تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو البنوك المركزية الكبرى حول العالم، التي تستعد لعقد آخر اجتماعات للسياسة النقديَّة في العام الحالي، فبعد أنْ تحركت الأسواق العالمية الأسبوع الماضي تحت سيطرة الأوضاع التجارية واجتماع منظمة أوبك والحلفاء، من المقرر إعطاء المزيد من التطورات بشأن كلا الأمرين في الأسبوع الحالي.
اجتماع الفيدرالي
يعقد بنك الاحتياطي الفيدرالي اجتماع السياسة النقدية الأخير هذا العام، اليوم وغدا الأربعاء، وسط توقعات تثبيت الفائدة عند مستواها الحالي، كما من المقرر أنْ يعلن توقعاته الاقتصاديَّة عن العامين القادمين مع توضيح رؤيته حول مستقبل السياسة النقديَّة.
وكان الفيدرالي خفض معدل الفائدة في اجتماع تشرين الأول إلى مستوى يتراوح بين 1.50 إلى 1.75 بالمئة مع التلميح لوقف مؤقت في عمليات خفض الفائدة.
ويضع المستثمرون احتمالات بنسبة تتجاوز 99 بالمئة بأنَّ الفيدرالي قد يقوم بتثبيت الفائدة عند مستواها الحالي، مع نسبة ضئيلة للغاية لرفعها بمقدار 25 نقطة أساس.
المركزي الأوروبي
يشهد الأسبوع الحالي كذلك الاجتماع الأخير للبنك المركزي الأوروبي هذا العام لإعلان موقف سياسته النقديَّة، لكنه سيكون الأول تحت قيادة رئيسته الجديدة كريستين لاجارد.
ولم تطرأ تغييرات في سياسة المركزي الأوروبي خلال الاجتماع الأخير لرئيسه السابق ماريو دراجي قبل أنْ يسلم المنصب إلى لاجارد في نهاية تشرين الأول.
ومن المخطط أنْ تعقد كريستين لاجارد مؤتمراً صحفياً بعد الاجتماع الذي من المتوقع على نطاق واسع أنْ يشهد تثبيت معدلات الفائدة.
بنوك عالميَّة
في ظل أسبوع مزدحم باجتماعات السياسة النقديَّة من قبل أكبر بنكين مركزيين حول العالم، تكون هناك العديد من القرارات في دول أخرى.
ويعقد البنك المركزي في تركيا اجتماعه يوم الخميس المقبل بعد أنْ خفض الفائدة بمقدار 10 بالمئة في آخر ثلاثة اجتماعات.
لكنْ من غير المتوقع إقرار تحولات في السياسة النقديَّة في تركيا بعد إشارات اقتصاديَّة إيجابيَّة، إذ يواصل اقتصاد تركيا التعافي خلال الربع الثالث، مسجلاً أول نمو على أساس سنوي.
ويقوم البنك الوطني السويسري يوم الخميس كذلك بعقد اجتماعه وسط توقعات تثبيت الفائدة عند -0.75 بالمئة. مع حقيقة أنَّ باول ولاجارد سيعقدان مؤتمرين صحفيين في أعقاب اجتماعات السياسة النقديَّة يومي الأربعاء والخميس على التوالي، تتحول الأنظار نحو تصريحات محافظي البنوك المركزيَّة الأخرى.
ومن المخطط أنْ يُلقي محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي "فيليب لوي" خطاباً خلال مشاركته بقمة في سيدني اليوم الثلاثاء.
وقرر المركزي الأسترالي في الأسبوع الماضي تثبيت معدل الفائدة عند أدنى مستوى على الإطلاق عند 0.75 بالمئة بعد خفض 3 مرات للفائدة هذا العام.
كما يشارك محافظ بنك كندا "ستيفين بولوز" التوقعات الاقتصادية للبلاد في العام 2020 ، الخميس المقبل.
تقرير أوبك
تفصح منظمة الدول المصدرة للنفط عن تقريرها الشهري بشأن مستويات إنتاج الدول الأعضاء في أوبك والبالغ عددهم 14 دولة عضوة عن تشرين الثاني وذلك يوم غد الأربعاء.
وكان إنتاج أوبك ارتفع في شهر تشرين الأول الماضي ليصل إلى 29.65 مليون برميل يومياً. واتفقت منظمة أوبك وحلفاؤها على تعميق اتفاق خفض مستويات الإنتاج بنحو 1.7 مليون برميل يومياً بدلاً من 1.2 مليون برميل يومياً الحالية بدايةً من كانون الثاني 2020.
وفي الوقت نفسه، يشهد الأسبوع الحالي إعلان أرقام مخزونات النفط في الولايات المتحدة عن الأسبوع الماضي مع الإفصاح عن مستويات إنتاج الخام الأميركي والذي يقف عند مستوى تاريخي.
إتمام البريكست
تقبل بريطانيا على صناديق الاقتراع يوم الخميس المقبل من أجل المشاركة في الانتخابات العامة المبكرة التي دعا لها رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون في مسعى لإتمام عملية البريكست.
وتظهر استطلاعات الرأي أنَّ حزب المحافظين الحاكم الذي يرأسه جونسون يأتي في المقدمة بأغلبية ملحوظة عن الحزب الذي يليه والمتمثل في المعارضة بقيادة جيرمي كوربيت.
ومن شأن فوز المحافظين أنْ يمكن جونسون من تمرير صفقة البريكست المتفق عليها مع الاتحاد الأوروبي في البرلمان البريطاني وبالتالي ضمان تنفيذ رغبة الشعب - على حد وصف جونسون - الذي صوَّتَ لصالح مغادرة عضويَّة الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016.
التطورات التجاريَّة
بعد تصريحات وإشارات متضاربة بشأن العلاقات التجاريَّة بين أكبر اقتصادين حول العالم في الأسبوع الماضي، فإنَّ المستثمرين يراقبون عن كثب كل ما هو جديد في هذا الشأن.
وتنبع أهمية مراقبة تلك التطورات في اقتراب الموعد النهائي لجولة من التعريفات الأميركية المخطط دخولها حيز التنفيذ يوم 15 كانون الأول ما لم تكن هناك صفقة تجاريَّة.
وكانت الولايات المتحدة والصين توصلتا إلى اتفاق جزئي بشأن الأوضاع التجارية في أوائل شهر تشرين الأول لكن حتى الآن لم يتم توقيع تلك الصفقة المرتقبة.