المرجعيَّة راعية النظام السياسي

آراء 2019/12/21
...

علي الهمّاشي
 لا شكّ أنّ الكل ينتظر خطبة المرجعية التي اصبحت المبلغ المباشر للجماهير والكتل السياسية سواءً قبلت او رفضت، ولكنها مضطرة الى التماشي مع رؤية المرجعية أيّا كانت !!!.
 ومنذ انطلاق الاحتجاجات في الثاني من تشرين الاول لعام 2019 كانت خطب المرجعية تحاول ان تتخذ جانب الوسطية ولاتنحاز الى جهة ما، وفسّر ذلك لدى بعض الاطراف التي شكلت حكومة السيد عبدالمهدي بأنّ المرجعية لا تتقاطع مع اجراءاتها وانها تساند الحكومة!!!.
بينما كان الآخرون يرون أنّ المرجعية تتعامل مع هذه الظروف كما تعاملت مع ظروف عام 2014 في الازمة التي نتجت بسبب الخلاف على ولاية المالكي الثالثة وماجرى من تبعات لمظاهرات واحتجاجات المناطق الغربية!!!.
 وبعد انطلاق الاحتجاجات حاول الكل الاستفادة منها لتأخذ أبعد مدى وهي انهاء النظام السياسي وهو ما يتمناه ذيول النظام السابق وكل متضرر من النظام السياسي الحالي أيّا كان رئيس الوزراء وهو ما كان يدعوهم ومازالوا لمهاجمة كل العراق الجديد وهذا لايبرر ان هناك خطوات فاشلة اتخذتها الحكومات السابقة نتيجة ظروف معروفة واخرى ضاغطة سيكشفها التاريخ عاجلا أم آجلا ولم تخف المرجعية امتعاظها من ذلك مرارا وتكرارا واليوم أكدتها مرة أخرى (ان امامكم اليوم معركة مصيرية اخرى وهي معركة الاصلاح على انهاء حقبة طويلة من الفساد والفشل في ادارة البلد).
 ولكنها اكدت فيما لايقبل الشك انها لاتدعو الى انهاء النظام السياسي الحالي فهي التي رعت كتابة الدستور ودعت الى الاستفتاء حوله ورعت الانتخابات الاولى ولكن هذا لم يمنعها من المطالبة بالاصلاح لهذا النظام ولقوانين الانتخابات والمفوضية وغيرها من التي تشكل جدلا كبيرا بين الجماهير او تلك القوانين التي تضع فجوة بين الطبقة السياسية والناس ودعت اليوم القوات المسلحة الى حماية النظام السياسي. 
 وعلى حصر السلاح بيد الدولة وكذلك دعت الى بناء الجيش والقوات المسلحة وفق أسس مهنية (ان يكون بناء الجيش وسائر القوات المسلحة العراقية وفق أسس مهنية رصينة بحيث يكون ولاؤها للوطن وتنهض بالدفاع عنه ضد اي عدوان خارجي وتحمي نظامه السياسي المنبعث عن ارادة الشعب وفق الاطر الدستورية والقانونية)، ومع ذلك منحت الشعب تفويض تغييره وهو متبناها الفقهي بحيث يكون الشعب مصدر السلطات وهو من يمنح النظام الشرعية..
والحقيقة أنّ المرجعية تبقى الراعي الاول للنظام السياسي الحالي وهي صمام أمان للشعب.
ولم تنسَ المرجعية التذكير بالنصر الكبير على داعش وشكرت كل المقاتلين الذين مازالوا يقاتلون ويدافعون عن الوطن. 
وأكدت أنّ معركة الاصلاح معركة مصيريّة. 
هكذا رسمت المرجعية ملامح وخطوات المرحلة المقبلة دعما للاصلاح ولبناء الدولة وللقوات المسلحة وهي حامية النظام السياسي الحالي تحسبا لأي فوضى قد يقوم بها مغرضون او من يريد انهاء الاوضاع الى ما لاتحمد عقباه ...