تمثل براءات الاختراع أحد أهم المحركات الأساسيَّة للقطاعات الاقتصاديَّة بجميع أنواعها سواء كانت الصناعية أو الزراعية أو التكنولوجية أو الخدمية وغيرها. وتولي دول العالم المتقدمة براءات الاختراع الاهتمام الكبير بسبب دورها في عملية التطوير الاقتصادية التي تتطلب إضافات مستمرة ومستحدثة للتكنولوجيا القائمة لضمان الاستمرارية في التقدم الاقتصادي، الذي هو باختصار عملية تراكمية وتصاعدية مثمرة من أجل ضمان المحافظة على الواقع الحالي وتحسينه مستقبلاً عن طريق الإضافات المميزة له، التي تحقق له التطور
الواسع. واقع المنتج الوطني حالياً في حالة تنافسية مع المستورد، الأمر الذي يحتم العمل بكل السبل لتطوير صناعتنا عبر الاهتمام بالاختراعات الحديثة للعقول المبدعة كونها إحدى الوسائل المهمة في تحقيق التطوير وتحسين التنافسية و تضيف الشيء الكثير لنوعية وإمكانات المنتج الوطني ما يجعله مفضلاً للمستهلكين ويزيد من تحقيق الأرباح للصناعات المحليَّة.
من الضروري العمل على إنشاء هيئة أو مؤسسة تعنى وتهتم بالاختراعات المحلية وتشجع المخترعين والمبدعين والمتميزين في مجالات العلوم الذين يمكن أنْ يسهموا بابتكاراتهم في تطوير الاقتصاد العراقي، لا سيما القطاعات الصناعيَّة والتكنولوجيَّة والزراعيَّة والصحيَّة.
ويمكن الإفادة من مشاريع تخرّج طلبة الجامعات سواء في الدراسات الأولية أو العليا وما يقدمونه من بحوث علمية وإبداعات متميزة بما يمكن توظيفه في مختلف القطاعات الاقتصادية ونقله الى واقع يسهم في تطوير هذه القطاعات، كما يمكن تنظيم مسابقات علمية للطاقات المبدعة في جميع المجالات العلمية والتقنية ولجميع المستويات الدراسية بمن فيهم غير المتعلمين تعليماً عالياً من أجل استقطابهم والتعرف على إمكاناتهم الإبداعية وتحويل ما يمكن أنْ يقدموه من اختراعات الى واقع عملي ينفع كل قطاعات الاقتصاد العراقي عن طريق تحويل براءات الاختراع والأفكار الإبداعية الى تقنيَّة ملموسة تسهم في الاقتصاد العراقي وتطويره.
من المهم إصدار التشريعات الخاصة بضمان حماية حقوق الملكية الفكرية بمختلف أنواعها النظرية او العملية من القرصنة والسرقة والتقليد بدون موافقة أصحاب هذه الملكية، الأمر الذي يحفظ حقوقهم المعنوية والمادية ويمنع التجاوزات الحاصلة في هذا المجال وبما يساعد ويشجع المخترعين والمبدعين في تقديم اختراعاتهم ونقلها عملياً بدون الخشية من التجاوز على حقوقهم. الاهتمام ببراءات الاختراع وإيلاؤها العناية الفائقة يعدُّ من الأولويات المهمة التي يجب على الجهات المختصة في المجال الاقتصادي في العراق مراعاتها، فالأسواق العالمية باتت تبحث الى جانب الجودة عن التميز والانفراد في المنتج الذي يمكن أنْ يضاهي العلامات التجاريَّة الأخرى. وهو ما لا يمكن الوصول إليه من دون الاهتمام ببراءات الاختراع والعمل على تطبيقها عملياً وهو ما يستوجب مراعاتها في بلدنا من أجل تطوير اقتصادنا الوطني.