حلقات مسلسل التحقيق بـ {عزل ترامب} مستمرة
قضايا عربية ودولية
2019/11/27
+A
-A
واشنطن/ وكالات
بدءا من الاسبوع المقبل تستعد لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي لتسلم مقاليد تحقيق العزل الجاري بحق الرئيس دونالد ترامب إلى اللجنة القضائية، مع دخول التحقيق مرحلة جديدة.وتوشك على النهاية مرحلة تقصي الحقائق ضمن إطار التحقيق، والتي أشرفت عليها لجنة الاستخبارات، وأعلن رئيس اللجنة آدم شيف أمس الاربعاء أن تقريرا يضم استنتاجاتها سيصدر الأسبوع المقبل، عقب عودة المشرعين من إجازة عيد الشكر في الثالث من كانون الاول المقبل. من جانبها، حددت اللجنة القضائية الرابع من كانون الاول المقبل موعدا لأول جلسة لها في القضية التي ستجمع خبراء قانونيين سيدرسون مسائل دستورية، ضمن إطار بحث اللجنة فيما إذا كان يتعين إطلاق عملية العزل بحق ترامب وما هي لائحة الاتهامات الواجب توجيهها إليه.
ووجّه رئيس اللجنة القضائية جيرولد نادلر إلى ترامب ومحاميه دعوة لحضور الجلسة كما تقدم بطلب استدعاء الشهود واستجوابهم، مبديا أمله في أن يقبل رئيس الدولة الدعوة بدلا من مواصلة الشكوى من العملية القضائية.وأمهلت اللجنة ترامب حتى يوم الأحد المقبل لإبلاغها قراره بشأن حضور الجلسة من عدمه.
ويسعى الديمقراطيون المسيطرون على مجلس النواب إلى إنهاء التحقيق في غضون ثلاثة أسابيع وطرح مسألة عزل ترامب على التحقيق النهائي في المجلس حتى عيد الميلاد، ما سيمهد الطريق لتسليمها إلى مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية في كانون الثاني المقبل.
ومن غير المرجح أن يحضر ترامب، حتى لو أراد ذلك، جلسة الاسبوع المقبل، لأنه سيكون وقتها في بريطانيا لحضور قمة حلف الناتو.
ويتمحور تحقيق العزل حول الضغط الذي مارسه ترامب على نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بغية إجباره على فتح تحقيق مع هانتر بايدن، العضو السابق في إدارة شركة "بوريسما" الأوكرانية في مجال الغاز ونجل المرشح الديمقراطي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة نائب الرئيس السابق جو بايدن.
الرئيس الاميركي
بدوره يعتبر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب أن تحقيق المساءلة الذي يقوده الديمقراطيون، سيساعده فقط على الفوز في انتخابات عام 2020.وقال ترامب في حديث أمام أنصاره في فلوريدا "أعتقد أن ذلك سيقودنا مباشرة إلى الفوز في تلك الانتخابات". وأضاف الرئيس الأميركي، في إشارة إلى جلسة المساءلة التي عقدت في الكونغرس: "لقد فزنا بالكامل خلال الأسبوعين الأخيرين".وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، قد أعلنت في وقت سابق، أن التحقيقات بشأن عزل الرئيس الأميركي ستركز على سلوكه حيال أوكرانيا، والادعاءات المتعلقة به.
بينما اشارت"وول ستريت جورنال" إلى أن ترامب في هذه المحادثة حث زيلينسكي على بدء تحقيق ضد هانتر بايدن، نجل نائب الرئيس السابق جو بايدن، منافس ترامب المحتمل في انتخابات 2020.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الـ ثاني تشرين الأول الماضي، أن التحقيق الذي أطلقه الديموقراطيون في مجلس النواب بهدف عزله، هو انقلاب ومحاولة للاستيلاء على السلطة.
كان موظف في الاستخبارات الأميركية قد كشف عن مكالمة هاتفية جرت، في 25 تموز الماضي، بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني، ودفعت هذه المسألة الديموقراطيين، إلى فتح تحقيق في 25 أيلول الماضي بشبهة إساءة الرئيس استخدام سلطته.ويعتبر الديمقراطيون أن ترامب طلب المساعدة من دولة أجنبية للتدخل في الانتخابات في محاولة لتشويه سمعة خصمه السياسي، جو بايدن.وسيتقرّر بنتيجة هذا التحقيق ما إذا كان المجلس سيصوّت على توجيه اتّهام رسمي للرئيس، وبالتالي ترك مصيره لمجلس الشيوخ الذي يعود إليه أمر إدانة ترامب وعزله، أو تبرئته وبالتالي استمراره في منصبه.
