بغداد/ رشا عباس
تحت عنوان {مسرح التحرير} نصبت مجموعة من الفنانين والشباب في ساحة التحرير، خيمة فنيَّة لعرض مسرحيات وأقامت ورشاً فنيَّة تحاكي الأوضاع الحالية وتوثق الأفراح والأحزان التي يعيشها المتظاهر بشكل يومي. الفعاليات جرت أمام حشودٍ من الجماهير وهم يحاولون تغطية هذه الأعمال بهواتفهم ونقلها على مواقع التواصل الاجتماعي.
إذ عرضت في اليوم الأول مسرحيتان الأولى بعنوان "مكرودة" للمخرج كحيل خالد، ناقش من خلالها معاناة المرأة في الحروب والثمن الذي تدفعه من أجل الوطن وهي تضحي بالزوج والابن وتبقى حبيسة ذكريات لا تنتهي بمرور الزمن.
بينما تناول المخرج باسم الطيب أرواح شهداء وهم يعبرون عن سعادتهم للمتظاهرين في مواصلة مشوارهم والمطالبة بحقوقهم في عمل بعنوان "أرواح سعيدة".
المخرج فارس دانيال أبدى إعجابه بالمبادرة التي عدها جزءاً من واجب الفنان في تفعيل دوره وسط الشباب وتوثيق أحداث بلده في مشاهد دراميَّة تزرعُ بداخل المتظاهر حب الوطن وكيفيَّة الدفاع عنه بطريقة سلميَّة.
أما الأستاذ الجامعي الدكتور حميد صابر فيرى أنَّ "المسرح تلمع جوهرته وتكتمل حقيقته بين الناس وهو يرتبط بقضاياهم ويعبر عن مطالبهم.. لا سيما وهم يفعلون مسرح الشارع بشكل ملحوظ متخذين من تلك المساحات المفتوحة مكاناً لإخراج ما بداخلهم من حزن وألم وصراعات نفسيَّة".
من جهة اخرى، قدم فلاح إبراهيم، ورشة فنيَّة شرح فيها دور المسرح في مواجهة الأحداث والأزمات بطريقة فنيَّة محببة الى الجمهور وموثقة للأجيال المقبلة.
وفي ختام الورشة طلب من الشباب المتواجدين تقديم أفكار ومشاهد دراميَّة عالقة في مخيلتهم منذ انطلاق التظاهرات وتفسير ما الذي استفادوه من تلك التجربة التي خرج البعض منها برسالة مفادها (العراق واحد ولا توجد تفرقة بين أبنائه برغم الظروف والمصاعب لا يزالون متكاتفين مع بعضهم لحماية تراثهم وحضارتهم على مر العصور
والازمنة)". داعياً الشباب الى الحوار لفهم ما يدور من حولهم وما يفكرون به. وختم إبراهيم حديثه بالقول: "خرجنا من تلك الورشة بأعمالٍ فنيَّة بينت حقيقة الشباب ومطالبهم
وأهدافهم".
الطالب عمر فاروق (أحد المشاركين في الورشة) تحدث عن تجربته في هذه الخيمة قائلاً: "هدفنا هو استلهام أفكار ممن سبقنا وعمل في مجال المسرح وكيفيَّة إدارة الأحداث التي يمر بها البلد من قبل الفنان، متخذاً من تلك الخيمة مسرحاً وجامعة لاستقبال النصائح والأخذ بها في
المستقبل".