إقبالٌ كبيرٌ على المنتجات الوطنيَّة العراقيَّة في الأسواق الأميركيَّة والكنديَّة

اقتصادية 2019/12/18
...

واشنطن/ نافع الفرطوسي
 
تشهد المنتجات العراقية المصدرة الى أميركا الشمالية، إقبالاً طيباً ليس من قبل أبناء الجاليتين العراقية والعربية فحسب، بل وحتى من المواطنين الأميركيين والكنديين بعد أنْ احتلت منتجات غذائية عراقية ومعلبات وتمور وحلوى مكانها اللائق في أرفف كبرى المتاجر في ولايات ومدن عديدة وسط ترويج إعلامي متزايد، لا سيما خلال الشهور الأخيرة، الأمر الذي دفع عدداً من رجال الأعمال والمستثمرين العراقيين والعرب المغتربين الى إبداء رغباتهم بعقد صفقات استيراد كميات كبيرة من البضائع عراقية المنشأ للأسواق الأميركيَّة والكندية في حال سمحت السلطات العراقية بذلك، فضلاً عن رغبة البعض الآخر منهم الى دخول السوق العراقية من باب التصنيع والاستثمار.
 
نكهة المنتجات العراقيَّة
محمد إبراهيم صاحب محل ماركت (أسواق) بمدينة (ناشفيل)، أخبرنا أنَّه يوفر للجالية العراقية بخاصة والإسلامية والعربية بعامة، جميع المنتجات الحلال من لحوم وكبة وكباب وألبان وزبادي وقشطة وتمور ومكسرات، يستوردها تجار معروفون من ديترويت بولاية (مشيغان) وغيرها من المناطق.
ويضيف انَّ إقبال العراقيين لا مثيل له على المنتجات الوطنية المصنعة في العراق مثل دبس كربلاء وتمور البصرة وخل البدوي وبهارات الريف وطرشي النجف ومن السما السليمانية والحلويات العراقية المعروفة كالبقلاوة والكنافة وغيرها.
وتزداد نسبة المبيعات في الاعياد والمواسم ورمضان حيث تكون المائدة العراقية ملتقى لطيف الذكريات التي تصل المهاجرين بوطنهم وأحبائهم.
يضيف إبراهيم، ان سمعة المنتجات العراقية تفوق نظيراتها الأجنبية حتى بالنسبة للزبائن الامريكان، فعند السؤال عن التمور يبحث الزبون اولاً عن التمور العراقية المعروفة بجودتها وخصائصها الطبيعية الغنية وكذلك الحال لباقي المنتجات المستوردة من الداخل العراقي.
 
العنبر والأدوية العراقيَّة
من بين مئات الماركات العالمية للارز، يشتهر الرز العراقي المعروف بـ (العنبر) عن غيره بجودته ورائحته الزكية وطعمه المميز، لكن ندرة هذا المنتج جعلت رجل الاعمال العربي زياد نشاشيبي يتساءل وبإلحاح عن إمكانية الحصول على موافقة وزارة الزراعة العراقية على السماح بتوريد كميات منه للسوق الأميركية المتعطشة لهذا النوع من الرز.
ويضيف، ان كثيراً من المنتجات العراقية مطلوبة بقوة في السوقين الكندية والأميركية، لا سيما من قبل الجاليات العربية المقيمة فيهما.
وقال نشاشيبي إنه سيلتقي نظراءه العراقيين في مؤتمر سيعقد قريبا في اسطنبول التركية تمهيدا لقدوم مجموعته ودخولها الاستثمار بهذا المجال في العراق وعقد تفاهمات وصفقات في هذا الصدد.
الى ذلك أكدت مجموعة "روزيتا فارما" التي تختص بقطاع الأدوية ومستحضرات التجميل رغبتها بالحصول على عقود لتوريد بعض الأدوية والعقاقير المنتجة في مصنع ادوية "سامراء".
وذكر جوزيف برونسيز (مسؤول المبيعات بفرع الشركة في فينيكس بولاية "اريزونا")، أنَّ سمعة الأدوية العراقية المنتجة في مصنع سامراء تدعونا الى التعرف عن كثب على تلك المنتجات والسعي لتوريدها للولايات المتحدة بسبب جودتها العالية حسب دراسات السوق التي قامت بها مكاتب استشاريَّة تعاقدت معها مجموعتنا"، مضيفا انَّ "بعض المراهم والكريمات الجلدية نالت درجات عالية في الجودة حسب المعايير الأميركيَّة وكذلك شرابات وأقراص ومضادات حيوية عديدة تنتجها سامراء، ولدينا رغبة بمفاتحة وزارة الصناعة العراقية لبحث الموضوع بجديَّة".
 