اللجنة القضائيّة
واستجوب المشرّعون في مجلس النوّاب الذي يُسيطر عليه الديموقراطيّون، بشكل علنيّ خلال الأسبوعين الأخيرين، عددًا من الشهود، بينهم مسؤولون بالبيت الأبيض ودبلوماسيّون، بشأن مزاعم بأنّ ترامب أساء استغلال سلطته عبر الضّغط على أوكرانيا لبدء تحقيقات من شأنها أن تصبّ في مصلحته سياسيّاً.
وقال النائب الديموقراطي جيري نادلر في رسالة وجّهها إلى ترامب "أكتب إليكُم لمعرفة ما إذا كنتم أنتم، أو محاموكم، تنوون حضور الجلسة"، و"يجوز لمحامي الرئيس استجواب أيّ شاهد يتمّ استدعاؤه"، وذلك بموجب القواعد الإجرائيّة.
وأضاف نادلر الذي يرأس اللجنة المسؤولة عن صياغة الاتّهامات المحتملة التي قد تُوَجّه إلى الرئيس "إذا كنتم تنوون المشاركة في الجلسة، نرجوكم أن تُعلمونا بذلك في أسرع وقتٍ ممكن، وقبل الأوّل من كانون الأوّل المقبل".
وكان ترامب أكّد قبل ثمانية أيّام على تويتر أنه "يعتزم جدّيًا" الإدلاء بشهادته في الكونغرس، مرجّحًا أن تكون شهادة مكتوبة.ويُواجه ترامب اتّهامات بربط المساعدات العسكريّة الأميركيّة لأوكرانيا بموافقة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على فتح تحقيق في ملفّ نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وابنه هانتر الذي شغل منصبًا في مجلس إدارة شركة بوريسما للطاقة لمدّة خمس سنوات.وإذا تمّت الموافقة على عزل ترامب في مجلس النوّاب الذي يُهيمن عليه الديموقراطيّون، فإنّ القضيّة ستُحال على مجلس الشيوخ حيث يحظى الجمهوريون بأغلبيّة طفيفة.
حكم قضائي
بدورها حكمت القاضية الأميركية كيتانجي براون جاكسون أن على المحامي السابق للبيت الأبيض دون ماكغان الامتثال لطلب الاستدعاء الذي أصدره الكونغرس بحقه، وهذا الحكم يعتبر ملزما لجميع الموظفين السابقين والحاليين في البيت الأبيض الذين تلقوا طلبات مماثلة، ما يمكن أن يؤثر في التحقيقات الهادفة لعزل الرئيس دونالد ترامب، ولكن تنفيذ القرار لا يتوقع أن يكون سريعا بعد إعلان وزارة العدل نيتها استئناف الحكم.
ويتعلق قرار القاضية كيتانجي براون جاكسون بالمحامي السابق للبيت الأبيض دون ماكغان الذي تم استدعاؤه للمثول أمام اللجنة القضائية في الكونغرس.وقالت وزارة العدل إنها تنوي استئناف هذا القرار، ما يشير إلى معركة قضائية طويلة مقبلة في إطار المواجهة بين الديمقراطيين والجمهوريين.وأشارت القاضية إلى أن مسؤولي الإدارة لا يمكن أن يحصلوا على حصانة مطلقة استنادا إلى قربهم من رئيس البلاد.
وكتبت القاضية الفدرالية أن "الخلاصة الأساسية للسنوات الـ250 الأخيرة من التاريخ الأميركي هي أن الرؤساء ليسوا ملوكا"، وتابعت أن "لا أحد حتى رئيس السلطة التنفيذية فوق القانون".وأضافت "لا حاجة للقول إن القانون ينطبق على المحامي السابق للبيت الأبيض دون ماكغان كما ينطبق على المسؤولين الكبار الحاليين والسابقين في البيت الأبيض".وتابعت أن "هذه المحكمة خلصت إلى أن الأفراد الذين تتم دعوتهم للإدلاء بشهادة أمام لجنة مكلفة بالاستماع إليهم في الكونغرس، يجب أن يحضروا شخصيا". وحرصت على التأكيد أنه "لا يمكنهم تجاهل أو تحدي" هذه الدعوات "بأمر من الرئيس أو غيره".لكنها أشارت إلى أنهم أحرار في عدم الإدلاء بأي إفادة عندما يحضرون إلى الكونغرس.وماكغان شاهد أساسي للمدعي الخاص روبرت مولر الذي حقق لسنتين حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في 2016، والشبهات بمحاولة ترامب عرقلة عمل القضاء.وقدم مولر تقريره إلى الكونغرس لاستخلاص النتائج، لكن التحقيق البرلماني يراوح مكانه في غياب إمكانية الاستماع إلى شهود أساسيين مثل ماكغان.
