مجلس النواب الأميركي ينشر الأسس القانونية لعزل ترامب
قضايا عربية ودولية
2019/12/08
+A
-A
واشنطن/ وكالات
أصدرت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأميركي نسخة محدثة عن الدليل التوجيهي للمشرعين، وهو توفر الأسس الدستورية الكافية لعزل الرئيس دونالد ترامب.
ونشرت اللجنة امس تقريرا يحمل عنوان «الأسس الدستورية للعزل الرئاسي»، يتناول تاريخ وأهداف ومعنى المادة الدستورية الخاصة بعزل الرئيس عن منصبه. ويشير التقرير إلى أن «الحالات التي يسيء فيها الرئيس استخدام السلطة ويهون المصالح الوطنية عبر صلاته بالأجانب، ويقوض صلاحياته أو النظام الانتخابي تعني بلا شك أنه يرتكب جرائم خطيرة».
وشدد على أن «الرئيس الذي يستغل صلاحيته في السياسة الخارجية القومية على نحو يخون المصلحة الوطنية خدمة لمصلحته الشخصية، أو يضر بالأمن القومي لأسباب يحوم حولها الفساد، فإنه يخضع للمساءلة من قبل مجلس النواب».
وأكد أن السبب المسوّغ لعزل الرئيس يتمثل في تجاوز صلاحيات منصبه من أجل الترويج لمصالح خاصة به مع تجاهل أحكام الدستور وإلحاق الضرر به.
وأكد رئيس اللجنة جيرولد نادلر أن «الرئيس ترامب أساء استخدام السلطة، وأن الدستور لا ينص إلا على إجراء واحد لمكافحة مثل هذه الأفعال وهو العزل، مؤكدا أن لا أحد في الولايات المتحدة فوق القانون حتى ولو كان رئيسها».
وكان البيت الابيض قد كشف موقفه من الدعوة للدفاع عن الرئيس دونالد ترامب في التحقيق المتعلق باجراءات عزله عبر استنكار العملية القانونية بأكملها باعتبار أنّ «لا أساس لها».
وقال بات سيبولوني محامي البيت الابيض في رسالة الى الديموقراطي جيرولد نادلر رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب: «كما تعلمون فان تحقيقكم لا أساس له بالكامل».
وفي حين لم يستبعد سيبولوني بالمطلق مشاركة البيت الابيض في العملية، فإن المعنى كان واضحا في قوله: ان الديموقراطيين «أضاعوا ما يكفي من وقت أميركا في هذه التمثيلية».
وبعث سيبولوني الرد قبل دقائق من الموعد النهائي امام البيت الابيض لإعلان ما إذا كان يعتزم ارسال ممثلين عنه إلى اللجنة القضائية.
وتعمل اللجنة على تجهيز لائحة اتهام سيصوت عليها المجلس بكامله في وقت لاحق هذا الشهر.
وفي حين انه من المرجح أن ينجح الديموقراطيون في تأمين غالبية لاتهام ترامب في المزاعم ضده باستغلال سلطته عبر الضغط على أوكرانيا للتدخل في انتخابات عام 2020 الرئاسية، الا انه من المؤكد ان تتم تبرئته في مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية.
يذكر ان اللجنة القضائية قد نشرت أول تقرير في موضوع العزل عام 1974 أثناء التحقيق الهادف لعزل الرئيس ريتشارد نيكسون.
وأصدرت نسخة تالية منقحة من التقرير في 1998 على خلفية إطلاق مجلس النواب تحقيقا في إمكانية عزل الرئيس بيل كلينتون.
موقف إيراني
بدوره أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن بلاده تعتزم تبني «ميزانية مواجهة للعقوبات الأميركية» لعام 2020 تهدف إلى خفض درجة «الإدمان» النفطي لاقتصاد إيران.
وقال روحاني، في كلمة ألقاها امس في البرلمان الإيراني بعد أن سلم لرئيسه، علي لاريجاني، مشروع ميزانية السنة المالية الجديدة، التي تبدأ في 21 آذار 2020: «كانت الظروف الاقتصادية القاسية ضدنا في ذروتها العام الماضي عندما قدمت هنا لتقديم الموازنة، والأميركيون تصوروا أن بإمكانهم منع تقدم إيران من خلال فرض العقوبات عليها، لكنهم فشلوا ويئسوا» على حد تعبيره.