مبادرات وطنيَّة
وفي تورنتو في كندا، تشهد متاجر العربي التي تتداول سلعا ومنتجات عراقية، انتعاشاً كبيراً واقبالاً مميزاً من أبناء الجالية العراقية وأشقائهم العرب، إذ يسهم الكثيرون بحملة دعم المنتج الوطني التي أطلقتها وسائل الإعلام من وحي التظاهرات الإصلاحيَّة في بغداد وسائر المحافظات.
وذكر المواطن العراقي المغترب في تورنتو يوسف الفراجي، أنَّ الكثير من المنتجات التي اعتدنا على اقتنائها حين كنا في بغداد، نجدها هنا بالنكهة القديمة المعتادة ذاتها برغم ابتعادنا عن وطننا، مشيداً بتوجه العراقيين في المغترب لتشجيع منتجات الوطن ودعمها، واشار الى ان "الكثير من اخوتنا العرب وبعض الكنديين اعتادوا على شراء البضائع العراقية وحتى المشروبات الغازية ذات الماركات العراقية مثل تراوبي، سينالكو، مشن، شابي التي توفرت الآن بكثافة في شتى المتاجر والاسواق في
 كندا".
 
سوق واعدة
الى ذلك عبرت فعاليات اقتصادية ورجال أعمال ومستثمرون عراقيون وعرب عن رغبتهم في دخول السوق العراقية التي وصفوها بـ "الواعدة" خلال المستقبل المنظور.
وأشاد هؤلاء بجهود الحكومة العراقية بعد طرد عصابات داعش الإرهابيَّة وانتهاجها اقتصاد السوق الحر، فضلاً عن التسهيلات المقدمة للارتقاء بالاقتصاد العراقي الذي يجتذب العديد من الجهات والشركات في شتى قارات العالم.
وعدّ المستثمر العراقي وليد هرمز أنَّ "السوق العراقية تكتسب حيوية جيدة لوقوعها في منطقة نشطة وسريعة النمو أولاً ولتوفر ميزات فاعلة كتوفر الموارد الطبيعية والثروة البشرية والخبرات، ما يبشر بمستقبل واعد للشعب العراقي خلال السنوات القليلة
 المقبلة".
وأضاف هرمز انه أجرى اتصالات مع هيئة الاستثمار العراقية وهناك دراسات وخطوات قطعت أشواطاً جيدة قبل الشروع بتنفيذ مشروعين احدهما سكني في ضواحي العاصمة بغداد، والآخر صناعي يتعلق بمجال الفولاذ والصلب قد ينفذ في البصرة أو النجف.
مشيداً بالتسهيلات التي تقدمها هيئة الاستثمار مثل الاعفاءات الضريبية وسرعة حسم إجراءات تخصيص الأراضي عبر النافذة الواحدة وببدلات إيجار رمزية بسيطة ولمدد زمنية طويلة نسبياً.
 
تجميع السيارات
أما الصناعي الياس دامرجيان (أميركي من أصول لبنانية)، فتحدث لنا كاشفاً عن رغبة شركته المتخصصة بتصنيع وتوريد قطع غيار السيارات الأميركيَّة (فورد، شيفروليه، ودوج كرايسلر) بفتح فرعين لها في أربيل وبابل.
وقال دامرجيان انه منذ نحو عامين تقريباً يدرس السوق العراقية ويراها متعافية ونشطة وتحظى باهتمام كبير من قبل العملاء والصناعيين.
ولفت الى إمكانية إقامة خط لتجميع الشاحنات الصغيرة وسيارات السيدان بعد إبرام اتفاق مع وزارة الصناعة العراقية حيث يحمل توكيلا من شيفروليه لتجميع سيارات صغيرة وشاحنات نوع (ساتيرن)، مشيراً الى أنَّ ميزانية المشاريع التي ينوي تنفيذها في العراق تقترب من 250 مليون دولار.