وجهة نظر لمواجهة سلوكيات الألم

من القضاء 2019/11/15
...

ترجمة / عادل العامل                                                                                                
يتميز الدكتور تريفَر كامبل Trevor Campbell بسنوات كثيرة من الخبرة مع المرضى الذين يتعاملون مع الألم على أساس يومي، كما جاء في عرض في مجلة KIRKUS لكتابه الصادر حديثاً (لغة
 الألم).
 ويؤكد فيه الدكتور ان المشكلة لدى المرضى هي أنهم لا يواجهون الألم نفسه وإنما رد فعل دماغهم على ما يُفهم بأنه تهديد؛ وينجم هذا عن “سلوكيات الألم” التي تتضمن، كما يقول، تبليغاً ثابتاً عن تفصيل سلبي، وانخفاضاً مهماً في النشاط البدني الصحي، والقيام بإجراءات إسعافية للألم، أو اتخاذ مواقف حماية. وتؤدي هذه التصرفات بدورها إلى مشاكل طويلة المدى لدى المريض، مثل التيقّظ المفرط، الاكتئاب، القلق، اضطرابات النوم وغيرها. والهدف من طريقته، المفصّلة في هذا الكتاب، هو إعاقة النماذج أو العيّنات التي تتسبب في التصرفات غير الصحية. وهو يفعل هذا باستخدام “فرع” من فروع العلاج السلوكي الادراكي يدعى بعلاج القبول والالتزام، الذي يسمح “ للأشخاص بإبعاد أنفسهم على نحوٍ كافٍ عن العواطف السلبية وبذلك لا تُغرقهم فيها. وتهدف طريقته الايجابية الناهضة إلى إبطال سلوكيات مثل تجنب الألم، أو الخمول البدني، أو الانسحاب من أسلوب الحياة الاعتيادي وتوفّر بدائل للتوصية بالأفيونات، ومضادات الاكتئاب، وغيرها من العلاجات 
بالأدوية. 
ونثر المؤلف واضح ومشجّع بشكل لا نهائي طوال شرحه لطرقه، كقوله “إن عكس ذلك النموذج السلوكي سيتطلب وقتاً ــ فالتعامل مع الألم المزمن أقرب إلى حدٍ ما للسباق الطويل منه إلى العدو السريع.” وتمتد إيجابيته الجذابة حتى إلى حكمه على استخدام الصناعة الطبية لمقاييس الألم، التي يعتقد بأنها تفرض سلبيةً تزيد الأحوال سوءاً فقط. وقد يجد المعانون على نحوٍ جيد جداً وجهة نظر جديدة واعدة لمهاجمة الصعوبات المتصلة بالألم المزمن في هذه
 الصفحات.
 
خيار جيد 
وهكذا فإن الدكتور كامبل يوضح لنا هنا معنى الألم المزمن وكيف يمكننا التقليل من معاناتنا من دون التركيز على العقاقير وبرامج معالجة الألم المكلفة غالبا. ويتحدث في مقابلة أجراها معه موقع authorhour  عن بداياته الدراسية ونظرته إلى اختيار الطب كمهنة بالنسبة له ولغيره من الأطباء، قائلاً:
“لقد كنت جيداً في دراستي وانا صبي في المدرسة. لكن تركيزي كان على اللغات والأدب، هل تدري؟ وقد اخترت الطب في نهاية الأمر. وأدركت بعد سنوات قليلة فقط أن أساس المجالين كائن في الشيء نفسه، الذي يشكل اهتماماً شديداً لدى الناس. 
وفي الوقت الذي يقول فيه بعض الأشخاص إنهم أصبحوا أطباء لأنه كان لديهم حب للعلم أو اندفاع إنساني، فإن عليّ القول إني كنت مهتماً جداً فقط بالناس. وأرى أنها التشكيلة التي لا نهاية لها من نماذج التفكير ونماذج السلوك التي يشهدها الواحد على أساس يومي.
وبعد 38 سنة من عملي في مهنة الطب، فإني ما أزال أرى ذلك شيئاً فاتناً. وقد كان خياراً 
جيداً.”
 
عن/    KIRKUS وauthorhour