باشرت السلطات التركية إجراءات ترحيل عناصر عصابات داعش الإرهابية من الأجانب الى دولهم التي قدموا منها للانخراط في صفوف تلك العصابات منذ بدء ظهورها في العراق وسوريا العام 2014، بينما تواصل الاجهزة الامنية حملات اعتقال لهؤلاء الارهابيين وخلاياهم المتواجدة في مختلف الولايات أو ممن تسللوا الى تركيا بعد اطلاق عمليتها العسكرية الأخيرة في الشمال السوري وهروب اعداد منهم من سجون هناك، وما أعقب العملية من اعلان اميركا مقتل زعيم عصابات داعش الإرهابية “أبو بكر البغدادي”.
قائمة الترحيل الأولى
وقال اسماعيل جاتاكلي، المتحدث باسم وزارة الداخلية التركية، امس الاثنين في تصريحات صحفية: إن الوزارة رحلت صباح اليوم (أمس) ارهابيا اميركيا، في حين تعتزم ترحيل اثنين آخرين، واحد الماني والآخر دنماركي، في الساعات المقبلة، متابعا ان 7 ارهابيين ممن يحملون الجنسية الألمانية سيجري ترحيلهم بعد غد الخميس بعد انتهاء الإجراءات اللازمة. وذكر جاتاكلي ان 13 ارهابيا 11 منهم فرنسيون واثنان من الجنسية الايرلندية يتواجدون حاليا في مراكز الترحيل، مبينا ان اعادتهم الى دولهم ستجري فور اكتمال إجراءات الترحيل، مشددا على ان تركيا مصممة على ترحيل الإرهابيين الأجانب المحتجزين لديها الى دولهم. وانتقد مسؤولون أتراك أكثر من مرة الدول الأوروبية لرفضها استعادة مواطنيها من عناصر “داعش”، واقدامها على التنصل عن تحمل مسؤولية ذلك عبر اسقاط جنسياتهم. وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، اعلن، الجمعة الماضي، ان بلاده ستبدأ بإعادة عناصر “داعش” الى دولهم ابتداء من الاثنين (أمس). منبها على أن “تركيا ليست فندقا لعناصر داعش من مواطني الدول الأخرى”.
وقبله اتهم المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر جليك، الدول الأوروبية بالتهرب من مسؤولياتها بشأن استعادة مواطنيها المنضمين لعصابات “داعش” من سجون شمالي سوريا. وقال جليك في مؤتمر صحفي: “يتعين على كل دولة ان تأخذ مواطنيها من عناصر داعش، واذا لم تأخذهم، فهذا يعني انها لا تخوض كفاحا ضد داعش”.
مصير عائلة البغدادي
وألقت السلطات التركية القبض على 15 من أفراد أسرة الإرهابي أبو بكر البغدادي والمقربين منه، على أقل تقدير، بينهم زوجته أسماء فوزي محمد الكبيسي ونجله، إلى جانب شقيقته رسمية عواد وزوجها وأولادها.
ولفت الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، الى ان المجموعة القريبة من البغدادي كانت تحاول دخول تركيا والتواجد فيها. وقال عن الملقى القبض عليهم: ان “ الأمر اتسع وتطور اكثر في الوقت الراهن، وبدأ يتجاوز الرقم الأحادي ليشمل جميع اقارب البغدادي، وأرى أنه ليس من الصواب الإعلان عنهم حاليا”، مفضلا تأجيل الإعلان لحين التوصل الى نتائج واضحة بالكامل.
واستطرد اردوغان في حديثه عن مصير عائلة الزعيم الإرهابي الهالك “ نعمل على نقل افراد اسرة البغدادي الذين القينا القبض عليهم الى مراكز الترحيل، سيبقون هناك بانتظار قرارات وزارة العدل”، غير ان اردوغان وكبار المسؤولين في حكومته ممن تحدثوا عن هذا الملف لم يحددوا وجهة ترحيل عائلة البغدادي وما اذا كان العراق، على الرغم من تأكيد المسؤولين الأتراك وجود تعاون امني بين بغداد وأنقرة في ملف محاربة “داعش”.
توقيف “الدواعش” مستمر
وأوقفت السلطات التركية 8 سوريين في عملية أمنية استهدفت عناصر “داعش” على مدار الأيام القليلة الماضية داخل ولاية عثمانية.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية التركية، امس الاثنين، بان قوات من مكافحة الإرهاب القت القبض على 3 من السوريين بعد القاء القبض على 5 يوم الجمعة الماضي، مضيفة ان المقبوض عليهم احيلوا الى السلطات المختصة للبدء في اجراءات التحقيق
معهم.
وكان وزير الداخلية التركي قال: ان بلاده تحتجز 1200 من عناصر “داعش” الأجانب بينهم 287 ألقت القبض عليهم في أثناء تنفيذ العملية العسكرية الأخيرة شمال سوريا، في حين قال الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، الخميس الماضي: ان السجون التركية تضم 1149 من عناصر داعش بينهم 737
أجنبيا.