بعد اكتمال شهادة الدبلوماسي البارز جوردون سوندلاند، تتجه إجراءات الاستماع العلنية حيث يتمحور التحقيق الرامي إلى عزل دونالد ترامب حول مكالمة هاتفية تمت بينه وبين الرئيس الاوكراني زيلنسكي نحو مراحلها الأخيرة. وقد ناشد الرئيس السابق باراك أوباما ،الديمقراطيين تخفيف خلافاتهم خلال سباق الترشيح للرئاسة والتركيز بدلاً من ذلك على هزيمة ترامب وحزبه الجمهوري، في الوقت الذي يستعجل فيه الجمهوريون لنقل النزاع للتصويت داخل قبة الكونغرس (مجلس الشيوخ) ذي الغالبية الجمهورية حول عزل الرئيس او رفض قرار مجلس النواب الذي فتح اجراءات ملف مساءلة ترامب تمهيدا لعزله عن منصبه.
تحقيق العدالة
فقد قال المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الرئيس يريد أن تمضي محاكمة المساءلة بغرض العزل قدما في مجلس الشيوخ لأنه سيلقى معاملة عادلة هناك، وإنه يتوقع أن يكون المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن ضمن الشهود.
وذكر هوجان جيدلي في بيان، ان “الرئيس ترامب يريد محاكمة منصفة ونزيهة في مجلس الشيوخ لأن من الواضح أنه المجلس الوحيد الذي يمكن أن يتوقع فيه نزاهة ومعاملة عادلة بموجب الدستور”.
وأضاف “نتوقع أن نستمع أخيرا إلى شهود أدلوا بالفعل بشهاداتهم، وربما كانوا ضالعين في الفساد، ومنهم جو بايدن ونجله هنتر وآدم شيف ومن يطلق عليه
مسرب المعلومات “.
وآدم شيف هو نائب ديمقراطي ورئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب والذي يقود التحقيق بخصوص مساءلة ترامب.
إجراءات مشينة
بدوره قال متحدث باسم البيت الأبيض جيدلي: “لا يوجد أي أساس لهذه الإجراءات المشينة، وعلى الديمقراطيين أن يوقفوا جلسات الاستماع غير المشروعة هذه على الفور”، مضيفا “إذا لم يفعلوا ذلك ، فإن الرئيس ترامب يريد إجراء محاكمة في مجلس الشيوخ”.
تدارس تكتيكات المحاكمة
في الوقت نفسه التقى مسؤولو البيت الأبيض بمجموعة من السيناتورز الجمهوريين في مجلس الشيوخ حول توقيت وستراتيجية محاكمة المساءلة المحتملة، لكن فريق ترامب لم يحبذ أي سيناريو معين، وفقا لشخصين مطلعين على المحادثات، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
ومن بين مسؤولي البيت الأبيض الذين حضروا الاجتماع رئيس الأركان بالإنابة ميك مولفاني ومدير الشؤون التشريعية إريك أولاند وكبار المستشارين كيليان كونواي وجاريد كوشنر صهر ترامب ومستشار البيت
الأبيض بات سيبولوني.
ناقش المسؤولون والمشرعون ما إذا كان ينبغي على مجلس الشيوخ الحد من هذا التحقيق الذي يرونه لايستند الى اساس قانوني، أو البحث عن عملية أطول ، مما سيتيح للجمهوريين بث مطالبهم بشأن المصالح التجارية لهنتر بايدن في أوكرانيا ، وتجنب الادعاءات بأنهم لا يأخذون العملية على محمل الجد.
وقد ضم أعضاء مجلس الشيوخ في الاجتماع مايك لي من يوتا ورون جونسون من ويسكونسن وجون كينيدي من لويزيانا وليندسي جراهام من ساوث كارولينا وتيد كروز من تكساس وتوم كوتون
من أركنساس .
تبرئة الرئيس
الى ذلك يتوقع زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ “ميتش ماكونيل”، أن يعقد مجلس الشيوخ جلسة محاكمة حاسمة، وأنه ستتم تبرئة ترامب. لكنه لم يوضح المدة التي قد تستغرقها هذه المحاكمة.
