هناك أعشاب مختلفة يمكن أن تعمل كمضادات حيوية طبيعية، إذ بالإضافة إلى دورها في مكافحة الأمراض الشتوية، تلعب هذه الأعشاب دورا فعالا ضد بعض الأمراض الجلدية. ولكنها لا يمكن أن تحل محل المضادات الحيوية الصناعية التي يصفها الطبيب.
وقالت الكاتبة نوريا سافونت في تقريرها المنشور بمجلة “أولا” الإسبانية، إن من أكثر الأعشاب شهرة في أداء دور المضادات الحيوية الطبيعية، نباتات القنفذية والقرطب الأكبر والعكبر أو ما يعرف بصمغ النحل.
القنفذية مضادة للجراثيم
تعد القنفذية - أو الإخناسيا- نباتا مألوفا للغاية لدى الهنود الأصليين في أميركا الشمالية، وكانوا يستخدمونه لعلاج لدغات الثعابين والجروح. ويحتوي جذره على عدة مكونات نشطة ذات خصائص تساعد على تنشيط الجهاز المناعي. كما تعمل مكوناتها العديدة معا على التصدي للأجسام غير المرغوب فيها، وتحسين الدفاع المناعي للجسم.
ونقلت الكاتبة عن خبيرة الصيدلة لوث غارثيا تورو أن هذا “النبات يحتوي على السكريات المتعددة التي تحمي الخلايا من اعتداءات الفيروسات والقلويات ذات الخصائص المضادة للبكتيريا والفطريات بفضل تأثيرها المضاد للالتهابات”.
ويوصي الخبراء بتناول هذا النوع من الأعشاب من شهر إلى ثلاثة أشهر منذ بداية فصل الشتاء للوقاية من الالتهابات المتكررة. كما يمكن استخدامه للوقاية عندما يكون الجسم تحت الضغط أو حالة من الضعف البدني أو النفسي التي تؤدي إلى انخفاض الجهاز المناعي.
القرطب الأكبر حليف مثالي للبشرة
تركيبة جذور هذا النبات غنية بالمواد المطهرة التي تساعد على مقاومة الأمراض الجلدية من قبيل الطفح الجلدي أو حب الشباب. وينتشر هذا النبات كثيرا في المناطق المعتدلة.
وبحسب خبيرة الصيدلة “يعد جذر القرطب الأكبر مصدرا مهما للأنسولين، وهو عبارة عن كربوهيدرات تشبه النشا، شبيهة بالبنسلين. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي هذا النبات على ما يعرف بالبولينات، وهي مواد لها خصائص مضادة للجراثيم والفطريات. ولهذه المواد قيمة كبيرة في علاج العديد من الأمراض الجلدية على غرار حب الشباب والإكزيما والدمامل والخراجات أو حتى الصدفية”.
كما يحتوي هذا النبات على الكحوليات الحمضية التي تزيد من خصائصه المطهرة. وتطهر هذه المركبات جسم الكائن الحي من جميع السموم التي تساهم في ظهور البثور، وتعزز إزالتها على مستوى الكبد والكلى.
ويُوصَى باستخدام القرطب الأكبر أيضا لعلاج مشاكل البشرة الدهنية، حيث تزداد فعاليته عند دمجه مع نبات آخر، على غرار نبات البانسي.
العكبر أو صمغ النحل
أفادت الكاتبة بأن العكبر عبارة عن مادة راتنجية وصمغية وبلسمية ذات تماسك لزج، يحصل عليها النحل من براعم الأشجار وبعض النباتات من خلال فكيه، لينتهي من معالجتها في وقت لاحق داخل خلية النحل مع إفرازات عديدة .
وبشكل عام، يتم الحصول على العكبر من عدة أشجار على غرار الصفصاف والكستناء والبلوط والصنوبر والكرز والحور والبتولا والعرعر، ومن بعض النباتات العشبية.
في الواقع، يستخدم النحل العكبر لتطويق جدران الخلية والحفاظ عليها خالية من البكتيريا والفطريات وغيرها من الأجسام الضارة الخارجية. وبعبارة أخرى، هي تسد خلايا النحل بإحكام.
وتكمن الخاصية الأكثر شهرة للعكبر في كونه مضادا حيويا نشطا حتى ضد الجراثيم التي اكتسبت مقاومة للمضادات الحيوية.
كما تستخدم بعض خصائص العكبر في الغذاء والعطور والأدوية والبيولوجيا، مثلما هي الحال بالنسبة لخصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للميكروبات والمبيدة للجراثيم والمضادة للفيروسات والفطريات، حيث ثبتت فعاليته في نحو 40 نوعا من الفطريات الجلدية.
كما أظهرت بعض الدراسات في الصين فعالية العكبر لعلاج حالات ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين ومشاكل القلب. وتُستخدم أيضا في عيادات طب الأسنان لعلاج التجاويف وكمصلح طبيعي يمنع تآكل مينا الأسنان .