لا "حصانة مطلقة"
في الوقت نفسه، أطلق الديمقراطيون إجراءات لعزل ترامب في قضية تتعلق بأوكرانيا. ويشتبه بأن الرئيس ترامب ضغط على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليجري تحقيقا حول جو بايدن خصمه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة.في القضيتين، استخدم ترامب صلاحياته الرئاسية لمنع مساعدين سابقين ومسؤولين في البيت الأبيض من التعاون في التحقيقات البرلمانية للديمقراطيين.وقد يفتح القرار القضائي الأخير الباب أمام لجنة الاستخبارات، التي تعد اتهامات تهدف لعزل ترامب، لإجبار ثلاثة مسؤولين على المثول أمامها وهم مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون وكبير موظفي البيت الأبيض ميك مالفيني ووزير الخارجية مايك بومبيو.ويعتقد أن جميعهم لديهم معرفة مباشرة بمطالبة ترامب المزعومة بفتح الرئيس الأوكراني زيلينسكي تحقيقات بحق بايدن في مقابل قمة رفيعة المستوى ومساعدات عسكرية تحتاج إليها كييف بشدة.وقال آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات في بيان "لهؤلاء الشهود الذين يختبئون وراء ادعاءات زائفة بالحصانة المطلقة. يظهر هذا القرار مرة أخرى كيف لا تزال مواقفهم غير ذات قيمة".
وتابع "سيتعين على الشهود الذين تحدوا الكونغرس بناء على a الرئيس أن يقرروا ما إذا كان واجبهم تجاه البلد أو رئيس يعتقد أنه فوق القانون".ويمكن للحكم أن يحيي مجددا قضية عرقلة ترامب التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية والذي قاده المستشار الخاص مولر.
وحدد التقرير النهائي لمولر والذي نشر في نيسان 10 أعمالا لترامب يشتبه أنه قام بها لعرقلة القضاء.
وقال جيري نادلر رئيس اللجنة القضائية في بيان "دون ماكغان شاهد رئيس على مزاعم أن الرئيس ترامب عرقل تحقيق المستشار الخاص مولر".
وتابع أن "ادعاء الإدارة بأنه يمكن للمسؤولين المطالبة بـ"حصانة مطلقة" من مذكرات استدعاء صادرة عن الكونغرس لا أساس له قانونا كما أقرت المحكمة اليوم".
لكن هذه الشهادات الحاسمة لن تحدث على الفور، إذ تخطط وزارة العدل للطعن في قرار القاضية جاكسون، كما أفاد المتحدث باسم الوزارة كيري كوبك.وقد يؤدي ذلك إلى رفع القضية إلى المحكمة العليا، وفي الوقت نفسه، يمكن أن تسعى الوزارة للحصول على قرار قضائي لمنع ماكغان أو غيره من التحدث أمام اللجنتين.
ومع تزايد احتمالية أن يكون ثالث رئيس أميركي يواجه اتهامات رسمية لعزله، بعد أندرو جونسون وبيل كلينتون، استشاط ترامب غضبا وأطلق عدة هجمات ضد المنافسين الذين يقودون جهود عزله.
موقف اوكراني
في الوقت نفسه أعلن رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي أن بلاده لا تتدخل بشؤون الولايات المتحدة، ولم يتم حظر المساعدات المالية الأميركية عنها، بعد اتصال الرئيس الأميريكي دونالد ترامب به الصيف الماضي.
وقال بتصريح في تالين امس الاربعاء: "لأكون صادقا، لا أحب التعليق على هذه القضية (حول محادثته الهاتفية مع الرئيس الأميريكي دونالد ترامب)، لقد قرأت كل شيء، كل ما كان سريا للغاية تم فضحه بشكل مفتوح، نحن لا نتدخل في الانتخابات، والجيوسياسة".
وأضاف: "نحن لدينا أوكرانيا المستقلة. لقد تحدثنا مع شريكنا الستراتيجي الولايات المتحدة الأميركية، لا يوجد حاليا أي حظر للمساعدات المقررة لنا، ولكن ليس بسبب محادثتي الهاتفية، وأنتم قرأتم كل ما جاء في المحادثة" مع ترامب.
وخلص الرئيس الأوكراني للقول: "ربما، هناك شيء آخر، اتصلت مرتين فقط مع الرئيس الأميركي، لكن قد تظهر مكالمة ثالثة أيضا لم تكن موجودة أصلا، هذا يحدث أيضا".