الذئبة الحمراء.. داء جلدي ما زالت أسبابه مجهولة

من القضاء 2019/12/07
...

ترجمة: شيماء ميران
الذئبة الحمامية الشاملة (SLE) مرض مناعي مزمن يتسبب بالتهاب واسع في اجهزة الجسم، يصيب الجلد والمفاصل والأوعية الدموية والعديد من الاجهزة العضوية، اما سبب المرض فانه لا يزال غير واضح، وقد تسهم العوامل الجينية والهرمونية والبيئية بتطوره.
SLE  داء جلدي فريد من نوعه، وبحسب تصنيف موثوق لمراكز مكافحة ووقاية الأمراض (CDC)  فهو النوع الاشهر لمرض الذئبة.  وتُقدر معاهد الصحة الوطنية في اميركا ان عدد الاصابات به يصل الى مليون ونصف شخص في اميركا، ومن الصعب معرفة العدد بالتحديد لتشابه اعراضه مع حالات مرضية أخرى.
 
 
 
 
 
 
الأعراض والمضاعفات
يمكن ان تظهر اعراض SLE وتختفي على شكل وهجات، وتشير وهجة الذئبة الى الفترة التي تنشط فيها الاعراض، ويهدأ المصاب باختفائها، وتتراوح شدة الوهجات من متوسطة الى قاسية. كما يمكن ان يصيب الكليتين والرئتين والقلب والدماغ، وتتباين اعراضه من شخص لاخر الى حد كبير.
يعاني مصابو   SLEسلسلة اعراض مثل: مشاكل جلدية كالطفح الجلدي او بقع حمراء صغيرة، إعياء وارتفاع الحرارة، ألم او تورم في المفاصل، فقدان الوزن والتحسس من الشمس وتقرح الفم، فقر الدم او انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء، نقص كريات الدم البيض، ألم في الصدر وصداع الرأس، مشاكل في الرؤية وألم في البطن والغثيان او التقيؤ، الصعوبة في التنفس وتساقط الشعر، الاستسقاء او تورم الاطراف.
تسمى اصابة الكليتين بالتهاب الكلية الذئبي، وعدم الخضوع للعلاج ربما يُطور هذا الالتهاب ليصل الى مراحل متأخرة، ويشكل خطرا على حياة المريض، وتظهر اعراضه كتورم او ألم في المفاصل والعضلات، ارتفاع الحرارة وظهور طفح جلدي في الوجه على شكل فراشة.
كما يمكن ان يصيب   SLEالقلب، ما يؤدي لالتهاب الانسجة المحيطة بالقلب والصمامات القلبية وغيرها. ويعتبر تصلب الشرايين شائع جدا بين مصابي داء الذئبة الحمراء مقارنة بغيرهم، ويمكن ايضا ان يُضر الجهاز العصبي ويؤدي الى: ضعف في الاطراف وتغيرات في الاحساس، صعوبة التفكير ونوبات تشنج وسكتة دماغية.
 
المسببات والادوية
رغم ان المسبب الدقيق لداء الذئبة الحمراء لا يزال غير معروف، الا ان الاختلافات والطفرات في جين معين يمكن ان يزيد من خطر الاصابة به.
الطفرات الجينية المرتبطة بالذئبة الحمراء غالبا ما تشمل جينات معقد التوافق النسيجي الكبير المنظمة لوظيفة المناعية للجسم، ولن يتطور المرض عند من يملك تباين افي جين SLE، وبحسب الكلية الأميركية لأمراض الروماتيزم ان المرض يتطور عند النساء عشرة اضعاف الرجال.
هناك عوامل اخرى تسهم في الاصابة بمرض SLE منها: الهرمونات الجنسية، التعرض لمواد كيميائية سامة او لأشعة الشمس او لأدوية معينة، العدوى الفيروسية، الحمية الغذائية والاجهاد.
لا يوجد دواء في الوقت الحالي لمرض الذئبة الحمراء، وتركز العلاجات على تخفيف اعراضه ومنع المضاعفات الشديدة. وبالاعتماد على الاعراض والاعضاء المصابة تُوصف ادوية مثل: مضادات الالتهاب اللاستيرويدية كالاسبرين، مضادات مستقلبة كميثوتريكست المضاد للاورام، الادوية المضادة للملاريا ومنها كلوركين (Aralen)، كورتيكوستيرويد مثل كريمات بريدنيزون (Deltasone)، ادوية بايولوجية مثل بيليموماب(Benlysta)، الادوية المثبطة للمناعة مثل آزاثيوبرين(Imuran) والسيكلوسبورين ((Neoral، الادوية المسيّلة للدم كالوارفارين (Coumadin)، وتعمل هذه الادوية على تقليل الالتهاب ونشاط الجهاز المناعي، او الاضرار الناتجة عن المرض.
 
حمية غذائيَّة
قد يرغب المصابون بداء الذئبة الحمراء والالتهابات الجلدية القيام بتغييرات غذائية تساعدهم في السيطرة على اعراض المرض: الحد من تناول الصوديوم والدهون المشبعة وغير المشبعة، شراء الاطعمة الطازجة قدر المستطاع، تجنب الاطعمة المعلبة والوجبات الجاهزة، تناول كمية اقل من البروتين الحيواني، الاكثار من البروتينات النباتية كالمكسرات والفاصوليا، تناول الطعام الغني بالبوتاسيوم كالموز والبطاطا والخبز الاسمر، وكذلك يحتوي على القليل من الفسفور كالفواكه الطازجة والخضراوات.
قد تتزايد خطورة الاصابة بامراض القلب بين مرضى الذئبة الحمراء، فمن الضروري إتباع حمية غذائية صحية لتقليل تلك المخاطر كارتفاع ضغط الدم والسمنة. ويتوجب زيارة الطبيب عند ظهور الاعراض او تفاقمها. 
بالرغم من استخدام مصطلح الذئبة الحمراء او داء جلدي بشكل متبادل، الا ان هناك انواعا مختلفة اخرى لداء الجلدي وله اعراضه واسبابه الخاصة به، فالذئبة الحمامية القرصية DLE او الذئبة الحمامية الجلدية تصيب الجلد فقط، مسببة طفح جلدي حرشفي سميك على الوجه والرقبة وفروة الرأس.
 اما الذئبة الناتجة عن الادوية فهو داء جلدي يتطور بعد اخذ ادوية معينة. وربما تختفي بعد التوقف عن اخذ الدواء.
 
دراسة علمية
رغم ان الذئبة الحمامية المجموعية مرض طويل الامد بدون علاج معروف، الا ان الدراسة بالعموم ايجابية طالما يتلقى المصاب العلاج المناسب والمتابعة المنتظمة من الطبيب، واغلب المرضى يمكنهم ممارسة حياة طبيعية.
إن اصابات SLE طويلة الامد تعتمد على شدة وتكرار الوهجات، والاشخاص الذين يعانون من  وهجات حادة ومتكررة ربما يواجهون خطر تطور المزيد من المضاعفات اكثر. 
التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن ان يساعد في تخفيف المرض مبدأيا ويمنع تطوره، ويتفادى مضاعفاته المهددة للحياةويمكن للنساء المصابات بالذئبة الحمراء ان ينجببن اطفالا اصحاء طالما يتلقين العلاج المناسب خلال فترة الحمل. 
 
عن موقع medical news today