وأضاف روحاني: «لقد حققنا الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة وأصبحنا نصدر الغاز لمختلف بلدان العالم، حتى في موسم الشتاء، وإنتاجنا من البنزين سيبلغ 110 ملايين لتر يوميا في غضون 3 أشهر».
وأكد الرئيس الإيراني: «ميزانية العام المقبل ستكون ميزانية مواجهة للعقوبات الأميركية. وهي قائمة على أساس الضغوط الأميركية القصوى، وتقضي بخفض الإدمان النفطي الى أقل درجة ممكنة «.
وتابع: «نقول للعالم بأسره إننا أصبحنا، على الرغم من العقوبات، ندير البلاد من دون الاعتماد تقريبا على العائدات النفطية، والعدو فشل في مخططاته لتدمير الاقتصاد الإيراني».
في المقابل شكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إيران على ما قال إنه «تفاوض منصف جدا» أفضى لإطلاق طهران سراح طالب أميركي مقابل عالم إيراني.
وأضاف ترامب في تغريدة على «تويتر» أن الولايات المتحدة وإيران يمكنهما «عقد صفقة معا».
وكان ترامب قد أبدى سعادته بإفراج إيران عن العالم الأميركي سي وانغ، متعهدا بالعمل على تحرير جميع المعتقلين الأميركيين المسجونين بشكل غير شرعي وراء البحار، حسب تعبيره.
وقال ترامب، في بيان صدر عنه ونشره البيت الأبيض، إن وانغ عاد إلى الولايات المتحدة بعد أن قضى 3 سنوات في الاعتقال في إيران.
وأضاف: «نشكر شركاءنا السويسريين على مساعدتهم في التفاوض مع إيران بشأن إخلاء سبيل السيد وانغ».
وكشفت طهران عن الإفراج عن العالم مسعود سليماني المسجون في الولايات المتحدة وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر أنه «سعيد بأن الأستاذ مسعود سليماني والسيد شيوي وانغ سينضمان إلى عائلتيهما قريبًا»، في إشارة إلى تبادل للسجناء بين الطرفين، وأضاف «جزيل الشكر لجميع الجهات التي ساعدت وخصوصا الحكومة السويسرية» التي ترعى المصالح الأميركية في إيران في غياب العلاقات الدبلوماسية بين طهران
وواشنطن.
وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء الرسمية (إرنا) أنّ سليماني «أفرج عنه قبل لحظات بعد عام من الاعتقال غير القانوني وتم تسليمه لمسؤولين إيرانيين في سويسرا».
وكان المعتقل وانغ، وهو أميركي ولد في الصين، يقضي عقوبة السجن 10 سنوات بتهم التجسس في إيران، وهو باحث في التاريخ في جامعة برينستون كان يقوم بأبحاث عن سلالة القاجار في إيران حين تم توقيفه في آب 2016.
أما سليماني فهو استاذ وباحث كبير في مجال الخلايا الجذعية في جامعة تربيت وتوجه للولايات المتحدة في 22 تشرين الأول 2018، على ما اوضحت «ارنا».
وقال ظريف في تغريدة أخرى: «عائد للوطن».
ونشر ظريف صورا له مع سليماني داخل وخارج طائرة تحمل العلم الايراني، ولم يتضح أين تم التقاط الصورتين. وهناك عدد غير معروف من الإيرانيين محتجزون في الخارج.
زيارة روسية
الى ذلك أفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور واشنطن غدا الثلاثاء إذ سيلتقي خلالها نظيره الأميركي مايك بومبيو في أول زيارة لواشنطن منذ 2017.
وذكرت الوكالة نقلا عن مصدرين رسميين أميركيين، أن بومبيو سيستقبل لافروف ليبحث معه مجموعة من المسائل الخلافية وفي مقدمتها الأوضاع في سوريا وأوكرانيا وفنزويلا، والحد من التسلح وغيرها من القضايا في العلاقات الروسية الأميركية
المتوترة.
وأضافت أن الوزيرين سيعقدان مؤتمرا صحفيا مشتركا في ختام مباحثاتهما، من دون أن تحدد ما إذا كان لافروف سيجتمع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أم لا.
وعقد آخر لقاء بين لافروف وبومبيو في ايلول الماضي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.