وبموجب قواعد مجلس الشيوخ في الكونغرس الأمريكي، سيكون من الضروري إجراء تصويت بالأغلبية لإنهاء المحاكمة مبكراً، وقال عدد من الجمهوريين إنهم لا يريدون قصر العملية قبل تقديم الأدلة.
بينما طلب زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ “تشاك شومر” من غالبية الجمهوريين وضع خطة عملية مماثلة للمحاكمة مع الديمقراطيين، كما
حدث في الماضي.
بينما وصفت أعلى لجنة جمهوريّة تقودها ديفين نونيس التحقيق بأنه “محاكمة صورية” وتمديد لثلاث سنوات من الجهود المتواصلة التي بذلها الديمقراطيون
لإسقاط ترامب.
وقالت نونيس، إن الديمقراطيين اعلنوا بشكل مشدد أن ترامب “عميل روسي ومهدد للديمقراطية”. لكنها استدركت “ في النهاية ، إن تصويت الشعب الأمريكي يعني في الواقع شيئًا ما مهماً جدا”.
ترامب يعتقد أنه فوق القانون
من جانبه أغلق رئيس الاستخبارات آدم شيف جلسة الأستماع ليوم الخميس الماضي من دون أن يقول على الفور ما إذا كانت لجنته ستعقد المزيد من جلسات الاستماع أو تتلقى المزيد من إفادات الشهود قبل إبلاغ اللجنة القضائية في مجلس النواب بالنتائج التي توصلت إليها.
وقال: إن الرئيس قاوم تحقيقا في عزله ، لكنه قرر في نهاية الأمر دعمه لأنه في اليوم التالي لشهادة المستشار الخاص روبرت مولر بشأن تقريره حول ترامب بتدخلات الانتخابات من جانب روسيا ، “عاد دونالد ترامب عبر الهاتف يطلب من دولة أخرى المشاركة في دولة أخرى. الانتخابات الأمريكية. “
وأفاد شيف “هذا يبرهن لي أن هذا الرئيس يعتقد أنه فوق القانون ، بما يتجاوز المساءلة بمراحل عديدة، لقد فعل ترامب اشياء خطيرة اكثر من الرئيس المستقيل ريتشارد نيكسون الذي تجنب اجراءات العزل بتقديم استقالته”.
أوباما يناشد
من جهته فقد ناشد الرئيس السابق باراك أوباما الديمقراطيين وطالبهم بـ “تخفيف” خلافاتهم خلال سباق الترشيح للرئاسة والتركيز بدلاً من ذلك على هزيمة الرئيس دونالد ترامب وحزبه الجمهوري.
وقال “ستكون هناك خلافات”، لكنها بسيطة بالمقارنة مع “الهدف النهائي، وهو هزيمة رئيس وحزب، على ما أعتقد، اتخذا منعطفا حادا عن الكثير من التقاليد والقيم الأساسية. والالتزامات المؤسسية التي بنت هذا البلد “.
وأضاف اوباما بعد يوم من اجتماع المرشحين الديمقراطيين في أتلانتا في نقاشهم الخامس “يجب على الجميع أن يهدؤوا، وينظروا للامام لإتمام هذه العملية.”
وقال أوباما مرة أخرى إنه لا ينبغي للديمقراطيين أن يكونوا قلقين بشأن العدد الكبير من المرشحين لخوض الانتخابات هذا العام. زاد “إن المتنافسين في عام 2020، لديهم قيم متوافقة مع قضايا مهمة مثل مواجهة تغير المناخ، وتوفير رعاية صحية أفضل و”سياسة هجرة إنسانية”.
ويسعى الديمقراطيون إلى إثبات أن دونالد ترامب سعى إلى ربط تقديم مساعدة عسكرية لبلد حليف هو أوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، وزيارة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إلى البيت الأبيض بحصوله على تعهد من أوكرانيا بفتح تحقيق بحق جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي السابق، منافسه المحتمل بانتخابات الرئاسة العام المقبل، وبحق ابنه هانتر بايدن الذي شغل سابقا، منصب عضو في مجلس إدارة شركة
نفطية أوكرانية.