عصابات داعش الإرهابيَّة”.