تعرف إدارة الجودة الشاملة بأنها جميع العمليات الإداريَّة الداخلة في العملية الإنتاجيَّة والتي تُسخر من أجل إرضاء المستهلك عن طريق العمل باستمراريَّة على ضمان جودة المنتج أو الخدمة لتحقيق رضا دائم للزبون، فضلاً عن المتابعة الدائمة للمرحلة التي تتبع عملية الاستهلاك لهذا المنتج أو الخدمة والتعرف على تقويم الزبون لها من أجل العمل على استمراريَّة تحسينها بالشكل الذي يرضيه وبالصورة التي تجعل منه زبوناً دائماً للشركة المنتجة.
فإدارة الجودة الشاملة نظامٌ إداريٌّ تتبناه الشركة أو المؤسسة، غايته الاهتمام بمتطلبات الزبائن والعمل على تلبيتها، وهذا النظام أساسه ومرتكزه الزبون الذي يمثل هدف العملية الإنتاجيَّة. تبني هذا النظام يستوجب وضع ستراتيجيَّة شاملة لتوفير مستلزمات نجاحه، ولعلَّ أولها إشاعة ثقافة إنتاجية بين العاملين في المؤسسة أو الشركة تؤكد التحسين المستمر للمنتج أو الخدمة وعدم التوقف عن إدخال التحسينات المطلوبة أو المقترحة.
فالجودة والتطوير المستمران والدائمان هما الأساس في هذا النظام الإداري المعمول به في العديد من دول العالم، ما يتطلب توظيف جميع الستراتيجيات الإداريَّة والإنتاجيَّة في خدمة هذا النظام الإداري المتميز.
في العراق، وبفعل انَّ جميع صناعاتنا ناشئة مقارنة مع الدول الصناعيَّة المتقدمة، فإنَّ مستوى تنافسيتها منخفضٌ بفعل تفاوت النوعيات والإمكانات والقدرات بينهما لصالح الدول الصناعيَّة، الأمر الذي يحتم اتباع الستراتيجيات الكفيلة بتحسين نوع وكم الإنتاج الصناعي المحلي، ومن ضمن هذه الإجراءات يمكن العمل على تحسين النظام الإداري المتبع في بلدنا ومواكبة التطورات الإداريَّة الحديثة، بأنْ يتم تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة والذي من شأنه تلبية ميول وطموحات المستهلك بالمنتج المحلي والعمل على تشجيعه باستمراريَّة استهلاكه والمحافظة على أنْ يكون زبوناً دائماً للصناعة المحليَّة، وهو ما يمكن لهذا النظام الإداري الحديث النجاح في تحقيقه والوصول إليه.
فعن طريق كسب رضا المستهلك والعمل على معرفة تقييمه للمنتج والحرص على تحسينه باستمرار هي أمورٌ غاية في الأهمية بالاحتفاظ بالزبون والتوسع في عمليات البيع مستقبلاً وبما يحقق المزيد من الأرباح للشركة او المؤسسة الإنتاجيَّة.
إنَّ العمل على تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات الاقتصاديَّة المتعددة يعدُّ غاية في الأهمية، لا سيما في الزمن الراهن الذي يشهد منافسة كبيرة جداً من مختلف الشركات وفي أغلب دول العالم من أجل كسب الزبون والاستحواذ عليه وتقديم المنتج ذي النوعية العالية ودائم التطور بالشكل الذي يلبي التطورات التكنولوجية الحديثة والتطورات والتغيرات في مجال أذواق المستهلكين.
فنظام إدارة الجودة الشاملة يؤكد الاهتمام بشكلٍ واسع بعامل الجودة للمنتج وإيجاد بيئة إنتاجيَّة مناسبة ودائمة للتطوير والحرص على عامل الوقت في تصنيع المنتج أو تقديم الخدمة عن طريق تقليل الهدر بواسطة تطوير المنتج والذي سيحصد الكثير من الزبائن له ومن ثم تقليل الخسائر الماليَّة وتعظيم الأرباح للشركة وهو ما تسعى اليه الإدارات في جميع المؤسسات الاقتصاديَّة.