بغداد / حسين ثغب – شكران الفتلاوي
أشرت الأسواق المحلية أقبالا على المنتج الوطني لم تشهده من قبل، وهذا يعد أحد عناصر تشجيع الصناعة الوطنية التي تعد بوابة التنمية المستدامة التي تنشدها البلاد، في ظل توفر أهم مقومات النجاح الاقتصادي المتمثلة بالسوق التي تستوعب حجم الإنتاج الوطني.
صاحب أسواق في حي الغزالية ببغداد حسين عبد الأمير قال “الأسابيع الاخيرة شهدت طلبا كبيرا على المنتج المحلي، لاسيما في منتجات الألبان والدواجن، وهذا امر يحصل لأول مرة، حيث كان الطلب على المنتج الوطني محدودا، ولكن خلال الفترة القليلة الماضية ومع ارتفاع الأصوات في ساحات التظاهر تجاه دعم المنتج المحلي، تغير الأمر وصار الطلب مختلفا تماماً عن السابق وارتفع الخط البياني إلى مستويات كبيرة، تبشر بمستقبل مشرق للمنتج الوطني.»
ماركات محليَّة
لفت إلى ان “الشباب بات يتساءل عن المنتج الوطني الذي نعرضه في الأسواق، الأمر الذي يشجعنا على تخصيص أماكن داخل الأسواق كتب عليها منتجنا الوطني”، لافتاً إلى انه “في السابق كان عدد من كبار السن يبحثون عن ماركات محلية كانت تنتج ومدى توفرها داخل الأسواق وهل هناك طلب عليها».
حياة البلاد
عضو منتدى بغداد هادي هنداس أكد ان “المنتجات المحلية تحمل تأثيرا أيجابيا كبيرا على الاقتصاد الوطني وينقل حياة البلاد إلى مرحلة افضل، حيث ستنتعش حياة العائلة العراقية واقتصادها».
وأشار هنداس الى أن “المنتج الوطني يوفر للبلاد أموالا كبيرة كانت تخصص لاستيراد المواد الغذائية على وجه الخصوص، ومنها منتجات الألبان التي وصلت مبالغ استيرادها إلى مليار و300 مليون دولار في احدى السنوات السابقة، كما أن منتجات الدواجن لا تقل أهمية عن الالبان، حيث يجب ان يعرف المواطن أن بيض المائدة الذي يعرض في الأسواق المحلية (المستورد) يحمل تأثيرا سلبيا كبيرا على الصحة العامة لما يحمله من سموم كونه غير صالح للاستهلاك البشري».
تخصيصات كبيرة
بين “اسواقنا المحلية تعرض منتجات غذائية دخلت بشكل غير رسمي ولم تخضع لفحوصات التقييس والسيطرة النوعية، وهذه تؤثر في الاقتصاد الوطني حيث لم تكن تناسب أسعارها، فضلاً عن التداعيات الصحية التي تتسب عن تناول هذة المواد، والحاجة إلى تخصيصات كبيرة لغرض العلاج”، مشيراً إلى أن “المنتج المحلي يغني عن هذا كله ويوفر بضائع طازجة خالية من المواد الحافظة، ووقت إنتاجها قصير ولا تحمل أي تأثيرات سلبية على حياة المستهلك في جميع المنتجات، حيث يمثل دوران عجلة الإنتاج المحلي أهم خطوة على طريق تحقيق التنمية».
اما المواطنة خولة اسد حميد فقد اشارت الى انها تفضل المنتج الوطني وتعده ضرورة، حيث تستعمل ماركة عشتار
الى اليوم في منزلها، وقالت ان “المنتج الوطني ترك بصمة طيبة لدى العائلة
العراقية منذ عقود، ودعمه يمثل واجبا وطنيا في هذا الوقت، وعندما نذهب الى الاسواق المحلية نبحث عن المنتج المحلي ابتداء من الخضر والالبان وصولا الى المنتجات الصناعية المختلفة”ونبهت الى ان
”اغلب من تعرفهن بدأن يتحدثن عن المنتجات المحلية الى توفر فرص عمل لشبابنا».
دافع وطني
بدوره عمار عبد الرحمن محمد يمثل صوتا من التظاهرات قال: ان “المنتج المحلي يمثل واجبا وطنيا، يجب ان ندعمه من قبل جميع العوائل العراقية، وصوت المتظاهر يأتي من دافع وطني لكوننا ندرك ان لاتنمية اقتصادية دون دعم للمنتجات الوطنية، كما ندرك ان الشباب العاطلين لا يمكن ان يحصلوا على فرص عمل مستدامة دون تفعيل الانتاج الوطني في قطاعاته الصناعية والزراعية التي يمكنها ان تستوعب اليد العاملة والمعطلة».
ولفت الى ان “صوت المتظاهر لايقف عن دعم المنتج المحلي، الى ان نحقق هدفنا بجعل العائلة العراقية تتجه صوب المنتج الوطني”.
اما احمد عدنان سلمان صاحب اسواق قال: ان”الطلب على المنتج الوطني بات كبيرا وملحوظا،حيث نبدأ صباحنا من الطلب على منتجات ألبان ابي غريب وما المتوفر منها ثم منتجات المعامل المحلية من الالبان وبيض المائدة، وهذا الامر لم يحصل من قبل الا بنطاق ضيق».