صدر العدد الجديد من مجلة»الجديد» الصادرة في لندن لشهرتشرين الثاني .وقد احتوي على مقالات فكرية ونقدية ونصوص شعرية وأدبية ومراجعات للكتب الجديدة ورسائل ثقافية وسجال نقدي مع بعض ما نشر في العدد الماضي، وحوارين أدبيين مع كل من الروائي الفرنكوفوني أمين معلوف، والروائي الإيطالي
بيتروغروشي.
كما ضم العدد ملفين كبيرين الأول تحت عنوان “رهان الكاتب لعبة الكتابة” وقد شارك فيه عدد من النقاد والكتاب العرب هم أحمد برقاوي، محمد صابر عبيد، فخري صالح، حاتم الصكر، وجدي الأهدل، عواد علي، عبدالله إبراهيم، جلال برجس، رسول محمد رسول. الملف الثاني حمل عنوان “الشعراء لم يغادروا بيروت” وضم قصائد لخمسة وعشرين شاعرا وشاعرة مسبوقة بمقدمة تضيء على القصائد وشعرائها. ويأتي هذا الملف جريا على ما درجت عليه “الجديد” من ملفات دورية تتناول الظواهر الأدبية والفكرية العربية.
وقد تركت “الجديد” لمعدي الملف، وهم ثلاثة شعراء ينتمون إلى “الجيل الشعري الأجدّ” في لبنان، حرية التصرف في الاختيار…من ابرز موضوعات العدد ما كتبه الكاتب»نوري الجراح”عن بيروت قال فيه(لم تترك بيروت لقدرها المأساوي، ولهيمنة الطبقة السياسية الفاسدة بالأمس القريب، ولكن ذلك حدث منذ
زمن بعيد.
أولا عندما تغوّل وكلاء الشركات التجارية، وثانية عندما صادر حاضرَها المدني الاجتماعي والثقافي مشروعٌ ثيوقراطيٌّ خارجي عسكر جزءاً من الاجتماع اللبناني وجعله قطيعا يأتمر بأمر الخارج. وثالثا عندما تحالف الطرفان الخارجي والداخلي وهيمنا على الحياة اللبنانية بأسرها.. وأوصلا الشعب اللبناني إلى اللحظة الفارقة التي انعدم معها الخلاص في ظل الصيغة الطاغية، وبات من المستحيل على الناس الجلوس في البيوت فخرجوا إلى الشوارع ليتخلصوا من كامل الطبقة السياسية الحاكمة وعلى
رأسها وكلاء الخارج).
كما كتب احمد برقاوي عن موضوعة العجز عن الكتابة ضمن ملف العدد اشار الى ان ما من أحد يستطيع أن يجيب عن السؤال بدقة: من أين تأتي للشخص
موهبة الكتابة؟
أقصد الكتابة بوصفها إبداعا. والكتابة بوصفها إبداعا هي نوع من التعبير عن الذكاء العقلي والعاطفي العالي الذي توافرت له شروط أسرية واجتماعية وتعليمية، لكنّ قولا كهذا عام جدا لا يجيب عن سؤال مصدر الموهبة في الكتابة الإبداعية. ماذا يعني العجز عن الكتابة بوصفها إبداعاً؟ متى نقول عن شخص ما إنه عاجز عن الكتابة. الإنسان العادي ليس موضوع السؤال. فالعادي يكتب ولكن لا قبل له بالكتابة، فليس كل ما هو مكتوب كتابة. العاجز عن الكتابة هو شخص من شأنه أن يكون كاتباً بسبب انتمائه إلى عالم الكتابة، ولَم يستطع أن يكتب، وإن كتب فإن ما كتبه لا ينتمي إلى عالم الكتابة. وكتب رئيس تحريرالمجلة ومؤسسها”هيثم الزبيدي”موضوعا بعنوان لامرشد اعلى من الفيسبوك،تناول فيه:-
الشبكات الاجتماعية ، فهذه ليست مشروع تمرد على السلطة ومركزيتها ، بل هي أكثر من ذلك. قد تفرز شخصيات لافتة. قد تملك قداسة غير مباشرة وتوجّه الرأي. بعض هذه الصفحات بلا وجه معرّف واضح. هذا طبيعي. لكنها بقوتها وشعبيتها لديها قدرة استثنائية كامنة على خلق عناصر التمرد على هذه الشخصيات منذ أيامها الأولى.
صفحة فيسبوك لمثقف أو سياسي أو ناشط هي سجلّ لأفكاره وتناقضاته وردود الآخرين عليه وتشخيصهم لعيوبه مثل حسناته. هي السجلّ لردود فعله أيضا على الآخرين وعلى الأحداث بما لا يتيح له أن يختبئ خلف التصنع والترفع واللغة
الجميلة.
وقال الروائي الايطالي بييتر غروسي: أنا دائم السفر، وتولد رواياتي جميعها خلال السفرات التي أقوم بها، سافرت ورحلت طوال عمري، ولم يكن الأدب الذي أحببت أكثر من غيره، إيطاليّاً، لذا، فعندما أرغب في رواية شيء أشعر بالحاجة إلى الذهاب إلى مكان آخر وأوسع من بلادي، وليس مستبعداً أن تولد إحدى رواياتي في بلد عربي من شمال أفريقيا أو من المشرق”.