كاسبر.. الشبح الصديق

الصفحة الاخيرة 2019/11/29
...

أميركا / إيفون كوله
 
"كاسبر..  الشبح الصديق" كارتون عُرض في الثمانينيات، عندما كانت قصص الكارتون تحمل رسائل اجتماعية مهمة، ولا بد ان الكثير من الاجيال الجديدة لم تسمع عنه.
يعيش كاسبر في مجمع الاشباح، وما يميزه عنهم انه طيب القلب، بينما الاشباح الاخرون اشرار؛ لذا قرر كاسبر مغادرة المجمع؛ بحثا عن اصدقاء حقيقيين من البشر.. يبادلونه الحب، لكنه تفاجأ بمجتمع أناس قساة؛ كلما حاول تقديم مساعدة لهم، يقابلونه بنظرة رعب وكره؛ لانهم لم يعتادوا على طيبة الأشباح. حاول الانتحار لانه لم يجد صديقا يفهمه، وفشل في الانتحار؛ لأنه شبح.. اما اصدقاؤه المشاغبون من الاشباح؛ فيجدون اصدقاءً بسهولة وترحيبا من الناس؛ لانهم البشر يخشون افعالهم الشريرة؛ فيتملقونهم توددا؛ لاتقاء بطشهم. 
افلام الرسوم المتحركة آنذاك، فيها قصص وعبر تعني الكبار قبل الصغار؛ لانها تنطلق من الواقع، الذي يقضي بأن كلما ازداد الانسان شرا يخافه ويحترمه ويرافقه الاخرون بل ويتنافسون للحصول على رضاه، وكلما كان طيبا وصادقا يعتبرونه ساذجا؛ لأنه لا يغضب إذا استفزوه، ويصدق بسهولة خدعهم؛ فسيتغفلونه بأفيالهم الطائرة، متصورينه غبيا، في حين هو يتسامح عطفا وحنوا عليهم، وليس غباءً.
تلك واحدة من حكم كثيرة كانت تصنع على شكل مادة فنية قريبة من فهم الاطفال، وتضخ إليهم قيما مثلى، من خلال افلام الكارتون التي تتناغم مع هواهم الغض. لذلك كنا أطفالا شغوفين بمشاهدة افلام الرسوم المتحركة من تلفزيون جمهورية العراق، خلال الثمانينيات، في السادسة والربع 
مساءً.